أخبار الأردناهم الاخبار

رسائل هاشمية أصيلة مختومة بحنكة ملكية

التاج الاخباري – اياد العدوان
حملت مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على قناة الـ CNN طاقة من الثقة بالنفس لفتت من قرأ ما جاء بين سطور كل الاجابات على الاسئلة التي طرحها المذيع حيث وضعت حدا لكل اصوات النشاز التي وصفها الملك بان لها اجندات لا تتعدا افكارها الشخصية سواء كان على الصعيد المحلي وخصوصا في قضية الفتنة او النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ودور الاردن بالقضايا المفصلية عربيا ودوليا.

*الملك: منذ 1948 كانت المرة الاولى التي اشعر بان هنالك حربا داخل اسرائيل.

في هذه الاجابة التي رد بها الملك مخالفا ما ذكره المذيع من تساؤلات حول امكانية استمرار اسرائيل بالحفاظ على السيادة في المناطق التي يعيش فيها الفلسطينين في الضفة الغربية وغزة مع نزع حقوق سياسية حسب ما يروجونه لانفسهم كقوة عظمى عالمية ، حيث المح الملك بالتاكيد على الحرب الاخيرة غيرت المعادلة والانطباع الذي كان يحدث بالحروب السابقة والتي كانت تعرف نتائجها خلال ثلاثة ايابيع اما اليوم لم يكن هنالك رابح من الحرب الاخير ، وهي رسالة واضحة للحكومة الاسرائيلية بان تراجع حسابتها بالمستقبل وان ترضخ للعودة لطاولة الحوار والذي سيكون لصالحها في المستقبل اذا كانت تبحث عن الاستقرار لاتباعها، محددا ان الحل الوحيد هو حل الدولتين وغير ذلك سيعتبره الاردن تجاوزا للخطوط الحمراء التي وضعها واعادة ذكره لها في المقابلة اشارة للحكومة الاسرائيلية بان الامر هذه المرة سيكون التعامل معه جديا، بالذات بموضوع الوطن البديل مشددا ان الاردن هو الاردن والفلسطينيون لا يريدون ان يكونوا في الاردن من منطلق انهم متمسكون باراضيهم ويريدون ان تبقى راياتهم مرفوعة فوق بيوتهم ، رافضا ان يكون الحل على حساب الاردن.
وحذر الاسرائيلين من مغبة عدم الاستقرار وخطورة تأيديهم بان فكرة ان الاردن يكون حل الاردن لان الاردن هو الاردن وسيكون له الحق باداء رأيه في هذا الشأن منوها الى انه وضح ذللك بالخطوط الحمراء التي حددها بهذا الشأن.

*الملك حول قضية الفتنة: ما حدث كان امراً مؤسفاً

كان واضحا تأثر الملك خلال رده حول محور الحديث عن قضية الفتنة وخصوصا عندما تطرق الى الصلة التي تربطه باحد اطرافها، ومالفت اليه ان بمثل هذه الاحداث دائما ما يكون الهدف منه استغلال الظروف المعيشية للناس ومخاوفهم وهم يسعون لتحسين سبل معيشتهم موهمين انفسهم انهم قادرين على تنفيذ اجنداتهم .
حيث جاءت الرسالة الملكية بهذا الشأن لكل من قد يحمل في نواياه ان يفكر بتكرار مثل هذه الحادث ان يكون بحساباته الاردن قد مر بظروف كثيرة مشابهة وان الاجهزة الامنية اليوم قادرة على كشف كل من تسول له نفسه المساس بالامن القومي ومحاسبته بغض النظرعن مكانته او موقعه.

*الملك: نهجنا في الاردن النظر للمستقبل ولن يساعدنا اتهام الاخرين بارتباطهم بقضية الفتنة

اجابة اكدت على سعي جلالة الملك بالحفاظ على رفعة السياسة الاردنية عن الخوض بجدلية اتهام الاخرين الذين لوحظ ارتباطهم بقضية الفتنة والتي تمحورت حول طبيعة عمل المتهم باسم عوض وقربه من السلطة في المملكة العربية السعودية ، واشارته ان الاردن تعامل مع ملف القضية كشأن محلي دليل ان المصلحة الوطنية هي الاولوية الاولى والاخيرة لدى جلالته كما ذكر بمقابلته وهو النظر الى المستقبل لان هنالك ما يكفي من التحديات في المنطقة ولا داعي لاضافة المزيد منها.

*الملك عنوان للحنكة.

سياسية دبلوماسية بالاجابة على السؤال حول علاقته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن “علاقة صداقة عائلية قديمة” ، والفرق بين سياسته وسياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث اشار ولفت الى ان هنالك علاقات قوية ومثمرة تربطه مع جميع الرؤساء مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل .وحول العلاقة التي تربطه بالرئيس بايدن اشار بانه قديمة كانت في عهد والده جلالة المغفور له الملك الحسين الذي علمه كما اشارعلى احترام رؤساء الدول وتطرق الى الصداقة العائلية التي تربط سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله به عندما كان نائبا للرئيس اوباما، وتعليقا على سياسة الرئيس السابق ترامب اشار الى العالم قد خسرسنتين بسبب جائحة كورونا لافتا الى ان المسألة لا تتعلق بسياسة مختلفة وانما بطبيعة القضايا المطروحة.

*الملك ومتابعته للشأن العربي:

في كل مناسبة يؤكد جلالة الملك اهتمامه بالشأن العربي وذلك من خلال تطرقه للشان السوري وتناوله الوضع في لبنان الذي يتطلب مساع دولية للوقوف بجانبهم في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة والبحث عن خطط للذهاب بالاتجاه الصحيح الذي من شأنه الحفاظ على الانسانية، جاء في هذه النقطة رسالة ان الملك حمل معه الهم العربي كاملا لوضعه امام الرئيس الامريكي مما يثبت ان الزعيم العربي الوحيد الذي لا يتأخر عن مساندة الدول الشقيقة باعتبارها من اولوياته كما هي الاردن.

اين نجد اليوم ملكا في خضم كل الصراعات التي يشهدها وطنه صامدا يسعى لتحقيق استقراره ويفكر باستقرار الدول الاخرى وحل القضايا التي تواجه المنطقة والعالم باسم السلام و الحفاظ على الانسان بغض النظر عن العرق او الدين او اللون.
ملك نفاخر به العالم حماه الله وسدد خطاه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى