أخبار الأردناهم الاخبار

“ضاع الطلبة” بين مطرقة الكورونا وسنديان التعليم عن بعد

التاج الاخباري – فرح موسى
باتت مسألة التعليم عن بعد ظاهرة تؤرق السواد الاعظم من الاهالي والاسر الاردنية، ومنهجية لا يستفيد منها طلبة المدارس بالشكل المطلوب بحسب ما اشار اليه خبراء في قطاع التعليم واهالي واسر الطلبة، مطالبين بعودة التعليم الوجاهي للطلبة.


يقول المشرف التربوي خالد الزعبي لـ”التاج الاخباري” ان مرحلة التعليم الوجاهي كان فيها حوسبة الكترونية وتضمين للدروس، وكان لها اثر ايجابي على الطلبة لا سيما المتأخرين منهم، والان وقد اصبح التعليم عن بعد مرحلة مدرجة بسبب جائحة الكورونا علينا ان نستعد لهذه المرحلة بشكل جيد مهنيا وتقنيا.


فيما اتفقت المرشدة التربوية هند السباعي مع الزعبي أن للتعليم عن بعد ايجابيات وسلبيات ايضا، مشيرة الى ان اكبر سلبياته انخفاض دافعية التعلم لدى الطلبة، اضافة الى تعود الطلبة على نمط حياة يتصف بالكسل والخمول، موضحة ان ايجابيات التعليم عن بعد تتمثل بتوجهنا نحو التكنولوجيا الحديثة واستخدام برمجيات لم يسبق ان استخدمناها.

طالبة الصف العاشر سوزان هربس قالت ان التعليم عن بعد جعلني أكثر اهتماماً من خلال استخدام التقنيات الجديدة، اضافة الى انه ساعدني على إيصال المعلومة بأقصر وقت ممكن، وسهل لي عمليه التواصل ونمى لدي عدة مهارات .


ربة البيت ووالدة احدى الطالبات بيان البواعنة اكدت أن التعلم عن بعد منهجية لا جدوى فعلية محققة بها خاصة لطلبة الصفوف الاولى، مشيرة الى انهم بحاجة الى تكوين صداقات واكتساب مهارات ذاتية من البيئة المدرسية الوجاهية لبناء شخصياتهم، خاصة ان الطفل في هذه المراحل لا يرى سوى معلمته على صواب.

وتابعت البواعنة، انه ومن خلال حديثها مع صديقاتها ربات البيوت وجيرانها ممن لديهن اطفال في الصفوف الاولى وجدت ان يعضهن لا يملكن السيطرة على تدريس اطفالهن بالشكل المطلوب، اضافة الى أن هناك الكثير من ربات البيوت لا يستطعن الكتابة والقراءة وبعضهن الاخر لا يمتلك مهارة استخدام التكنولوجيا الحديثة، اضافة الى أن هناك اخريات يعملن في وظائف حكومية وخاصة ولا يجدن وقت لتدريس اطفالهن.

وفي نفس السياق أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة التربية عبد الغفور القرعان لـ”التاج الاخباري”، ان التعليم الالكتروني أصبح هو خيار المستقبل وضرورة حتى لا يواجه الطلبة ما يسمى بالفجوة الرقمية والمعلوماتية، والتعليم الالكتروني وسيلة تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات لدى الطلبة.


وأشار القرعان ان تجربة التعليم عن بعد تجربة جديدة على الأردن والكثير من دول العالم، مؤكدا انها تخضع للتقييم المستمر من قبل وزارة التربية والتعليم، والأخذ بجميع الملاحظات والتغذية الراجعة سواء من الطلبة أو أولياء الأمور وأيضا المعلمين ويتم الأخذ بجميع الملاحظات والتعامل معها حسب الإمكانات المتاحة، وستبقى عملية التقييم مستمرة حتى يتم تطوير المنصة التعليمية بما يضمن أن تكون المنصة أكثر تفاعلية لأبنائنا الطلبة وأيضا تطوير المحتوى الالكتروني.

من جهته قال الاستاذ التربوي عبد الكريم بني عيسى ان الطلبة لم يستفيدوا أبدا من المنصات التعليمية، موضحا ان الكثير من الطلبة يدخلون المنصات التعليمية بهدف تسجيل الحضور فقط لا بهدف التعليم.


وأضاف، علميا لا يستفيد الطالب اذا لم يسأل ويستوضح عن كل خطوة في الدرس، فكيف اذا كانت المادة علمية مثل الفيزياء والرياضيات، وحول ما يتعلق بالامتحانات اوضح بني عيسى ان هناك خلل في منظومة الرقابة خاصة ان هناك الكثير من الطلبة يقدم الامتحان عنهم استاذ متخصص او مثقف مقابل مبلغ مالي مؤكدا أنه رأي ذلك وشهده بعينه.


وفي نفس السياق قال هيثم الفقيه مدير احدى المدارس وولي امر أحد الطلبة أكد ان التعليم عن بعد له نتائج كارثية على تحصيل الطلبة العلمي، مؤكدا ان معظم الناس والطلبة غير مستعدين لهذه المرحلة خاصة ان البنية التحتية للمدارس والاسرة غير مستعدة لها.

وأضاف، ان هناك ضعف لدى الطلبة في فسلفة الاقبال والدافعية، مشيرا الى ان التعليم لا يقتصر على المعرفة فقط، وانما هناك سلوكيات وقيم يجب ان تضاف للطالب من خلال الاقران ولغة الجسد واثر التحفيز والمنافسة بين الطلبة، ولا ننسى الشعور بالتوحد والعزلة بحيث تصبح نمط حياة للطالب.

حوالي خمسة ساعات يجلس طلبة الصفوف الاولى خاصة صامتين ومستمعين امام شاشة الكمبيوتر بهدف التعلم عبر المنصات الالكترونية التي انشأتها الحكومة، بجانبه تجلس والدته بدهشة مستغربة ما يحدث لطفلها حيث اصبح الامر في دائرة الخطر بعد ان تأكدت ان ابنها لم يحصل على التفاعل الاجتماعي الحقيقي والواقعي الوجاهي مع زملاؤه الطلبة الامر الذي لربما يجعل الطفل يعيش في حالة انطوائية محبطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى