أخبار الأردناهم الاخبارخبر عاجل

الملكة : على إسرائيل أن تدرك أخيراً أنها إذا أرادت أمنها، فالمسار الاضمن هو السلام

التاج الإخباري – قالت الملكة رانيا العبدالله في مقابلة مع شبكة الاخبار سي ان ان:
ان الوضع الإنساني الكارثي الذي نراه في غزة أمر غير مسبوق على الإطلاق
كم المزيد من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟
لا أعتقد أن أوامر الإخلاء هذه هي لصالح المدنيين في غزة، هي مسعى إسرائيلي لمحاولة إضفاء الشرعية على أفعالهم.
السبب الأساسي لهذا الصراع هو الاحتلال غير المشروع.
يمكنك قتل المحارب، لكن لا يمكنك قتل القضية.
على إسرائيل أن تدرك أخيراً أنها إذا أرادت أمنها، فالمسار الأضمن هو السلام.
من المثير للغضب عندما يُقلل المسؤولون الإسرائيليون من شأن الضحايا الفلسطينيين بذريعة أنهم دروع بشرية
إسرائيل لا تُمثل جميع اليهود في أنحاء العالم. إسرائيل دولة وهي وحدها المسؤولة عن جرائمها.
في السنوات الأخيرة تستخدم تهمة معاداة السامية كسلاح لإسكات أي انتقاد لإسرائيل.
أن تكون مؤيداً للفلسطينيين لا يعني معاداة السامية.

عمان / نددت جلالة الملكة رانيا العبدالله بـ”الوضع الإنساني الكارثي” في غزة، وحثت على دعوة جماعية لوقف إطلاق النار. وتساءلت “كم المزيد من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟ أم هل هذا أمر لاغي عندما يتعلق بالفلسطينيين؟”.

وخلال مقابلة اجريت من عمان مساء أمس عبر الستلايت مع الاعلامية بيكي أندرسون على شبكة سي إن إن، أشارت جلالتها إلى أن هناك حوالي 10 آلاف شهيد في غزة منذ بداية الحرب، حوالي نصفهم من الأطفال، وقالت “هذه ليست مجرد أرقام، فكل واحد من هؤلاء الأطفال كان يعني كل شيء لشخص ما”.

وقالت جلالتها “هناك مصطلح في غزة، WCNSF – طفل جريح ليس له عائلة على قيد الحياة. وهذا مصطلح يجب ألا يكون له وجود أبداً لكنه موجود في غزة”.

وعند سؤالها عن مزاعم استخدام حماس للدروع البشرية،قالت جلالتها “عندما يتعلق الأمر بالدروع البشرية، أعتقد أننا بحاجة إلى الانصياع للقانون الدولي. وبالطبع استخدام الدروع البشرية يعد جريمة. ولكن حتى لو قام أحد الأطراف بتعريض مدني للأذى، يبقى من حق هذا المدني الحصول على الحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي. هذا هو المعيار العالمي، ولا تُستثنى أي دولة منه. لذا، قبل إطلاق أي رصاصة وقبل إسقاط أي قنبلة، تقع المسؤولية على الدولة لتقييم المخاطر على حياة المدنيين. وإذا كان هذا الخطر غير متناسب مع الهدف العسكري، فإنه يعتبر غير قانوني.”

وأضافت “بصراحة، أجد أنه من المثير للغضب عندما يُقلل المسؤولون الإسرائيليون من شأن الضحايا الفلسطينيين بذريعة أنهم دروع بشرية، في مكان مثل جباليا، التي هي من المناطق الأعلى كثافة سكانية في غزة، وغزة نفسها واحدة من أكثر بقاع الأرض اكتظاظاً بالسكان، موت المدنيين ليس “غير مقصود” أو “عرضي”، بل هو أمر محتوم”.

وفندت جلالتها خلال المقابلة الادعاءات الإسرائيلية أنهم يفعلون كل ما في وسعهم لحماية المدنيين في غزة.

حيث قالت “عندما يُخير 1.1 مليون شخص بين مغادرة منازلهم أو المخاطرة بحياتهم، فهذا ليس حماية للمدنيين، بل هو تهجير قسري. وقالت وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات أنه لا يوجد مكان آمن في غزة. وحتى المناطق التي طلب (الإسرائيليون) من الناس اللجوء إليها – ما يسمونها بـ “المناطق الآمنة”، تعرضت للقصف أيضاً”.

مشيرة إلى أن العديد من أوامر الإخلاء الإسرائيلية تصدر عبر الإنترنت أو على التلفاز، بالرغم من حقيقة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة لأسابيع، وقالت جلالتها “لا أعتقد أن أوامر الإخلاء هذه هي لصالح المدنيين في غزة، فهم ليسوا الجمهور المستهدف، بل بقية العالم. هي مسعى إسرائيلي لمحاولة إضفاء الشرعية على أفعالهم”.

مشددة على ضرورة وقف إطلاق فوري للنار، أشارت جلالتها إلى أن البعض يدعي أن وقف إطلاق النار سيكون لفائدة حماس، وقالت “إلا أنني أشعر أنهم بهذه الحجة يتجاهلون، لا بل في الواقع، يدعمون ويبررون موت الآلاف من المدنيين، وهذا أمر مستهجن من الناحية الأخلاقية، كما أنه يدل على قصر نظر وهو غير عقلاني”.

وقالت جلالتها “السبب الأساسي لهذا الصراع هو الاحتلال غير المشروع… انتهاكات روتينية لحقوق الإنسان، ومستوطنات غير قانونية، وتجاهل لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. إذا لم تتم معالجة هذه الأسباب الجوهرية، فيمكنك قتل المحارب، لكن لا يمكنك قتل القضية”.

واضافت “على إسرائيل أن تدرك أخيراً أنها إذا أرادت أمنها، فالمسار الأضمن هو السلام. وأقوى جيش أو أكثر أجهزة الاستخبارات قدرة، أو القبة الحديدية، أو الجدار العازل، لن تحمي أمن إسرائيل، بقدر السلام. وأعتقد أن هذا هو المسار الذي يتعين علينا اتباعه الآن.

وفي إجابتها على سؤال حول تزايد التعصب في الولايات المتحدة ضد اليهود والمسلمين، أدانت جلالتها بشكل قاطع معاداة السامية والإسلاموفوبيا، مشيرة إلى أننا نحن المسلمين علينا أن نكون أول من يدين معاداة السامية لأن “الإسلاموفوبيا هي الوجه الآخر لنفس المرض”.

وقالت جلالتها “لدينا تاريخ طويل من التعايش السلمي. لذلك، الأمر لا يتعلق بالدين بل بالسياسة”.
مشيرة الى ان ما رأيناه في السنوات الأخيرة هو استخدام تهمة معاداة السامية كسلاح لإسكات أي انتقاد لإسرائيل. لذلك فإن المدافعين أو المؤيدين لإسرائيل الذين لا يستطيعون الدفاع عن تصرفات إسرائيل أو سلوكها، يلجؤون إلى إنهاء الحوار عبر المساواة بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية. دعوني أكون واضحة تماماً، أن تكون مؤيداً للفلسطينيين لا يعني معاداة السامية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى