منوعات

طبيب فلسطيني ينقذ طفلة مختنقة و الأم تعترض على النشر “فيديو”

التاج الإخباري – ضجت مواقع التواصل، في فلسطين وخارجها، بمقطع فيديو أظهر لحظة نجاح طبيب من قباطية (جنين) في إنقاذ حياة طفلة من الموت، بعد أن وصلت مركزًا طبيًا في البلدة وهي تختنق. لكن الفيديو الذي حظي بثناء كبير على الطبيب، وتعاطف مع الأبوين، أثار غضب عائلة الطفلة التي أكدت لـ الترا فلسطين نشر الفيديو دون إذنها.

وقالت والدة الطفلة -التي طلبت عدم كشف هوية العائلة- إنها فوجئت بنشر فيديو لحادثة وقعت قبل نحو سنتين في مركز طبي في قباطية، مؤكدة أن العائلة لم توافق على النشر، “ولم تكن تعلم أن الطبيب سجل الفيديو عن كاميرات المراقبة في المركز لينشره بعد سنتين من الحادثة” وفق قولها.

وأعربت والدة الطفلة عن شكرها للطبيب لإنقاذ ابنته الذي “له فضلٌ كبيرٌ علينا” وفق تعبيرها، لكنها تساءلت: “لماذا نشر الفيديو اليوم بعد كل هذه المدة؟ البنت كبرت والحادثة قديمة وكنا قد نسيناها. صدمنا أكثر أننا لأنه لم يكن لدينا علم أنه سينشر الفيديو”.

وأشارت إلى أن نشر الفيديو تسبب لهم برعب وخوف في العائلة، فالأقارب والجيران حينما شاهدوا الفيديو أتوا إليها للحديث عن ردة فعل زوجها بالفيديو؛ لكن لم يكن من السهل عليها استيعاب ما يتحدثون عنه وظنت أن الحدث اليوم، ما أدى لانهيارها خوفًا على زوجها، قبل أن تشاهد الفيديو وتفهم ما حدث.

الطبيب ذهب للعائلة بعد نشر الفيديو برفقة “جاهة عائلية” للاعتذار عن النشر

وذكرت مصادر عائلية، أن الطبيب ذهب إلى العائلة بعد نشر الفيديو برفقة جاهة عائلية للاعتذار عن النشر، وطلب منهم عدم التقدم بأي شكوى ضده.

حاول الكثير التواصل مع الطبيب الذي أسعف الطفلة ونشر الفيديو على حسابه الشخصي على “فيسبوك” و”انستجرام”، إلا أنه لم يجب على الهاتف. بينما قالت العائلة إنه يرفض الحديث للإعلام.

وفي الفيديو المتداول للطفلة، نقلاً عن كاميرات المراقبة التابعة للمركز الطبي، يظهر أن تاريخ تسجيل الفيديو هو 27 آذار/مارس 2019، وهذا ما أكدته لنا العائلة.

وشكرت وزير الصحة الطبيب دون الإشارة لتاريخ الفيديو، وكرمته بلدية قباطية.

وسارعت وزير الصحة مي الكيلة إلى مشاركة منشور على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة، متحدثة فيه بفخر عن الطبيب، دون الإشارة لتاريخ الفيديو. بينما قدمت بلدية قباطية له درعًا تكريميًا “لعمله الإنساني الدؤوب والشجاع”.

من جانبه، علق الناطق باسم نقابة الأطباء رمزي أبو يمن، معترفًا بحدوث خطأ في نشر الفيديو دون الحصول على موافقة العائلة، لكنه استدرك بأنه لا يرى في الفيديو ما يحمل إساءة للعائلة أو الطفلة. وتابع، “أما الخصوصية، فهذه كاميرات خارجية، ولم تنتهك الخصوصية الشخصية (..) والحديث عن هذا الأمر بكثرة سيخلق مشكلة”.

نقابة الأطباء: لا نرى انتهاكًا للخصوصية الشخصية في الفيديو، وبإمكان العائلة التقدم بشكوى لدينا

ولم ينس أبو يمن تقديم الشكر للطبيب على دوره، لكنه أشار إلى أنه في حال رأت العائلة أنها ظلمت، فبإمكانها أن تتقدم بشكوى رسمية لدى نقابة الأطباء، مضيفًا، “لكي نحكم على القصة نحن بحاجة لأن نسمع من طرفين، وليس من طرف واحد”.

ماذا يقول القانون في هذه الحالة؟ توجهنا بالسؤال للخبير الإعلامي في الشأن القضائي ماجد العاروري، فأوضح لنا أن الأطفال (دون سن 18 سنة) محميون بموجوب حقوق الطفل، ولا يجوز نشر أي صورة تتعلق بهم دون الحصول على موافقة مسبقة وكاملة من ذويهم، برغبتهم بالنشر.

خبير قانوني: الخصوصية هنا مزدوجة، أولاً لأنها طفلة، وثانيًا لأن الحالة الطبية ملكٌ شخصيٌ

وأضاف العاروري، أن حماية الخصوصية في مثل هذه الحالات تصبح ازدواجية، أولاً لأنه طفلٌ ويجب أن يتمتع بالحماية، وثانيًا لأن الحالة الطبية هي ملكٌ شخصيٌ ولا يجوز لأي أحد نشر أي معلومات طبية عنها سوى بالموافقة الشخصية للمريض.

وأكد العاروري، أن الخصوصية حسب القانون محمية، ولا تسقط بالتقادم، وفي حال اختراقها تستوجب حق التعويض المدني، مضيفًا، “في حال كانت ملامح الطفل مخفية ولم يعلن عن هويته لا أميل إلى اعتبار ذلك انتهاكًا للخصوصية”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى