التاج الإخباري – غالبًا ما يستحضر مصطلح “الأطعمة الخارقة” صورًا لأطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي تعد بالكثير من الفوائد الصحية، بدءًا من تقليل مخاطر الأمراض المزمنة وصولاً إلى تحسين وظائف الدماغ.
ومع ذلك، يحذر خبراء التغذية من الاعتماد الكلي على هذه الأطعمة العصرية، ويقترحون أن النظام الغذائي المتوازن الذي يعتمد على الأطعمة الطبيعية هو النهج الأكثر فعالية.
وبحسب تقرير نشره موقع “ميرور” البريطاني، يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في العديد من الأطعمة التي تُسمى بـ”الأطعمة الخارقة” في مكافحة الأضرار التي تسببها الجزيئات “غير المستقرة” في الجسم، مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، والتهاب المفاصل، وحالات صحية أخرى.
لكن في نفس الوقت، فإن أي طعام واحد مهما كانت كثافته الغذائية، لا يمكن أن يعوض عن نظام غذائي صحي بشكل عام.
وأشارت اختصاصية التغذية فيكتوريا تايلور إلى أن مصطلح “الأطعمة الخارقة” هو في الأساس أداة تسويقية. وأضافت: “هو مصطلح تسويقي تم ابتكاره للمساعدة في بيع المنتجات”.
ولا يزال هذا المصطلح مستخدمًا على نطاق واسع في وسائل الإعلام، ويشير غالبًا إلى مجموعة من الأطعمة مثل الخضروات الشائعة مثل البروكلي وحتى الخيارات الأكثر غرابة، مثل حبوب الطلع.
وأكدت تايلور على أهمية النظر إلى الملف الغذائي الكامل للأطعمة، وقالت: “سواء احتوت على طعام خارق أم لا، فإن المنتجات مثل الحلويات، والعصائر، والمشروبات غالبًا ما تحتوي على دهون وسكريات وملح مضاف، مما يقوض أي فوائد صحية محتملة للمكونات الخارقة”.
ومع تزايد هوس وسائل التواصل الاجتماعي بالأطعمة الخارقة، كما يتضح من زيادة البحث عن المصطلح في تيك توك بنسبة 123٪، يتساءل العديد ما إذا كانت هذه الأطعمة تستحق هذا الضجيج.
الأفوكادو
أصبح الأفوكادو حديث وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ينسب المستخدمون إليه فوائد تعزيز القدرة الدماغية بفضل محتواه العالي من فيتامين E.
ومع ذلك، تشير اختصاصية التغذية كارولين هند إلى أنه في حين أن الأفوكادو يمكن أن يسهم في صحة الدماغ، فإنه ليس ضروريًا.
وقالت هند: “يمكن لمجموعة متنوعة من المكسرات، والبذور، والخضروات الخضراء أن توفر أيضًا فيتامين E والفيتامينات B التي تدعم الدماغ والموجودة في الأفوكادو”.
الماتشا
اكتسب مسحوق الشاي الأخضر الماتشا شعبية كبيرة بفضل فوائده المحتملة في تقليل التوتر وتحسين نوعية النوم بفضل محتواه العالي من L-theanine.
ومع ذلك، أوضح خبير صحة الدماغ جيمس روي أنه بينما قد تقدم الماتشا بعض الفوائد الطفيفة مقارنةً بالشاي الأخضر العادي، فإن كلا المشروبين يوفران فوائد معرفية مماثلة.
وقال روي: “قد يكون للماتشا بعض الأفضلية بفضل تركيزها الأعلى من بعض المركبات، لكن الفروقات ليست دراماتيكية”.
توت الأساي
غالبًا ما يتم الإشادة بتوت الأساي لقدرته المحتملة في تعزيز الذاكرة وتوفير الحماية العصبية. ومع ذلك حذر روي من أن الفوائد الدماغية المحددة لتوت الأساي ما زالت قيد البحث، ويجب التعامل مع تأثيراته المعرفية بحذر.
بدائل غنية بالعناصر الغذائية
بينما تحظى العديد من الأطعمة الخارقة بإشادة كبيرة بفضل الفوائد الصحية المفترضة، يقترح الخبراء أن هناك بدائل عملية توفر مزايا غذائية مشابهة دون التكلفة العالية أو الضجة الإعلامية.
الخضروات الورقية الخضراء
تعد الخضروات مثل الكالي، والسبانخ، واللفت، والبروكلي غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للدماغ مثل فيتامين K، واللوتين، وحمض الفوليك، وبيتا كاروتين، التي تساعد على إبطاء التدهور العقلي.
الأسماك الدهنية
تحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة الخفيفة على أحماض أوميغا 3 الدهنية الضرورية لصحة الدماغ، وقد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر ويُنصح بتناول حصتين أسبوعيًا.
التوت
تساعد الفلافونويدات الموجودة في التوت، خصوصًا التوت الأزرق، على تحسين الذاكرة وتأخير التدهور العقلي، فإن حصتين من التوت الأزرق أسبوعيًا تساعد في الحفاظ على هذه الفوائد.
الشاي والقهوة
يمكن للكافيين بجرعات معتدلة أن يعزز الذاكرة طويلة الأمد والانتباه، بالتالي فإن فنجاناً من القهوة أو الشاي في الصباح قد يكون مفيدًا.
الجوز
يعتبر الجوز مصدرًا غنيًا بالدهون الصحية وأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تعد مفيدة لصحة القلب والدماغ.
وبينما يمكن أن تكون الأطعمة الخارقة جزءًا من النظام الغذائي الصحي، ينصح الخبراء بالتركيز على مجموعة واسعة من الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية بدلاً من الاعتماد على عدد قليل من المكونات العصرية لتعزيز الصحة.
