أخبار الأردناهم الاخبار

قطيشات لـ”التاج” : “التحرش الالكتروني” مصطلح اجتماعي وليس قانوني

التاج الاخباري – داليا قدوره

لم يعد التحرش الجنسي واللفظي مقتصر على الوجاهية المباشرة بين المتحرش والمتحرش به، بل بات باستطاعة المتحرش الدخول الى البيوت وممارسة طقوسه الخاصة بالتحرش من خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال مثل تطبيقات الهواتف الذكية عن طريق ارسال الرسائل واجراء المكالمات بكل جرأة وبدون خوف مسبق، الامر الذي اصبحت تعاني منه العديد من فئات وشرائح المجتمع خاصة الفتيات.

مدير عام هيئة الاعلام السابق المحامي محمد قطيشات اوضح في حديث له مع “التاج الاخباري”، ان مصطلح التحرش بالقانون الجنائي لا يشمل فعل محدد بذاته، موضحا ان هناك انواع كثيرة للسلوكيات والافعال التي تندرج تحت مصطلح التحرش، مشيرا الى ان هناك ما يعرف بــ التحرش الفعلي، والتحرش اللفظي، والتحرش بـ الحركات، وهذا المصطلح وان كان غير معرف بـ القانون الا انه لا يعني عدم معاقبة السخص المتحرش على افعاله وسلوكياته مع الاخرين.

وأضاف قطيشات، ان أي سلوك من سلوكيات التحرش معاقب عليها ومغطاه بـ قانون العقوبات الاردني وقانون الجرائم الالكترونية، مشيرا الى ان الافعال متعددة ومتنوعة تحت بند التحرش، فـ التحرش هو ذات التحرش بغض النظر عن الوسيلة سواء كان الكتروني او وجاهي مباشرة، مؤكدا على انه لا يختلف بالكلمة او بالعقوبة ان اختلفت الوسيلة فالجريمة هي ذاتها قد يترتب عليها اختلاف العقوبة بالتغليظ او بالتخفيف بقانون الجرائم الالكترونية.

وتابع موضحا، ان المصطلح الاجتماعي للتحرش يختلف عن المصطلح القانوني للتحرش، فـ المصطلح الاجتماعي قد يعتبر الغمزة تحرش، والضحكة بغير موضعها تحرش، والكلمة بغير موضعها تحرش، ولكن التحرش بالمصطلح الالكتروني هو جريمة تحتاج الى ركن مادي وركن معنوي وتحتاج الى نص تجريم وفعل يجب ان يقوم به المتحرش عن وعي وارادة ويجب ان يكون هناك قصد جرمي بابتكار هذا التحرش ، ويجب ان تتجه نية المتحرش .

واضاف، انه لا يوجد الكثير من القضايا المتعلقة بـ هذال المصطلح، عازيا السبب في ذلك الى ان مصطلح التحرش الالكتروني مصطلح اجتماعي وليس مصطلح قانوني، مشيرا الى انه لم يعرف الجهة التي اخرجت هذا المصطلح في الاردن حيث بات الجميع يستخدمه ويتحدث عنه، مشيرا الى انه في كل فترة يتم اخراج مصطلحات جديدة علينا.

وتشير الدراسات العلمية الى ان الاطباء النفسيين وعلماء علم الاجتماع ربطو بين التحرش وبين المرض النفسي، حتى ان بعضهم ذهب الى ان التحرش في الحقيقة هو اضطراب سلوكي ناتج عن مرض نفسي، مشيرين الى ان المتحرش شخص مضطرب نفسيا وسلوكيا، مؤكدين على ان اصحاب هذه الظاهرة يجب ان يخضعوا للعلاج النفسي حتى يتمكنوا من تجاوز هذا الاختلال السلوكي في الشخصية.

من جهته الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي اوضح في تصريحات صحفية سابقة، ان السبب الرئيس للتحرش الإلكتروني يعود إلى “الفهم الخاطئ للحرية”، موضحا ان الذي يجلس خلف شاشة صغيرة أو يستخدم الإنترنت من خلال الأجهزة الذكية يعتقد بأن “حريته في التعرض للآخرين لا أحد يحاسبه عليها، فهو حر في تصرفاته كونه بعيدا عن المراقبة”.

ويقول “التربية والتنشئة الاجتماعية تغفلان الحديث والتربية في مستجدات العصر والتكنولوجيا قبل توفيرها للأبناء”، مشددا على ضرورة “توعية الأبناء بالأضرار النفسية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها”.

ويضيف الخزاعي “يجب التركيز على الشباب في مرحلة المراهقة، فهم في هذا العمر تكون لديهم الرغبة الكاملة في المبادرة والمغامرة والتعرف على الجنس الآخر”، فضلا عن أن “البعض يعاني من الخجل والانطواء والخوف من التعرف على الآخرين في الواقع فيلجأ إلى إخراج الكبت وكشف الذات من خلال التكنولوجيا”.

من الجدير ذكره أن العديد من السلوكيات الشاذة باتت تمارس عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل عبر الهواتف الذكية بدون رقابة ذاتية او توجيهات اسرية بكيفية التعامل مع هذه المنصات والتطبيقات، حيث بات العديد من المواطنين خاصة الاناث لا يعطون القدر الكافي من الاهتمام لهذه السلوكيات التي يتعرضون لها من خلال الذهاب الى الجهات الرقابية والقانونية لمقاضاة كل متحرش الامر الذي فتح المجال امام العديد من المتحرشين بتكثيف سلوكياتهم عبر الشبكة العنكبوتية وتطبيقات الهاتف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى