أخبار الأردناهم الاخبارتقارير التاج

صحفيون: تضليل بلا حدود في تقرير الحريات الصحفية عن الأردن

تقرير الحريات الصحفية في الأردن.. غيابٌ للإتزان والموضوعية

التاج الإخباري – عدي صافي 

منذ اصدار منظمة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي حول الحريات الصحفية في مختلف دول العالم منذ أكثر من أسبوعين، شهدت الساحة الإعلامية اختلافاً بينَ مؤيدٍ ومعارض لما جاء به. 

التقرير والذي بيّنَ أنَّ الأردن تراجع في ترتيبه على المؤشر العالمي لحرية الصحافة، بمقدار 26 درجة، ليحل في المرتبة 146 عالميا والعاشر عربيًا، لقيَ رفضاً واستنكاراً من قبلِ شريحةٍ واسعةٍ من العاملين في القطاع. 

صحفيون اعتبروا أنَّ التقرير كان متحيزاً غير موضوعي؛ وحوى تناقضاتٍ كبيرة في المعايير التي اتبعها في تحديد تصنيف المملكة، مع العلم أن الأردن لم يشهد أي تغير درامي في المشهد الإعلامي يبرر هذا المستوى من التراجع.

أسس اعداد التقرير

التقرير يعتمد على التقييم الذي يرتكز على علامة الدولة من 100‪ والعلامات في كل مؤشر من المؤشرات الخمسة الفرعية التي يتكون منها المؤشر العام. 

وبمقارنة هذه العلامات بالعام الماضي نجد أنَّ الأردن تراجعت علامته الكليّة من 48.66 إلى 42.79، أما على صعيد العلامات الفرعية، فقد حقّق الأردن تقدّمًا في المؤشر السياسي (من 40 إلى 47.71)، والمؤشر الاقتصادي (من 32.35 إلى 34.64)، بينما تراجع في المؤشرات الثلاثة الأخرى؛ المؤشر التشريعي (من 41.23 إلى 37.74)، والمؤشر الأمني (من 63.4 إلى 61.68)، والمؤشر الاجتماعي والثقافي (من 66 إلى 32.2).

صحفيون: التقرير لم يكن متزناً

صحفيون قالوا في حديث لهم مع التاج الإخباري إن الإيجابية الوحيدة التي قدمها التقرير عن الأردن تمثلت في مكانة حرية الصحافة في الأردن من المنظور السياسي والتي تحسنت ب 26 نقطة، حيث وصلت المكانة في السياق السياسي هذا العام إلى 125 في حين وصلت في عام 2022 إلى موقع 151 من 180، كما تراجعت حرية الصحافة في السياق التشريعي قليلا في العام الحالي من 154 في العام الماضي إلى 152 هذا العام.

وفي مؤشر السياق الاقتصادي تراجعت المملكة من 136 العام الماضي إلى 153 هذا العام، ويعلل موقع مراسلون بلا حدود السياق الاقتصادي بالقول إن "هناك رسوما باهظة لترخيص المرئي والمسموع" علما أنه لم يطرأ أي تغيير على الرسوم منذ العام الماضي، فما هو تبرير التراجع بمقدر سبع عشرة دولة عن العام الماضي؟ فإذا لم تتغير الرسوم في الأردن، فهل تحسن وضع التراخيص في 17 دولة خلال عام واحد مثلا، وفق مقال للكاتب الصحفي داوود كُتّاب عبر موقع" عمان نت". 

صحفيون ينفون وجود رقابة أمنية شديدة عليهم

وعلى صعيدٍ آخر يقول التقرير إنه في المجال الأمني تراجعت حرية الصحافة بشكل طفيف من 99 عام 2022 إلى 101 هذا العام، ويقدم معدو التقرير أسباب التراجع بالقول، "يخضع الصحفيون للمراقبة الشديدة من قبل الدوائر الأمنية، وهم ملزمون بالانضمام إلى نقابة الصحفيين الأردنية التي تسيطر عليها الدولة، ويتعرضون لضغوط إضافية على شكل استجوابات متكررة، وبعد ذلك يتم الإفراج عنهم بشرط عدم الكشف عن تفاصيل التحقيقات المتعلقة بموضوعات حساسة."، وهو ما نفاه عدد من الصحفيين جملةً وتفصيلا. 

وأشاروا في منشورات أو أحاديث لهم إلى أنَّ الصحفيين لم يتعرضوا في الأردن لا لعمليات اختطاف أو تهديد أو تحقير، ولم تمارس عليهم الضغوطات الأمنية التي يصورها التقرير، عدا عن وجود المئات من العاملين في القطاع الإعلامي وليسوا أعضاءً في نقابة الصحفيين الأردنيين. 

وتابعوا، يقوم الكيان الصهيوني المحتل بقتل وتعذيب وسجن واختطاف الصحفيين، ولعل قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة هو المثال الأكبر، إلا أن المنظمة منحته نقاطاً اعلى من الأردن، في صورة تظهر ازدواجية في المعايير. 

السياق المجتمعي سبب تراجع المملكة في التصنيف

 أكبر تراجع شهدته الصحافة في العام الحالي حسب "مراسلون بلا حدود" جاء في السياق المجتمعي/ الثقافي حيث كان المؤشر العام الماضي 99 في حين أصبح المؤشر الحالي 164 من 180 دولة، وفي في هذا السياق تقول مؤسسة مراسلين بلا حدود إن " المجتمع الأردني مشكل من مجموعات متنوعة مثل الفلسطينيين والمسيحيين والدروز والشركس والأرمن، ولكن تمثيل هذه التعددية في الإعلام ضعيف ويواجه الصحفيون صعوبات في معالجة بعض المواضيع خاصة تلك المتعلقة بالمرأة."

وبالعودة إلى واقع الإعلام المحلي تجد أنَّ خلفيات العاملين في مختلف الوسائل الإعلامية لم تتغير بشكل ملحوظ منذ العام الماضي، عدا عن وجود تعددية واضحة في تلك المؤسسات. 

وذكر عاملين في القطاع أنَّ المؤسسات الإعلامية تشهد تنوعاً قد يكون غير موجود في قطاع اخر من قطاعات المملكة، من دون الإلتفات للديانة والخلفية التي يحملها الشخص. 

وأكدوا أنَّ هنالك مؤسسات استطاعت اعداد تقارير واطلاق برامج تناولت مواضيعاً تخصّ تلك الفئات التعددية بشكل مهني ومتزن، ما لا يدع مجالاً للشك أن التقرير لم يكن متزناً بالشكل المطلوب وعكس صورةً سلبيةً عن الحريات الصحفية في الأردن. 

وسلطت النسخة الـ21 من التصنيف الضوء على التطورات التي يشهدها قطاع الإعلام، و"ما يصاحبها من عدم استقرار سياسي واجتماعي وتكنولوجي"، وفق تقرير المنظمة.

وبحسب التصنيف الذي شمل 180 بلداً، فقد تبيّن أن الوضع جيد جداً في 8 دول، وجيد في 44 دولة، وإشكالي في 55 دولة، في وقت أظهر التصنيف أن الوضع صعب في 42 دولة، وشديد الخطورة في 31 دولة. 

ويذكر أن منظمة "مراسلون بلا حدود" تقوم بإصدار مقياس يعنى بحرية الصحافة حول العالم كل عام، ويعتبر من أهم المؤشرات بمقياس حرية الصحافة ويسمى المسح السنوي بمقياس حرية الصحافة حول العالم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى