اهم الاخبار

في يوم اللاجئ العالمي …

التاج الإخباري- اللاجئون بين مرارة المعاناة وحلم العودة نسخ الرابط عمان 20 حزيران (بترا) – نضال الزبيدي – لم يخطر ببال “أبو محمد” ، الثلاثيني، اللاجئ من ريف حلب، شمال سوريا أن المقام سيستقر به هو وعائلته المكونة من ستة أبناء وزوجته في أحد أحياء عمان القديمة بعد رحلة طويلة وشاقة هربا بنفسه واسرته من ويلات حرب شردت الملايين من أبناء شعبه. قصة ابو محمد لا تختلف كثيرا عن القصص المؤلمة للعديد من السوريين ممن لجأوا الى الاردن منذ ما يزيد عن تسع سنوات واستقر بهم الحال في مخيمي الزعتري والازرق، حيث فضل الجزء الاكبر منهم العيش بين الاردنيين في المدن والقرى، وتقاسموا معهم لقمة العيش بالكثير من رحابة الصدر وحسن التعامل.

ويستذكر ابو محمد، بعينين مغرورقتين بالدموع يوم حطت قدماه ارض المملكة منذ نحو سبعة اعوام وكيف استقبله افراد القوات المسلحة الاردنية وأطفاله الثلاثة “بالأحضان” ، في مشهد لم يتعود عليه ولم يشاهده في حياته قط، بحسب وصفه . وتقدر ارقام رسمية عدد اللاجئين السوريين في الاردن بنحو 1,3 مليون لاجئ، فيما تشير احصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان اعداد اللاجئين المسجلين لديها يصل الى نحو 658 الفا، يعيش 19 بالمئة منهم داخل المخيمات فيما الاكثرية تعيش في المدن والقرى على امتداد المحافظات الاردنية.

وتقول ممثل برنامج الأغذية العالمي في الأردن ساره جوردن جيبسون في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف اليوم السبت، ان هذا اليوم هو استذكار واعتراف بالمعاناة والصعوبات التي كابدها اللاجئون وهو كذلك احتفال بالمساهمات التي يقدمونها للبلدان المستضيفة وما ساهموا به في بناء اوطانهم قبل رحلة لجوئهم. وتشير الى ان البرنامج ومنذ اندلاع الازمة السورية يساعد ما يصل الى نصف مليون لاجئ، مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وموجودين في مخيمي الزعتري والازرق وفي المدن والقرى الاردنية، فضلا عن مخيم حدائق الملك عبد الله في مدينة الرمثا، حيث يقدم البرنامج للاجئي تلك المخيمات مساعدات نقدية شهرية لشراء احتياجاتهم الاساسية من الطعام والخبز من خلال محلات تجارية تم توفيرها في المخيمات لما يصل الى 120 الف لاجئ في مخيمي الزعتري والازرق. وبحسب المسؤولة الاممية، فإن البرنامج الذي يعد اكبر منظمة دولية لمكافحة الجوع والفقر في العالم ويتخذ من العاصمة الايطالية روما مقرا له، يزود اللاجئين خارج المخيمات ببطاقات سحب نقدي يتم تغذيتها بالنقد شهريا ليكون بمقدورهم شراء احتياجاتهم الاساسية وسحب النقد من البنوك المحلية بحسب احتياجاتهم، بما يحفظ كرامتهم وحريتهم في اختيار شراء ما يحتاجونه. وتشير جيبسون الى برنامج التغذية المدرسية الذي ينفذه البرنامج ويتم من خلاله تزويد جميع الطلبة والبالغ عددهم 30 الفا، بوجبة طعام خفيفة يوميا تشتمل على العناصر الغذائية الاساسية لصحة الطفل في مدارس مخيمي الزعتري والازرق . وحول مستوى التعاون الحكومي مع البرنامج، قدمت جيبسون الشكر للدولة الاردنية على كرمها وحسن استقبالها للاجئين والتي تعد بحسب وصفها واحدة من “اكرم واكثر الدول ترحابا باللاجئين في العالم”، مشيرة الى ان المملكة لم تغير طريقتها في استقبال اللاجئين والترحاب بهم منذ نحو عشر سنوات وهو ما يضمن ويوفر مكانا آمنا لهم .

وفيما يخص التمويل، اوضحت ان البرنامج استطاع العام الماضي الحصول على التمويل بشكل كامل للاستمرار في مشروعاته ومساعداته وكذلك هذا العام بالرغم من ان هذا العام لم ينته بعد الا ان التوقعات تبدو ايجابية، وذلك بفضل دعم الجهات المانحة، مشيرة الى انه وبسبب آثار ازمة فيروس كورونا والتي اثرت بشكل كبير على دول العالم، يجب العمل على بذل المزيد من الجهد لاستمرار تلك المساعدات. ويظهر تقرير “الاتجاهات العالمية” الصادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، قبل يومين أن 79,5 مليون شخص قد نزحوا عن ديارهم مع نهاية عام 2019، وهو رقم لم تشهد المفوضية أعلى منه من قبل وأن النزوح القسري يطال تأثيره الآن أكثر من واحد بالمائة من سكان العالم ، مع عدم قدرة المزيد من أولئك الفارين على العودة إلى ديارهم .

ويصر ابو محمد أن يكمل ابناؤه تعلميهم، قائلا “التعليم اكبر نعمة وقد حرمت منها انا وأمهم” الا ان اصراره على العودة لقريته في حال استقرت الاوضاع السياسية في بلده، يفتر شيئا فشيئا، اذ لم يعد لديه منزل يؤويه هو واسرته بعد ان ُدمر بالكامل، وربما هذا هو حال العديد من اولئك اللاجئين. — (بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى