صحة وجمال

“مدافئ الحطب العصرية”.. عنوان للرفاهية أم كارثة صحية؟

التاج الإخباري – حذّر تقرير جديد صادر عن معهد الدراسات المالية (IFS) من أن مدافئ الحطب، التي أصبحت رمزاً للرفاهية والعصرية، تعد الآن المصدر الأكبر للتلوث الجوي الأخطر في المملكة المتحدة، المعروف بجزيئات PM2.5.

وقد شهدت البلاد انخفاضاً ملحوظاً في التلوث الناتج عن النقل البري والصناعات الثقيلة مثل صناعة الصلب، ما جعل أجزاءً منها تتمتع بأنقى هواء منذ عقود.

لكن في المقابل، ارتفع استخدام مدافئ الحطب، وهو ما أدى إلى زيادة انبعاثات هذه الجزيئات الدقيقة الخطيرة.

ووفقاً للتقرير، تمثل 29% من انبعاثات PM2.5 في عام 2022 ناتجة عن حرق الأخشاب والوقود المنزلي، مقارنةً بـ 17.9% من النقل البري، و16.5% من العمليات الصناعية.

ومن المثير للقلق أن الحرق المنزلي هو المصدر الوحيد الذي ارتفعت انبعاثاته منذ عام 2003، حيث تُعزى ثلاثة أرباع هذه الانبعاثات إلى مدافئ الحطب.

الأضرار الصحية الخطيرة

تُعد جزيئات PM2.5 أحد أكثر ملوثات الهواء تأثيراً على الصحة، حيث تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي.

الأطفال المعرضون لهذه الجزيئات هم أكثر عرضةً للإصابة بالربو وضعف وظائف الرئة، إذ تتسلل هذه الجزيئات الدقيقة إلى الرئتين وتدخل مجرى الدم.

وأشار التقرير إلى أن بعض مدافئ الحطب، حتى تلك الحاصلة على شهادة “التصميم البيئي”، تنتج تلوثاً أعلى بـ 450 مرة من أنظمة التدفئة المركزية بالغاز، بينما تنتج المدافئ القديمة المحظورة الآن تلوثاً أعلى بـ 3,700 مرة، بحسب دراسة أُجريت عام 2022، وأوردها البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في بريطانيا.

تفاوتات اجتماعية في التعرض للتلوث

كشف التقرير أيضاً أن المجتمعات ذات الدخل المنخفض ما زالت تعاني من مستويات أعلى من التلوث مقارنة بالمناطق الغنية. في عام 2023، حيث واجه السكان في المناطق الأكثر فقراً تركيزات أعلى من PM2.5 بنسبة 8% مقارنة بالمناطق الأغنى.

لكن التقرير أشار إلى تقلص فجوة التلوث بين الأقليات العرقية والمجتمعات البيضاء، إذ انخفضت نسبة تعرض الأقليات للتلوث من 13% في عام 2003 إلى 6% في عام 2023، ويرجع ذلك إلى انتقال بعض الأقليات إلى مناطق أقل تلوثاً، وتحسن جودة الهواء في المدن الكبرى مثل لندن وبرمنغهام.

واختتم التقرير بالتأكيد على أهمية مواصلة العمل للحد من تلوث الهواء لضمان صحة أفضل للسكان وتقليل الفجوات الصحية بين الفئات المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى