مقالات

الحواتمة يكتب.. معركة الكرامة الدروس الهاشمية ونهج البطولات الأردنية

التاج الإخباري – بقلم الفريق الركن حسين الحواتمة

كُتبت العديد من المقالات والشهادات على مدار ستة وخمسون عاماً، وستكتب دوماً وتجود أقلام الأوفياء في كل أذار وفي كل حين، لقد مضت المعركة لكن ذكرى الكرامة ما زالت تبعث فينا الأمل وتزيدنا عزاً وفخراً، شهداء وأبطال الكرامة لبّوا نداء الحق حين هتف لهم، والجباه السمر جادت وبذلت الروح وحملت لواء المجد وعرين التضحية وهتفت أن الجنان جزاء الشهداء. ستظل ذكرى الراحل العظيم صانع النصر في يوم الكرامة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه – في قلوب ووجدان الأردنيين الأحرار، وهو الذي قال في اليوم التالي للمعركة: “وإذا كان لي أن أشير إلى شيء من الدروس المستفادة من هذه المعركة يا إخوتي، فإن الصلف والغرور يؤديان إلى الهزيمة، وإن الإيمان بالله والتصميم على الثبات مهما كانت التضحية هما الطريق الأول إلى النصر، وإن الاعتماد على النفس أولاً وأخيراً ووضوح الغاية ونبل الهدف هي التي منحتنا الراحة حين تقرر أننا ثابتون صامدون حتى الموت، مصممون على ذلك، لا نتزحزح ولا نتراجع مهما كانت التحديات والصعاب”.

وفي أرض الكرامة نصر وبيارق عز مرفوعة ومجد سطره الرجال، وستبقى المعركة الكرامة جزءاً من تاريخنا العسكري الذي نفتخر ونعتز به ونتعلم منه الدفاع عن دين وتاريخ ومجد أمتنا العربية والإسلامية، المعركة الخالدة ما زالت فارقاً في تاريخ العرب والمسلمين الحديث، والتي أعاد فيها الأردن لأمته العربية كرامتها، وسطر في سبر المجد أبرز معاني البطولة والفداء والتضحية، فسلام على قائد الكرامة وصانع انتصارها، وسلام على الشهداء والدماء الزكية التي عطرت أرض الكرامة وحبات العرق التي استقى منها ثراها الطاهر وأنبتت دحنونها وانتصارها. في ذكرى معركة الكرامة، والتي تجسد النموذج الأردني الأصيل في التضحية والصمود والتكافل والعزيمة التي تفوقت على كل الظروف، فأصبحت المعركة والتضحية والولاء نهج في حياتنا ومدرسة وثقافة مرتبطةً بتاريخ مليئ بالإرادة والوفاء للقيادة الهاشمية.

ستبقى هوية الأردنيين تبرهن على عزيمتهم وتلاحمهم مع قيادتهم، ووفائهم لدماء الشهداء ولتاريخ الأمة وإرثها العظيم . ويمضي الأردن بشعبه العظيم إلى تحقيق الأهداف السامية النبيلة لتظل الرايات خفاقة في ظل القيادة الهاشمية التي زرعت فينا الكرامة عملاً وأعدت الإنسان الأردني للانتصارات والإنجازات وظلّ الجيش العربي يدافع عن الكرامة العربية وينتصر للمستضعفين، وفي خضم ما يمر به أشقائنا في فلسطين الغالية وفي قطاع غزة، فموقف الأردن بقيادة جلالة الملك المعظم الذي يحمل على عاتقه الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية معززاً موقف عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؛ نجد أن أبناء الوطن وبكافة أطيافه يؤكدون وقوفهم خلف القيادة الحكيمة لجلالة المعظم حفظه الله وتؤكد عظم المسؤولية الهاشمية ودورهم على مر الزمن بأن قضية فلسطين هي القضية المحورية للعالم أجمع.

الولاء والانتماء عنواننا ولكل ذرة تراب من وطننا، وستبقى رايات الاردن خفاقة وهاماتنا لا تنحني إلا لله عز وجل الواحد الأحد، معاهدون جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين على أن نبقى الرديف لإخواننا في الجيش العربي في الدفاع عن الحق وصون الكرامة، والله نسأل أن تظل أرضنا مباركة بالكرامة والأبطال والانتصارات، ومكللة بالأمن والمجد والغار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى