أخبار الأردناهم الاخبار

بث شومان.. رسالة يجب تحليلها من قبل صناع القرار

التاج الإخباري – خاص – ٥٣ الف مواطناً أردنياً يتابعون بثاً مباشراً على الفيسبوك للناشط عبر مواقع التواصل الإجتماعي مصطفى شومان مساء أمس الاثنين، وأكثر من نصف مليون مشاهدة للبث خلال مدة لا تتجاوز ال١٧ ساعة، ونحو ٣٠ الف تعليق واكثر من ٢٠ الف مشاركة!

مصطفى شومان المقيم في أميركا والذي لا يعتبر نفسه من المعارضة الخارجية، ويراه عدد كبير من المواطنين يمثل شريحة البسطاء ويتحدث في همومهم ومشاكلهم.

هذا الرقم يحتاج إلى نظرة أعمق وتحليل اوسع من قبل صناع القرار في الدولة؛ فحديث مصطفى القائم على البساطة وتناوله لما يؤرق المواطن جعل هذه الشريحة الكبيرة تؤمن به وبفكره، وهذا الرقم برهان واضح على أن المواطن الأردني يعاني اليوم من درجة كبيرة من الضغوطات النفسية المتمثلة بالوضع المعيشي الصعب لفئة كبيرة، اضافة إلى ارتفاع نسب البطالة وعزوف الشباب عن الزواج بسبب عجزهم عن تلبية متطلباته، وهو ما يؤكد ان المواطن يحتاج اليوم إلى قنوات يخفف من خلالها كبته وغضبه على الحكومات المتعاقبة التي فشلت في خلق جسور ثقة مع الشعب.

وصول شخص واحد إلى هذا العدد الكبير من المتابعين والذي لا تملكه أكبر القنوات الفضائية في البلاد، دليل اخر على فشل الإعلام الرسمي والخاص بنيل ثقة الجماهير وهو ما اجبرها على البحث عن من يتحدث بصوتها وينقل همومها بلغة قريبة من القلوب.

في النهاية سواءً اتفقت ام اختلفت مع مصطفى من ناحية شكل المضمون، إلا أنني أقر بأنه اتقن فن الإتصال الجماهيري أكثر من أهل الإختصاص واستطاع ببساطته ان يكون قدوة ومتنفساً للجماهير المتعطشة للمعلومة السليمة والواضحة، بعيداً عن “الشو” الإعلامي المنمق او التصريحات الحكومية التي تعاني من اللَبس والغباش في محتواها؛ وذلك بالتأكيد سببه الفشل الذريع للحكومات المتعاقبة بحل المشاكل العالقة منذ عشرات السنين وابرزها البطالة والفساد بأشكاله،اضافة إلى ضعف كفاءة اجهزة العلاقات العامة في بناء حملات اعلامية وفق اسس ومنهجيات علمية تهدف إلى اعادة ولو جزء بسيط من الثقة المفقودة ما بين المواطن والحكومة وان اختلف قادتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى