اهم الاخبارتقارير التاج

شبح التحرش الجنسي يطال منظمة دولية في الأردن ويهدد استقرار العاملات

التاج الإخباري – عدي صافي

ربما غدا التحرش أمراً حاضراً في كافةِ الأماكن؛ إذ تكاد لا تخلو مؤسسةٍ أو جهةٍ أو منظمةٍ من بعضِ هذه الأفعال، سواءً أكانت عن طريق اللمس أو الكلمة وصولاً إلى الإعتداء. 

الأمم المتحدة لها مكاتب داخل المملكة الأردنية الهاشمية، يعمل بها موظفين من مختلف الجنسيات. 

علياء "اسم مستعار" إحدى العاملات في مكاتب المنظمة وتحديداً قسم RSC إدعت في حديث لها مع التاج الإخباري إن هنالك حالات حرش تحدث أثناء العمل من قبل بعض المدراء والعاملين. 

وبينت أنَّ هذه الأفعال تكررت معها ومع بعض صديقاتها لا سيما أثناء قيامهم بجولة عمل تتطلب إقامتهم في فنادق أو مناطق بعيدة عن منازلهنّ. 

وقالت:"قبل عدة أشهر كنّا في جولة عمل ونقيم في أحد الفنادق داخل المملكة، ومع حلول المساء وأثناء جلوسي في غرفتي الخاصة، بدأ أحد المدراء الذين يرافقونا وهو من جنسيةٍ أجنبية بمراسلتي. 

وتابعت، "رفضت في البداية إلا أنه أصر على ذلك، وأوهمني أنه يريد التحدث بالعمل، وحينما ومن ثم طلب مني مرافقته إلى غرفته الخاص وهو ما رفضته بشكلٍ قاطع".

القصة لم تنتهي هنا وفق علياء، حيث أن المدير بعد تلك الليلة أصبح يعاملها بطريقة مختلفة وسبب لها معوقات في العمل مما حال دون حصولها على ترقيتها المستحقة. 

هذه الأفعال لا تنتهي دوماً بالطريقة التي فعلتها علياء؛ حيث أنَّ بعض الفتيات يرضخن لمطالب مدرائهن وقد يمارس جزء منهن الجنس؛ بهدف الحصول على ترقية أو على الأقل ضمان استمراريتهنّ في العمل. 

فاتن "اسم مستعار"  من قسم RSC قررت أن تبوح في حديث لها مع التاج الإخباري عن تفاصيل قصتها، قالت:"بدأت العمل في المنظمة وقدمت واجبي على أكمل وجه، وفي فترة من الفترات بدأت الحظ نظرات مريبة من قبل مديري. 

وأشارت إلى أنها لم تعطي الأمر في البداية اهتماماً؛ بحكم أنه لا يسبب لها الأذية بل وساعدها وحسّنَ من أسلوب التعامل معها، وفق حديثها. 

وأضافت،" بعد مدة تطور الأمر وبدأ يغازلني بشكل كبير، ومن ثم ونحن نقوم في جولة عمل تناولنا الطعام على ذات الطاولة ودعاني إلى غرفته".

"حقيقةً لم أرفض طلبه ومنحته ما أراد، وفي المقابل نلت ما أريد من معاملة وترقية في عملي"، وفق فاتن. 

وحول أسباب عدم تقديم شكوى من قبل من يتعرضن للتحرش ويرفضنه، قالت عاملات في المنظمة إنه يصعب عليهنّ اثبات حقيقة ادعائهنّ، لا سيما وأنَّ هذه الأفعال تحدث في الغالب أثناء التواجد لوحدهنّ بعيداً عن الآخرين، اضافة إلى خوفهنّ من تأثير هذه الشكوى على ترقيتهنّ في العمل ووضع عقبات لهنّ من قبل "المدراء المتحرشين". 

وأكدن أنّ الرقابة ليست بالشكل المطلوب داخل المنظمة؛ حيث يتم توظيف أشخاص غير أكفّاء بطرق ملتوية، أو يتم منح البعض ميزات السفر وغيرها دوناً عن آخرين دون مببرات منطقية أو أسس مبنية على الكفاءة. 

العاملون وجهوا رسالةً لمنظمتهم يطالبون خلالها بزيادة الرقابة من قبل المنظمة على مكاتبها داخل البلدان؛ بحكم أنها جهة دبلوماسية ولا تخضع لقانون العمل الأردني ويصعب عليهنّ اثبات ما يتعرضن له من مضايقات مستمرة. 

والتحرش هو أي صيغة من الكلمات غيرمرغوب بها و/أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى