اهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجل

بهائيو الأردن.. أتباع دينٍ يجهله الغالبية.. من رسولهم ومن هم وما هي تعاليمهم.. تفاصيل

التاج الإخباريعدي صافي 

تعاني العديد من الأديان حول العالم والمتبعة من قبل أقليات من عدم معرفة الآخرين بديانتهم وتعاليمها، ومن هذه الأديان الدين البهائي، فما هو، ومتى ظهر ومن هم أتباعه وكم تعدادهم في الأردن؟ 

وتعتبر البهائية إحدى الديانات العالمية، ودعا لهذه الديانة شاب إيراني يدعى علي محمد الشيرازي، الذي لقب نفسه بالباب، منذ عام 1844 وبشر بأن رسولا سيأتي قريبا من الله، مؤكداً على استمرار الرسالات الإلهية وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم محمدا وموسى والمسيح.

وفي عام 1852، قال أحد أتباع الباب، والذي ولد باسم ميرزا حسين علي عام 1817 في إيران، إنه شاهد في السجن رؤيا أنه الرسول الذي بشر به الباب ولقب نفسه بهاء الله، وفي عام 1863 أسس لهذه الديانة، وفق المصادر التي إطلعت عليها "التاج". 

كيف نشأ الدين البهائي ولماذا؟ 

 

"نشأة الدين البهائي كانت من خلال رسالة أوكلها الله إلى مبعوثين إلهيين هما حضرة الباب وحضرة بهاءالله؛ والوحدة التي تميز اليوم الدين الذي قاما بتأسيسه تنبع من توجيهات واضحة وصريحة وضعها حضرة بهاءالله لضمان استمرارية الهداية والارشاد بعد صعوده إلى الرفيق الأعلى، هذه السلسلة المتعاقبة يشار إليها بالعهد والميثاق انتقلت من حضرة بهاء الله إلى ابنه حضرة عبدالبهاء، ومنه إلى حفيده حضرة شوقي أفندي وبيت العدل الأعظم المنصوص عليه من قبل حضرة بهاء الله، وفق ما قال أحد أتباع الدين البهائي في الأردن لـ"التاج". 

وبينت المتحدثة الرسمية باسم البهائيين في الأردن تهاني روحي في تقرير صحفي سابق للزميلة "بديعة الصوان" أن الدين البهائي يعتبر دين عالمي مستقل بعث في حضرة الرسول بهاء الله قبل اكثر من قرن ونص، بهدف بناء عالم مزدهر مادياً وروحانياًِ.

واوضحت أن هذا الدين متبع من قبل اعداد كبيرة حول العالم، مؤكدةً أن البهائيين ينظرون للدين على انه القوة التي تؤلف القلوب وتكشف عن ما كُنِزَ بالإنسان من الجواهر المتلألئة. 

واشارت الى أن الحياة الدينية للبهائيين تتمثل في نمط من العبادة والسلوك في اطار تعاليمي مستوحى مبادئ روحانية، يقوم الفرد بتطبيقها ويعكسها في افعاله. 

البهائيين والمجتمع الأردني

"التاج" طرحت سؤالاً على عينةٍ من المجتمع الأردني، حول مدى معرفتهم بالديانة البهائية ومتبعيها داخل المملكة، إلا أنّ السواد الأعظم باستثناء نزرٍ يسير لم يعرفوا أيَّ تفاصيلٍ عنها. 

"للأمانة هذه المرة الأولى التي أسمع بهم ولا يوجد لدي أية معلومات عن هذا الدين"، هذا ما قالته تسنيم في حديث لـ"التاج"، فيما بينت "تقى" أنها لا تعلم بوجود دين إسمه الدين البهائي وهو ما أكدته "فرح". 

واوضح "نضال" أنه يعرف بأنّ البهائيين طائفة تعيش في عدة دول ويوجد لديهم أماكن ومقدسات منتشرة في مدن فلسطينية مثل حيفا ويافا، مشيراً إلى أنه لا يعرف تعاليم هذا الدين وكيفية نشأته. 

"نحن متواجدين في الأردن منذ عام ١٩٠٠ وننشط في مختلف محافظات المملكة ونمثل كافة الأصول المنابت، كما أَنّ عددنا يتجاوز ال١٠٠٠ بهائي وبهائية في الأردن"، وفق ما قال "علي" لـ"التاج" وهو أحد أتباع هذا الدين. 

وتابع، نواجه مثل اي اقلية دينية عدم معرفة الاكثرية بديننا، إلا أننا نعتبر أنفسنا مكونٌ اساسي من مكونات المجتمع حتى وان كان عددنا قليل. 


بهائيو الأردن.. حقٌ منقوص! 

أكد عدد من البهائيين أنّ حقوقهم في الأردن ما زالت منقوصة وانهم لم يحصلوا على ما أقره لهم الدستور الأردني ذاته. 

وقالوا أنّ دائرة الإفتاء العام لا تعترف بهم كديانة مستقلة في البلاد وهو ما يجعلهم غير قادرين على توثيق عقود الزواج على سبيل المثال حيث يُمنَح البهائي دفتر عائلة منقوص، يفتقد رقم واقعة الزواج، وتاريخ الواقعة، ولا تُصدر له شهادة زواج، معبرين عن استغرابهم لا سيما وان ما ذكر أعلاه يعتبر مطلب أساسي في الكثير من المعاملات المدنية، وخاصةً المتعلقة بتجنيس الزوجة. 

"القانون يسمح للأردني بتجنيس زوجته، إلا أن البهائي هو الاستثناء الوحيد في هذا القانون، في دولة يقال انها تسعى لتطبيق القانون على الجميع من دون تمييز" ، وفق حديثهم. 

وذكروا أنّ هنالك امثلة كثيرة على انتقاص حقوقهم في المملكة مثل عدم حصول البهائي على اجازات رسمية في اعياده الدينية اسوةً بالمسلمين والمسيحيين وهما اللذان يمثلان الشريحة الأوسع في الأردن، عدا عن ان البهائيين يُطّرون إلى توزيع الميراث وفق الشريعة الإسلامية داخل المحاكم المدنية، إلا أنهم يعودون بعد ذلك الى توزيع الميراث في ما بينهم، حسب الدين البهائي الذي يضمن للذكر وللأنثى المقدار ذاته بخلاف ما ينص عليه الدين الإسلامي. 

واضافوا أنهم لا يستطيعون تسجيل الممتلكات، سواء الأراضي أو المباني التي تخصهم، لعدم وجود هيئة اعتبارية بهائية معترف بها من قبل الدولة يستطيع البهائي اللجوء إليها؛ سعياً منه لحفظ ممتلكاته وعدم تسجيلها بأسماء أشخاص ليسوا المالكين الحقيقيين، الأمر الذي يرتب عليهم ضرائباً ومخاطراً عدّة. 

وطالب البهائيين ادماجهم تحت راية المواطنة الأردنية الكاملة التي تؤمن لهم حقوقهم اسوةً بغيرهم من اتباع الديانات الأخرى، ووفقاً لما نص عليه الدستور الأردني ذاته. 

البهائية وعلاقتُها باسرائيل!! 

 

تتواجد عدة اماكن مقدّسة للبهائيين في دولةِ فلسطين المحتلة "مدن الداخل"، وتقبع هذه المقدسات تحت سيطرة الكيان الصهيوني وهو ما جعل البعض يرجح وجود علاقة بين اسرائيل والبهائيين.

"الإنسان عدو ما يجهل وواحدة من الأمثلة على المفاهيم المغلوطة التي تؤخذ عن البهائية علاقتها بإسرائيل بحكم أن الأماكن المقدسة البهائية موجودة في حيفا ويافا"، هذا ما قاله المواطن قدرت قمي في تصريح صحفي سابق وهو أحد اتباع الدين البهائي في الأردن. 

وقال قمي إنّ البهائيين متواجدين في فلسطين ابان وجود السلطة العثمانية بها، ووجود الأماكن المقدسة داخل المدن المحتلة لا يجعل البهائيين مرتبطين باسرائيل باي شكل من الأشكال، مشيراً الى أن خضوع المسجد الأقصى والقدس للإحتلال والسيطرة الإسرائيلة لم يجعل أحد يعتقد بان المسلمين لهم ارتباطات مع الكيان الصهيوني. 

"لَوْ سَمَحَ عُلَمَآءُ هَذَا الْعَصْرِ لِمَنْ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى يَجِدُوا رَائِحَةَ الْمَحَبَّةِ وَالاتِّحَادِ لأَدْرَكَ الْعَارِفُونَ عِنْدَئِذٍ الْحُرِّيَّةَ الْحَقِيقِيَّةَ وَوَجَدُوا الرَّاحَةَ كُلَّ الرَّاحَةِ وَالطُّمَأْنِينَةَ كُلَّ الطُّمَأْنِينَةِ"، إحدى ما نُقل على لسان" حضرة بهاء الله". 

" التاج"حاولت التواصل مع دائرة الإفتاء العام للحصول على اجابات حول عدة قضايا متعلقة بالدين البهائي واتباعه في الأردن، مثل وجود اماكن مقدسة لهم من عدمه، واسباب عدم الاعتراف به كدين مستقل، إلا أنّنا لم نتحصل على اي اجابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى