أخبار الأردناهم الاخبار

والدة بائع الماء.. ما بينَ اتهامهم بالتسول وتوزيعهم الماء على المارة

التاج الإخباري – عدي صافي– ضجت مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإعلامية خلال اليومين الماضيين بقصة الطفل أحمد ذو ال١١ عاماً والذي يساعد والدته ببيع زجاجات الماء الباردة على المواطنين في وسط البلد.

احمد والذي القي القبض عليه من قبل فرق مكافحة التسول التابعة لوزارة التنمية الإجتماعية بتهمة التسول، بناءً على كلام والدته يقوم بشكل يومي بتوزيع زجاجات الماء الباردة على رجال الأمن لشدة تعلقه وحبه لهم.

والدة احمد وفي جلسة جمعتني بها يوم امس اثناء محاولتنا في #التاج_الإخباري ايصال صوتها الى الجهات المعنية من اجل الإفراج عن طفلها في ليلة العيد قالت لي:
“يا أبني، أحمد ما بتسول وما برضى يوخذ من حدا مصاري، بلعكس والله كل يوم بالليل قبل ما انروح بروح وبعدّ اكم شرطي في عند الاشارات وبوخذلهم قناني مي لأنه بحبهم.. واليوم لما اجو الشرطة يشتروا منّا قالتلهم بنتي بغداد الي كان يسقيكم راح”.

ام احمد كانت تحدثني عن احمد والدموع تُذرف من عيناها؛ كيفَ لا وهي تحملُ قلبَ الأم وتفكرُ بطفلها الصغير كيف سيبيت ليلته الأولى بعيداً عنها، كيفَ لا وملابسُ العيد التي ابتاعتها له معلقة بجانبها إلا ان ابنها بعيدٌ عنها ولن تستطيعَ ضمه الى صدرها في هذا اليوم.

ثم تابعت وبدأت تحدثني عن قصة حياتها التي تحرك مشاعر الصنم، قالت: “يا أبني لما انباعت دارنا ما كان الي مكان الجأ اله وبلشت اشتغل حتى اعيش ولما مات والدي ما ظل الي حدا بالدنيا وبلشت اشتغل على بسطة في العقبة ويوم بعد يوم كبر شغلي وفتحت اربع بسطات رشغلت عندي ناس وسترت نفسي، وبعدين تزوجت واحد من جنسية عربية حتى اعيش معززة مكرمة مثلي مثل كل النسوان ولكن طلع مش منيح واخذ وتركني وانا حامل باحمد، وبعد مدة وصلني خبر موته، وانا من يومها اتعرفت على ختيارة فلسطينية عاملتني زي بنتها وعشت عندها.. كنت الصبح اترك احمد والبنت عندها واسرفس على باص بالأجرة ولما ارجع بالليل تحطلي الأكل واقعد مع ولادي شوي قبل ما انام واصحى ع الشغل”.

تحدثت ام احمد واستمرت الدموع بالنزول من عينيها، تحدثت عن مآسي الحياة وصعوبة البقاء وحيداً ومقدار الخوف الذي يصيبنا عندما نحيى الحياة بلا حبٍّ نتعكز عليه او سند يحمينا من طعناتِ المتربصين.

سعينا في #التاج_الإخباري لايصال صوت ام احمد وتحقيق العدل بالإفراج عن احمد وقد افرج عنه صباح اليوم، وبعد تحرينا للدقة وبحثنا الموسع في هذه القصة حصلنا على فيديوهات وصور تؤكد صدق ام احمد وتبين لنا احمد وشقيقته وهما يوزعان المياه على المارة في شهر رمضان المبارك.

ونوجه اليوم عدة اسئلة للجهات المعنية بمراقبة المتسولين ومكافحتهم، ما هي المعايير التي تعتمدونها من اجل القاء القبض على الباعة الذين يبحثون عن قوت يومهم من دون يد يدهم للناس؟
وما هو المعيار الذي اتبعه من القى القبض على احمد قبيل يوم واحد من العيد وحرمه من فرحة الأطفال؟
وهل سيحاسب المخطء ام ستمر هذه القضية مرور الكرام؟

ونؤكد اننا سنقوم بتسليط الضوء على قصة كفاح ام احمد وغيرها من خلال برنامج ” #مسرحالحياة” الذي سيُقدم من قبل الزميلة #رزانالسيد عبر #التاج_TV خلال الفترة المقبلة؛ حتى نظهر الصورة الحقيقة لقصص الكفاح والإجتهاد ومعاندة الحياة لأشخاص بذلوا الكثير وقدموا الغالي والنفيس من أجل الكرامة وعزّةِ النفس.

لمشاهدة الفيديو ..اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى