أخبار الأردناهم الاخبار

اكسبو ليسَ صدمة.. بل جرسٌ يُقرَع ورسالةٌ ربما تكونُ الأخيرة يا مؤتمنين!!

التاج الإخباري – عدي صافي

تعاطى الشعب الأردني مع ما اعتبر فضيحةً في اكسبو دبي خلال الأيام الماضية، معتبرين أن ما جرى جرسٌ قرعَ نفسه بنفسه؛ لينبأ الجميع أن الفشل بالإدارة العامة وصلَ الى حدٍ غير مسبوق

الجميع ادرك ومنذ زمن أن الحكومات المتعاقبة لا تسمع؛ فقد كانَ ذلكَ جلياً في هجر الإنتخابات باعتبار المجلس وفقَ رؤيتهم لا يغني ولا يسمن، والشباب المعطل عن العمل يبدو يأسه واضحاً حينَ يحلم – أي حلم غيرَ الهجرة وفراق البلد، وطموح الهجرة رسالة اخرى على ان الجميع يعرف اين وصلنا من الفشل!!

لا يمكن ان نعتبر ما جري في اكسبو دبي ٢٠٢٠ صدمة للشارع؛ فالجميع يدرك الواقع، إلا ان الحادثة قامت بتعميق الجرح ما اجبر المواطن على الصراخ من الألم وطمعاً بالتعبير عما يجول في خاطره!

اكسبو اعادت شريط الإخفاقات والخيبات والتراكمات المتتابعة على مدار سنوات، الخيبات التي خلفها المؤتمنين على مصلحة البلد او هذا ما يعتقد حولهم!

لا يؤلمنا ما حدث في اكسبو بقدر ما نتألم عندما نستذكرُ وطننا قبل سنوات- الوطن الذي كنّا نتغنى بهِ بحسن الإدارة وبالتفوق الطبي وبصروح العلم الشامخة- الوطن الذي بني بتضحيات الآباء والأجداد الذين قدموا اعمارهم خدمةً للوطن واملاً برؤيته يعلو ويشرق بينَ الأمم…

المتحدثون في اكسبو والذين اساؤا لتاريخ الوطن ما هم إلا ثلة من المئات الذين يوضعون يوماً بعد يوم في اماكن صنع القرار، متربعين على مقاعدٍ هم ليسوا اهلاً لها، وممتلكين صلاحيةٍ لا يستطيعون استخدامها لرفعة الوطن- ما حدث رسالة على انّ من يستحق لا يأخذ حقه في وطننا الذي ينزف…

لا أطلب من المؤتمنين على الوطن ان يعرفوا تاريخ الأردن الذي عاصر الآزمان منذ العصر الحجري مرورا بالعصر الباليوليثي و النيوليثي والحديدي والفارسي والروماني والإسلامي والحديث!
تاريخ الثورة والمعارك، تاريخ الرجال والإنجازات بل وحتى التهديدات والإغتيالات، تاريخ العلم والتحضر والسياسة، تاريخ الحسين الباني والشريف والملك المؤسس والملك الذي يحمل عبئ الأمة ووصفي وووو أنا لا أحفظُ الأسماء والأوطانُ تبقى ولا ترحل…
بل أطلب منهم أن يستمعوا إلى الجرس الذي يقرع، وان يحفظوا الأمانة التي يحملون…

يا مؤتمنين، عُلمت فى صغري بأن وطني شرفي وناصيتي وعنواني، وكنا فى مدارسنا نردد بعض الحان نغنى بيننا مثلا: أردنُ أرضَ العزمِ أغنيةَ الظبا.. نبت السيوف وحدُّ سيفكَ ما نبا…
اكسبو رسالة وربما أخر رسالة، وعليكم ان تقرؤوها جيداً…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى