مقالات

السرحان يكتب.. ” الشخصيات السامّة “

التاج الإخباري – بقلم الدكتور فيصل السرحان أستاذ العلاقات العلاقات العامة .  

 يؤكد علماء النفس والاجتماع أن قطاعاً كبيراً من جيل الشباب الذي يعيش في المجتمعات التي تعاني من تحديات وظروف إقتصادية وسياسية وإجتماعية ولا يرون فيها أفقاً للحل أو التحسّن يتحولون بشكل ملفت الى ما يسمّى ب "الشخصيات السامّة". وتشمل هذه التحديات والظروف الازمات الاقتصادية المرحّلة كتدني مستوى النمو والبطالة والمديونية والتقلبات في مستوى المعيشة والعوز، وهي بلا أدنى شكّ عوامل محفّزة لتغيير المفاهيم والقيم والافكار على نحو غير محمود تبرز نتائجه على شكل شعور بالاغتراب الاجتماعي ، والميل نحو الحقد والكراهية والتنمّر والتخريب والشعور بالخمول وعدم التحلي بالروح المعنوية والايثار. وما يدعو للقلق أنّ هذه الشخصيات تعيش بين ظهرانينا سواء في البيت أو مكان العمل أوغير ذلك، وتمتاز (بإضطراب الشخصية) التي ينتج عنها مظاهر شخصية غريبة يطلق عليها أسماء متعددة كالشخصية النرجسية أوالشخصية الحادة والمضادة أوشخصية البارانويا، وهي وحسب رأي – الخبراء والباحثين – تمثّل أقوى أدوات التخلف والهدم في منظومة الحياة الاجتماعية السائدة.            

تمتلك الشخصيات السامّة ومع كل أسف إستراتيجيات وفنيات عالية، منها ما يمتلك قدرات فائقة في إستخدام مهارات الاتصال والتواصل والتأثير وتسخرها لسلب الطاقة الايجابية منك مثلاَ دون أن تشعر، وتمدك في المقابل بطاقة سلبية تقذف بك في أتون التشاؤم والحنق وضيق الافق والكبت، ومنها ما يلبس عباءات التستر والتخفي فتظهر نفسها على أنها مسلوبة الحقوق لتدفعك الى التعاطف معها وتأييدها، ومنها ما تتصف بالقدرة الفائقة على التلاعب بأحاسيس الناس وأعصابهم وتوجيههم لتغيير مفاهيمهم وسلوكهم لتتناغم مع ما تضمره إضافة الى تلك التي تقلّل من شأن وإنجازات الآخرين لتحطيم الروح المعنوية عندهم . 

لتقليص تأثير ونفوذ الشخصيات السامة  

التفائل وعدم اليأس والاصرار على مواجهة التحديات مقاربات عقلية وعاطفية مطلوبة منا جميعاً، لأنها تحمي الاستقرار النفسي وتمتّن أواصره، والابتعاد عن خوض النقاش أو تمكين الشخصيات السامة من تقديم التفسيرات والتبريرات المختلفة مطلب حان أوانه لحرمانها من فرص التأثير، ومقابلتها بكل برود وعدم مبالاة أدوات ردع مناسبة أيضاً لإفهامها أن ما تبوح به مجرد عزف عود عند أذن بعير. إنّ الاختلاط بالاشخاص المتفائلين والمقبلين على الحياة بسعادة وبشاشة يعدّ من أفضل الطرق الفعّالة لابقاء الشخصيات السامّة قابعة في جحورها تأكل بعضها وتنتظر نحبها. وفي هذا السياق أقترح على وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وباقي المؤسسات الاهلية والمدنية التحرك بسرعة وجدية لاطلاق البرامج والفعاليات والاحداث التي تشهر وتعظّم الانجازات الحقيقية لتوليد الطاقة الايجابية التي تدفع بالمجتمع الصحي السير بخطىً واثقة نحو تحقيق الرّخاء والرفاهية . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى