التاج الإخباري – يُعد التدخين أحد أخطر العوامل المهددة للصحة العامة، حيث تشير بيانات اللجنة الوطنية للوقاية من التدخين (CNPT) إلى أنّه يتسبب في وفاة نحو 52,000 شخص سنوياً في إسبانيا. ويُعتبر التدخين أهم عامل خطر للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، إذ تزيد احتمالية الإصابة بالأمراض التاجية لدى المدخنين ثلاث مرات مقارنةً بغيرهم.
علاقته بأمراض القلب
وفقاً لأبحاث صادرة عن مؤسسة القلب الإسبانية، فإن تدخين سيجارة واحدة يومياً يرفع مخاطر الإصابة بالأمراض التاجية أو السكتة الدماغية بنسبة تصل إلى نصف المخاطر التي يتعرض لها المدخنون، الذين يستهلكون 20 سيجارة يومياً.
ولكن الخبر السار هو أنّ الضرر القلبي الناتج عن التدخين قابل للتراجع إذا ما توقف الشخص عن التدخين.
وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون كوريون ونُشرت في مجلة JAMA أنّ الوقت الذي يحتاجه القلب للتعافي يعتمد على كمية التدخين ومدة التعاطي.
استندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 100,000 شخص من المدخنين السابقين، الذين تمّت متابعتهم على مدار أربعة عقود، وأكثر من 4 ملايين شخص لم يدخنوا قط.
وخلص الباحثون، إلى أنّ العلاقة بين التدخين ومخاطر الأمراض القلبية الوعائية تتوقف على “الجرعة”، فالمدخنون الذين لم يستهلكوا كميات كبيرة من السجائر تمكنوا من تقليل مخاطرهم بسرعة نسبية بعد الإقلاع عن التدخين، بينما احتاج المدخنون الذين استمروا لأكثر من ثماني سنوات إلى ما يصل إلى 25 عاماً لتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
الإقلاع عن التدخين وتأثير العمر
بحثت دراسة أخرى نشرتها مجلة American Journal of Preventive Medicine في تأثير الإقلاع عن التدخين على متوسط العمر المتوقع حسب سن التوقف. وجدت الدراسة أنّ المدخنين الذين يتوقفون عن التدخين في سن 35 عاماً قد يربحون في المتوسط ثمانية أعوام إضافية من الحياة مقارنة بمن يستمر في التدخين.
أما في الحالات المتقدمة، فإنّ الإقلاع عن التدخين في سن 65 عاماً يضيف ما متوسطه 1.7 عام، بينما قد يربح من يتوقف في سن 75 عاماً نحو 0.7 عام.
وتظهر الدراسات أنّ الوقت اللازم لتعافي القلب من أضرار التدخين يعتمد على الكمية والعمر، لكن الإقلاع عن التدخين في أي مرحلة، يساهم في تحسين الصحة وإطالة العمر.
ويراها الخبراء بأنها دعوة للتغيير، وفرصة للتعافي.