أخبار الأردناهم الاخبار

لماذا يجب على الحكومة توفير شبكة الجيل الخامس لشركات الاتصالات مجانا؟

التاج الاخباري- كنت اتصور ان حديث الحكومة المتكرر عن اهمية التحول الالكتروني وتعزيز خدمات الاتصالات لتكون رافعة اساسية في وضع الاردن على خارطة العالم الاستثمارية مرتبطا بقناعة ووفق بعد استراتيجي تسعى الى تحقيقه في ضوء ما توفره من خدمات تكنولوجيا غير مسبوقة لا متناهية.

الا ان المعوقات التي تواجه شركات الاتصالات في سبيل الحصول على رخصة تشغيل شبكة الجيل الخامس والتي تتركز في القيمة المالية لشراء الترددات والتي تصل الى ما يزيد عن 120 مليون دينار لكل شركة ، يضاف اليها تكلفة المعدات والتجهيزات المطلوبة لبناء الشبكة تتجاوز المائة وثلاثون مليون دينار.

ويبدو انه قد غاب عن ذهن الحكومة ان توفير خدمات شبكة الجيل الخامس لم تعد ترفا يمكن القفز عنه ، وانه حاجة ملحة للعبور فعليا الى مرحلة جديدة وفارقة تمكن الاردن من الترابط مع العالم الجديد المعتمد كليا على شبكات الاتصالات الحديثة والمتداخلة مع كل المشاريع الاستثمارية الكبرى حول العالم.

واذا استمرت الحكومة في الاستهتار بهذا الموضوع فمن المؤكد انها ستجد نفسها ومعها البيئة الاستثمارية خارج الزمن ومنعزلة عن محيطها الذي بات يعد نفسه لتهيئة شبكة الجيل السادس في عالم الاتصالات.
ومن المفروض ان تكون الحكومة على اطلاع تام بالتطورات الدراماتيكية في عالم الاتصالات والاستثمار الضخم الذي ينفق عليه.
اذ انه يجب ان تعلم الحكومة ان سعيها لجلب الاستثمارات الخارجية لن يكون ذا فاعلية في ظل الهوة الرقمية التي ستكون حاجزا امام قدوم المستثمرين واقامة استثماراتهم في الاردن .
حيث اصبح مدى تقدم اي بلد في استخدامات الاتصالات وخدماته الرقمية معيارا لجذب الاستثمارات الكبرى وبات ميزة تفضيلية يرجح إتخاذ القرار الاستثماري في اي بلد.
التطور السريع في بيئة الاستثمارات بات يعتمد على توفر خدمات الجيل الاحدث في عالم الاتصالات ، والقادر على تلبية تطلعات الشركات وزيادة تنافسيتها ، ومن باب اولى ان يكون تطور اي بلد وتنافسيته مرتبط ارتباطا وثيقا بتوفر بيئة رقمية تعتمد على احدث تقنيات الاتصالات.

لا بد من ان تعيد الحكومة النظر في كيفية اتخاذها القرارات المصيرية للحاق في ركب العالم المتقدم وفقا لمعايير تأخذ بالحسبان متطلبات المشاريع الاستثمارية الكبرى ، لكي لا تكون قراراتها عقبة في جلب تلك الاستثمارات والقيمة المضافة التي ستحققها للبلد.
ووفقا لذلك يجب ان يتم العمل سريعا لبناء تصور واضح يفضي الى اتخاذ قرار ضروري يدعم توفير خدمات الجيل الخامس بأقل التكاليف ودعم الشركات التي ترغب في بناء الشبكات الخاصة بها من حيث منحها حوافز مالية مجزية وتذليل كل التحديات والصعوبات التي تواجهها في سبيل تشغيل شبكة الجيل الخامس في اسرع وقت ممكن ، وتقليل كلف التشغيل عليها ، بما ينعكس على توسيع دائرة المستفيدين من خدمات الشبكة ، وايجاد ارضية رقمية جاذبة للاستثمار الجديد ، وتوسعة وتطوير الاستثمارات القائمة بما يكفل دخول الاردن في مرحلة جديدة ومهمة تحقق الاهداف الاستراتيجية والتنموية ، بما يوفره ذلك من فرص عمل هائلة وجعل الاردن مركزا اقليميا للعديد من الشركات التي تبدي اهتمامها بالوصول الى اسواق المنطقة وتجد موانع لذلك من خلال الهوة الرقمية بين ما تقوم عليه اعمالها واعتمادها على الجيل الخامس من الاتصالات وبين ما هو متوفر لدينا ، اذا لم نتحرك بالسرعة الممكنة لتحقيق ما تتطلبة بيئة الاعمال الحديثة.

اذا يجب على الحكومة ان تتحلى بالشجاعة وتتخذ القرار الصائب في هذا الموضوع وتنقل الاردن الى افاق اوسع وارحب ، توفر فيه خدمات الاتصالات التي تتطلع اليها الشركات العالمية لبناء الشراكات الحقيقية وتوجيه اهتماماتها ووضع ثقتها في البيئة الاستثمارية الاردنية.

النظرة الى هذا الموضوع يجب ان تخرج من دائرة الربح والخسارة بالنسبة لقيمة بيع رخصة شبكة الجيل الخامس والنظر اليه في اطار المشاريع الرأسمالية ذات القيمة المضافة ، فتخفيض قيمة الرخصة ومنحها للشركات الراغبة في بناء شبكة الجيل الخامس يجب ان ينظر اليها في اطار الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والقطاع الخاص بكل ما تعنيه الكلمة.

الفرصة الذهبية مواتية للاردن للعبور الى عالم رقمي حديث وبيئة استثمارية واعدة ومحفزة لوضع الاردن على خارطة الاستثمارات العالمية الكبرى.

مع وجود دعم كبير لهذا التوجه من هيئة قطاع الاتصالات ورئيسها الدكتور غازي الجبور الذي يدفع بإتجاه توطين البيئة الرقمية المعتمدة على احدث خدمات الاتصالات ، واعتقاده ان ذلك يصب في مصلحة الاردن على مختلف الصعد ومن مختلف الزوايا ، لا سيما في اسهام ذلك في جهود التحول الرقمي لخدمات الحكومة ، وتحسين ترتيب الاردن على مؤشر سهولة بيئة الاعمال ، والتي تعتبر داعمة لزيادة جاذبية البيئة الاستثمارية بشكل هائل.

وتوفر شبكة الجيل الخامس خدمات رقمية عديدة ومتنوعة وتعمل على تسهيل الحياة بشكل لافت وستسهم الشبكة الجديدة في ايجاد تطبيقات جديدة في إنترنت الأشياء (IoT) ومجالات الآلة إلى الآلة وفي المجال التجاري والصناعي وتسهيل الحياة اليومية من خلال التطبيقات التي تعتمد على الجيل الخامس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى