أخبار الأردناهم الاخبار

الدكتور يعقوب يوسف: بالبحث العلمي تمكنا من تجنب استئصال 70٪ من عيون الأطفال المصابة بالسرطان بعد أن كنا نستأصلها جميعاً

التاج الإخباري – غادة الخولي

حقق مركز الحسين للسرطان إنجازا علميا كبيرا باستحواذه على مقعدين في جائزة الحسين لأبحاث السرطان و ذلك بفوز كل من الدكتور يعقوب يوسف و الدكتور حكمت عبد الرازق بجائزتي البحث العلمي المتميز ؛ حيث تم تكريمهما في حفل جائزة الملك الحسين لأبحاث السرطان في دورتها الأولى للعام 2021م؛ وذلك تحت رعاية صاحبي الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين و الملكة رانيا العبدالله و صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال.

وقال الدكتور يعقوب يوسف استشاري طب و جراحة أورام العيون في مركز الحسين للسرطان ، اليوم الاربعاء ، في حديث له مع التاج الإخباري أن جائزة الحسين لأبحاث السرطان تم إنشاؤها تخليدا لذكرى المرحوم له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، وذلك في تاريخ ذكرى ميلاده ، والهدف منها تشجيع ودعم البحث العلمي في مجال علاج السرطان ، ليس على مستوى الأردن فقط وإنما على مستوى الوطن العربي .

وبين الدكتور يعقوب أن لتلك الأبحاث آثار كبيرة منها زيادة فرص الشفاء وبعث أمل جديد لمرضى السرطان ، في الأردن والعالم العربي ، والعمل على دارسة خصوصية السرطان في العالم العربي بناء على الاختلاف الممكن في المسببات و في الخلفيات الجينية للسرطان والتي قد تختلف في بعض الأمراض بين منطقة وأخرى ، لا سيما أن معظم الدراسات حول علاج السرطان هي من دول غربية والتي بشكل أو آخر قد تختلف عن العالم العربي .

وأضاف الدكتور يعقوب أن الهدف من الجائزة هو تشجيع الأبحاث في علم السرطان ودراسة خصوصية المرض وبالتالي تحسين فرص الشفاء بنسبة أكبر .

وأوضح الدكتور يعقوب أنه حصل على جائزة البحث العلمي المتميز للباحث الواعد ، وحصوله على الجائزة جاء نتيجة لدراساته وأبحاثه العلمية حول سرطان الشبكية عند الأطفال المسمى ” Retinoblastoma ” ، وموضوع البحث كان يتمحور حول موضوعين أساسيين :

المحور الأول: فهم سلوك وماهية سرطان الشبكية عند الأطفال وربطه بالخلفية الجينية لهذا السرطان ، ودراسة فرص استجابته لطرق العلاج المتعددة سواء كانت بالعلاج الكيماوي عن طريق الوريد ، أو العلاج الكيماوي عن طريق القسطرة أو العلاج بالليزر أو التثليج أو الصفائح المشعة ، حيث يوجد هناك خيارات متعددة للعلاج ، فكان من أهداف هذه الدراسة إيجاد روابط بين صفات و امتداد الأورام من جهة و استجابت كل منها للعلاجات المتعددة حيث يتواجد العديد من طرق العلاج المتوفرة بين أيدينا .

المحور الثاني: تفصيل العلاج بكل حالة حسب خصوصيتها ، حيث انه مفهوم العلاج الشمولي و أن علاج واحد يمكنه علاج جميع الأورام المختلفة لم يعد من الممكن، وإنما أصبحنا ننظر لكل مريض انه حالة مستقلة ، تعالج بطريقة مختلفة عن المريض الآخر ، وإن كان التشخيص للمرض هو نفسه .

وبين الدكتور أنه و بالعمل مع فريق أورام العيون في مركز الحسين للسرطان قد تمكن من إيجاد ترابطات ما بين خطط علاجية مختلفة حسب خصوصية المرض عند كل طفل و ذلك حسب الخلفية الجينية للمرض، و ما إن كان السرطان في عين واحدة أو كلتا العينين، و حسب حجمه و امتداده و مرحلته في كل عين، ومهاجمته لأجزاء خاصة داخل العين كالسائل الزجاجي و العصب البصري ، وبذلك استطعنا رسم خارطة طريق لعلاج كل طفل مصاب بجد ذاته تبعا لخصوصية الأورام لديه من أجل رفع فرص الشفاء عند جميع المصابين كل حسب خصوصيته.

وأشار الدكتور يعقوب أنه بحمد الله بسبب تلك الدراسات والأبحاث العلمية فقد كانت النتيجة هي رفع نسبة الشفاء من 60% إلى 90% ، وتم تمكننا من رفع فرصة الحفاظ على العين و بالتالي نعمة الابصار من 4% إلى قرابة 70% .

وختم الدكتور يعقوب أنه في مجال عالم الطب وعالم الأورام لا يوجد مجال للظن في العلاج فنحن لا نعالج الا بدليل ذلك لأن الظن لا يغني من الحق شيئاً ، فنحن بلا دليل وإثبات علمي لا يمكن أن نعالج ، والبحث العلمي هو الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تحويل النظريات والتوقعات إلى إثبات علمي ، والبحث العلمي يعمل على رفع كفاءة العلاج وتحسين فرص الشفاء لدى المرضى بطريقة علمية بدون إيقاع الضرر بهؤلاء المرضى ، وأن البحث العلمي في العالم العربي ما زال في بداياته ولم نصل إلى مراحل متقدمة جداً حتى الآن ، لكن لا شك أن هنالك تطور سريع في كفاءة وجودة ونوعية الأبحاث العلمية في مجالات الطب المختلفة وعلى رأسها مجال السرطان ، وهذا التطور سيزداد مع الزمن ويرتقي لنصل إلى مرحلة الشفاء لكل مريض من هذا المرض بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى