من الظلمة إلى النور..عودة يوضح لـ”التاج” أسباب الإكتئاب وعلاجه..تفاصيل
التاج الإخباري – دنيا بدر، رهف ذياب
من منا لايعاني من اضطرابات قد تؤثر على مزاجه وتفكيره وسلوكه؟
إن هذه الاضطرابات إذا اثرت على الحياة اليومية والإجتماعية وحدت من سلوك الأفراد وانتاجيتهم في المجتمع فهذا من الممكن أن يشير إلى وجود امراض نفسية.
الإكتئاب ليس امرا سهل للتخلص منه وهو مرض يصيب النفس أو الجسم ويؤثر على التصرف أو التفكير، ويؤثر على حياتهم العاطفية والجسدية حيث انه يعد أحد اكثر الامراض المنتشره في العالم ويسبب للاشخاص الانعدام وعدم الرغبة في الحياة .
قال العشريني احمد في حديث له مع ” التاج” ، انه كان يعاني من نوبات حزن وقد أثر ذلك على تحصيله العلمي ،” كنت شاطر بالجامعة بعدين نزل مستواي الدراسي “.
واكد انه لم يكن يعلم بمعاناته من مرض نفسي وبعد تلقيه العلاج اللازم اصبح شخص طموح .
وبينت الخمسينية نهى في حديث لها مع ” التاج ” انها كانت بفترة العشرينيات تتألم جسديا ونفسيا ؛ رغم وجود وظيفة وعائلة تحبها إلا أن ذلك لم يحمها من الإصابة بالإكتئاب ، مشيرة إلى وجوب طلب المساعدة من الأطباء النفسيين في حال طرأت اي اختلافات في حياة الشخص.
وذكرت انه يجب ان تزول ثقافة العيب الموجودة لدى المجتمعات حول الخجل من مراجعة الأطباء النفسيين.
وأوضح شاب في عمر العشرينيات لـ” التاج الاخباري” انه اصيب باكتئاب بسبب الوحدة وعدم الاختلاط بين الناس.
وقال انه اعتزل جميع البشر خوفا من الكلام الحرج والتنمر اللذان يسببان عقدة واكتئاب.
واشار الى ان المرض جاء بسبب قيام عائلته بإنتقاده امام الناس دائما مما سبب له اثر كبير في حالته النفسيه, واصفا تلك الأيام بالصعبة.
وفي حديث مع اخصائي الأمراض النفسية ” ليث عودة ” ؛ حول اعراض الاكتئاب قال إن هنالك مجموعه من الاعراض وهي تقسم إلى قسمين, الاعراض الاعتيادية والاعراض غير الاعتيادية.
وأكد أن هنالك عرضين اساسيين للإصابه بالإكتئاب هما فقدان الشعور بالمتعه وعدم الإستمتاع بالأشياء التي كان يستمتع بها الشخص سابقا ، والاخر هو المزاج المكتئب أو الحزن في اغلب اوقات اليوم .
وأضاف, ان هنالك مجموعة من الأعراض الاخرى منها فقدان الشهية ونقص الوزن وتراجع الجانب الإجتماعي والتواصل الإجتماعي مع الأشخاص الاخرين ووجود أفكار انتحارية أو محاولات بالانتحار، إضافه إلى نقص النوم ( الأرق ).
واشار الى ان الاعراض غير الإعتيادية تكون بزيادة الوزن بدلا من نقصانه وزيادة في الشهية بدلا من نقصانها وزيادة في النوم، أو نشاط زائد بدلا من الخمول .
وفي سؤاله حول اكثر الفئات عرضه للإكتئاب ؛ أكد أن النساء هم الفئة الأكثر عرضه بالدرجه الأولى ويليها الأشخاص المعرضين لضغوطات اجتماعية وضغوطات مختلفة ومتواصلة ، والاشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اشخاص مصابين بالإكتئاب أو اضطرابات نفسية مزاجيه مختلفة .
وبين ” عودة ” إن هنالك فرق بين الحزن العادي والإكتئاب من جانبين ؛ جانب الشدة حيث تكون الأعراض شديدة في الاكتئاب وتستمر أغلب اليوم لفترة معينة من الزمن . اضافة الى جانب المدة الزمنية.
وقال أن جانب الشدة تكون الاعراض خلاله عالية وشديدة وتستمر لفترة طويلة من الزمن ( تستمر لأكثر من اسبوعين على الأقل ), بمعنى أن الشدة في الإكتئاب تكون اعلى من الحزن العادي.
وبين ” عودة ” في حديث له مع “التاج” أن هنالك عدة أنواع للعلاج تبدأ بالعلاج الدوائي لبعض الحالات ، وبعض الحالات الأخرى لا تحتاج للعلاج الدوائي . واشار الى إلى أنه من الممكن اللجوء للعلاج النفسي المعرفي والسلوكي بالجلسات الفردية التي تركز على الأفكار اللاعقلانية والأفكار المشوهه التي تؤدي لحدوث الإكتئاب .
واكد على وجود جلسات جماعيه تهدف لمشاركة الخبرات بين الأشخاص المختلفين الذين اصيبوا بالاكتئاب منعا لحدوث الانتكاس وحتى يشعر الشخص أنه طبيعي .
يذكر أن الإكتئاب وفقا لمنظمة الصحة العالمية يصيب 3.8% من الأشخاص في العالم ، 5.0% منهم من البالغين و5.7% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنه ، ويعاني من الإكتئاب نحو 280 مليون شخص في العالم ، هذا ومن الممكن أن يؤدي الإكتئاب في أسوء حالاته إلى الانتحار .