صحة وجمالنبض

“احتراق نفسي”.. كيف تهرب من دوامة الإرهاق قبل أن تبتلعك

التاج الإخباري – هل تجد نفسك عالقاً بين متابعة رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، أو بين محاولات إنجاز قائمة مهام يومية مرهقة؟

إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك، إذ يعاني الكثيرون من متطلبات الحياة الحديثة التي تفرض ضغوطاً يومية هائلة، قد تؤدي إلى الشعور بـ “الإرهاق المزمن”.

تقول ليندا بلير، اختصاصية علم النفس ومؤلفة كتاب مفتاح الهدوء: “أرى ذلك كثيراً في عيادتي”. وتضيف أن البعض يشعر بالعجز، غير قادر على اتخاذ قرار بما يجب فعله أولاً، ما يؤدي إلى تراكم المهام وزيادة الشعور بعدم الكفاءة.

وتوضح: “المشكلة ليست في طبيعة المهام، بل في حجمها وعددها”. وتعتقد بلير أن الإدمان على الشاشات أدى إلى تقليل قدرة الناس على التركيز، إذ أصبحنا نعيش في عصر يزداد فيه تعدد المهام، رغم أن الدراسات تؤكد أن الإنسان غير قادر فعلياً على أداء أكثر من مهمة واحدة في الوقت ذاته.

ومن جهتها، توضح “في بغيتي”، اختصاصية الأعصاب ومؤلفة كتاب إصلاح الهاتف: “الإرهاق يحدث عندما تتجاوز المتطلبات قدرتنا على التكيف، سواء على المدى القصير أم الطويل”.

مشيرة إلى أن الهواتف الذكية والتكنولوجيا تعزز من هذا الشعور، إذ توفر وسيلة لملء كل لحظة فارغة، ولكنها ليست السبب الرئيسي دائماً، وتقول إن “الأمر مرتبط بعدد الأدوار التي نحاول القيام بها في آن واحد، والضغط المتزايد للوفاء بجميع هذه المتطلبات”.

والإرهاق لا يتوقف عند التأثيرات النفسية فقط، فهو يؤثر أيضاً على الدماغ والجسد. وتشير بغيتي إلى أن الإرهاق يؤدي إلى استنزاف طاقة الدماغ، ما يؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات وتنظيم المشاعر.
وتضيف: “يمكن أن يصبح الأشخاص أكثر عرضة للتسويف واتخاذ قرارات عشوائية أو السعي وراء مكافآت قصيرة الأمد، مع زيادة التفكير السلبي وضعف القدرة على التركيز والذاكرة”.

ولمواجهة هذا التحدي، توصي بلير بأخذ فترات راحة متكررة وإعادة السيطرة على الجدول اليومي. وتشدد على أهمية النوم الجيد لإعادة شحن الطاقة.
أما أليس بويز، مؤلفة كتاب الإنتاجية الخالية من الضغط، فتقترح تحديد الأولويات والتركيز على اتخاذ أفضل قرار ممكن في اللحظة الراهنة. وتقول: “أحياناً، يكفي البدء بخطوة صغيرة لتحريك عجلة الإنتاجية”.

ويشير الخبراء إلى أن الحل الأساسي هو في “تقبل محدودية طاقتنا العقلية” ووضع توقعات واقعية لأنفسنا. وكما تقول بغيتي: “علينا أن نتذكر أن الطاقة العقلية “ليست” غير محدودة، وعلينا أن نحافظ عليها بحكمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى