اهم الاخبارتكنولوجيا

البدء بزراعة “شريحة المخ” في أدمغة البشر خلال 6 أشهر

التاج الإخباري – قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك، أمس الأربعاء، إن التجارب السريرية البشرية في ما يتعلق باستخدام جهاز لاسلكي داخل المخ البشري "شريحة المخ"، والمطوّر من قبل شركته "نيورالينك"، ستبدأ في غضون 6 أشهر.

وأضاف في تصريحات، خلال حدث أقيم في مقر الشركة الرئيسي بمدينة فريمونت في كاليفورنيا: "نريد أن نكون حذرين للغاية ومتأكدين من أنها ستعمل بشكل جيد، قبل إدخال الجهاز في الإنسان"، وفق ما أوردته وكالة "بلومبرغ".

وتابع: "سارت المناقشات مع إدارة الغذاء والدواء الأميركية بشكل جيد، وذلك يكفي لكي تحدد الشركة هدفاً لتجاربها البشرية الأولى في غضون الأشهر الستة المقبلة".

يُذكر أن ماسك كان قد وعد في عام 2019، عند الكشف عن شريحة الشركة الذكية "The Link"، ببدء التجارب بحلول 2020، ولكن الموعد تأجل حينها إلى 2022، ما يجعل التأجيل الحالي هو الثاني من نوعه.

تهدف شركة "نيورالينك" Neuralink Corp إلى البدء في زرع حوسبة دماغية بحجم العملة المعدنية في المرضى في غضون ستة أشهر، إذ تعمل الشركة على تحسين المنتج الذي يتكوّن من جهاز صغير وأسلاك مربوطة بقطب كهربائي، مرفق بروبوت يقوم بنحت قطعة من جمجمة شخص ويزرعها في الدماغ.

منتجان رئيسيان

وخلال فعاليات مؤتمرها الجديد، استعرضت الشركة مجموعة من القرود، زرعت فيهم النموذج التجريبي من شريحة الشركة، وقام أحد القردة بكتابة عبارة "Welcome to show and tell"، وذلك بمجرد التركيز على مجموعة من الكلمات والحروف التي تظهر أمامه على شاشة حاسوب، وظهر قرد آخر قد تم تدريبه على الوقوف أسفل شاحن لاسلكي لشحن الشريحة الذكية.

كشف ماسك عن العمل على منتجين رئيسيين، يتعلق الأول بتطوير غرسات يمكنها الدخول إلى النخاع الشوكي، وقد تنجح في إعادة الحركة لدى شخص يعاني من الشلل، أما الثاني فهو غرسة عينية تهدف إلى تحسين أو استعادة الرؤية.

وتضمن المؤتمر استعراض باحثي "نيورالينك"، لأحد خنازير عينة الاختبار يظهر على جهاز رياضي للمشي، ما يساعدهم على جمع بيانات عبر الشريحة الذكية المغروسة داخل مخ الخنزير حول طبيعة النشاط الجسدي الذي يقوم به.

وقال ماسك: "بقدر ما قد يبدو ذلك معجزة، إلا أننا نحن واثقون بإمكانية استعادة وظائف الجسم بالكامل لشخص يعاني خللاً في النخاع الشوكي، وواثقون بعمل نيورالينك في ما يتعلق باستعادة القدرة على الرؤية".

كما عرض ماسك منتج "BCI" الذي يسمح لشخص يعاني حالة مرضية مثل التصلب الجانبي الضموري أو يعاني من آثار السكتة الدماغية، بالتواصل عبر الأفكار.

ويأمل ماسك أن يصبح الجهاز سائداً، ويسمح بنقل المعلومات بين البشر والآلات، إذ أشار مراراً إلى أن البشر "لا يمكنهم مواكبة التقدم الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي، إلا بمساعدة التعزيزات الشبيهة بالكمبيوتر".

ولطالما اتهم منتقدو الشركة إيلون ماسك بإفراطه في المبالغة في التقدم الذي حققته شركة "نيورالينك"، والإفراط في الوعود بما ستتمكن التكنولوجيا من القيام به في المستقبل القريب.

ورغم تطوير الأوساط الأكاديمية تكنولوجيا واجهة الدماغ والآلة، إلا أن دخول ماسك إلى الساحة حفّز موجة من أصحاب رؤوس الأموال على الاستثمار في الشركات الناشئة، وساعد في دفع هذا المجال بسرعة أكبر بكثير.

15 دقيقة

من جانبه، أوضح دي جيه سيو، مدير قطاع الشرائح وأحد مؤسسي الشركة، أن عملية زراعة الشرائح لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة، حيث يتم خلالها إزالة جزء صغير من الجمجمة، مع تثبيت الشريحة الذكية، والتي يتدلى منها أطراف متناهية الصغر والنحافة وعددها 64 طرفاً، تسمى Threads.

ومع صغر حجم شرائح "نيورالينك"، تصبح الأجهزة الروبوتية، الوسيلة الأمثل لإتمام عملية زراعتها داخل المخ البشري، لأنها تقوم بتلك المهمة بدقة وسرعة أكثر 4 مرات من البشر، وذلك وفقاً لما صرحت به كريستين أوداباشيان، رئيسة فريق غرس الشرائح في الشركة.

وكما كان الحال في 2019 و2020، كانت فعاليات مؤتمر "نيورالينك" لهذا العام تستهدف توظيف أكبر قدر ممكن من الكوادر البشرية المدربة لضمها لصفوف الشركة، حيث تسعى حالياً إلى الوصول للقوة الكاملة لفريقها كي تتمكن من التحول بشرائحها من نموذج أولي إلى منتج جاهز للوصول للأسواق، بحسب ما صرح به ماسك.

شركات منافسة

وهناك شركتان ناشئتان متشابهتان تتقدمان على "نيورالينك" في ما يتعلق بالتجارب البشرية، على سبيل المثال، تمكنت شركة "Synchron Inc" من زرع جهاز صغير يشبه الدعامة في أدمغة المرضى في أستراليا والولايات المتحدة.

وأتاح المنتج للمرضى غير القادرين على الحركة أو التحدث أن يتواصلوا لاسلكياً عبر أجهزة الكمبيوتر وأفكارهم، فيما قامت شركة "Onward Inc" أيضاً بعمل رائع لاستعادة الحركة لدى الأشخاص الذين يعانون إصابات في النخاع الشوكي.

ولكن الجراحة التي تقترحها شركة "نيورالينك" تعد أكثر عمقاً من منافسيها في المجال، إذ تتطلب إزالة جزء من جمجمة المريض وزرع الأسلاك في أنسجة المخ.

وعملت شركة ماسك على اختبارات لسنوات لإثبات أن ذلك النوع من الجراحات آمن، وأن الزرع يمكن أن يبقى داخل الدماغ لفترات طويلة من الزمن دون التسبب في ضرر.

وفي اجتماعات مع فريقه على مدار الأشهر الماضية، حض ماسك مهندسيه بعبارات صريحة على "العمل بشكل أسرع وأصعب".

وقال لفريقه خلال اجتماع مراجعة المنتج الأخير: "سنموت جميعاً قبل أن يحدث شيء مفيد. نحن بحاجة إلى شحن منتجات مفيدة"، فيما أعرب عن مخاوفه من أن التقدم في الذكاء الاصطناعي سيفوق العمل الذي يتم إنجازه في "نيورالينك"، ما يجعل جهود الشركة بلا قيمة.

وكانت بعض اهتمامات "نيورالينك" الرئيسية بشأن غرسة "BCI"، هي التأكد من أن الروبوت يمكنه إجراء الجراحات بسرعة كبيرة، وبأقل قدر ممكن من الأضرار.

في حين أن "نيورالينك" لا تزال جديدة في المجال، فإن مجمل العمل الذي تقوم به الشركة يجعلها متفردة بمجال غرسة "BCI"، إذ ركزت شركات ناشئة أخرى على الدماغ أو العين أو النخاع الشوكي، غير أن الشركة تأمل بالتفرد والتميز عن غيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى