صحة

أدوية تُعيد ذكرياتك المفقودة!

التاج الإخباري – هل سبق لك أن نسيت شيئًا مهمًّا بعد ليلة نوم سيئة؟، قد لا يكون هذا النسيان دائمًا علامة على ضعف الذاكرة، بل قد يكون نتيجة لقلة النوم!

إذ خلصت دراسة جديدة بأمل استعادة الذكريات المفقودة بسبب قلة النوم، وذلك باستخدام أدوية موجودة بالفعل تستخدم لعلاج الربو والعجز الجنسي.

وتُشير نتائج هذه الدراسة إلى أن قلة النوم قد تؤدي إلى “إخفاء” الذكريات بدلاً من فقدانها بشكل نهائي، وأن هذه الذكريات المخفية يمكن استعادتها باستخدام الأدوية المناسبة.

ففي البحث الذي قُدم في منتدى الاتحاد الأوروبي لجمعيات علوم الأعصاب (FENS) لهذا الشهر في العاصمة النمساوية فيينا، حدد الباحثون أدوية موجودة يمكنها استعادة الذكريات، التي يُعتقد أنها فقدت بسبب قلة النوم.

وقال الدكتور روبرت هافيكيس، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب بجامعة خرونينجن في هولندا: في دراساتنا الجديدة، بحثنا ما إذا كان بإمكاننا عكس فقدان الذاكرة المكانية والاجتماعية.

ويوضح الدكتور، أن الذاكرة المكانية هي ذاكرتنا قصيرة المدى وطويلة المدى للأماكن والأحداث والأشياء في العالم، وهي الطريقة التي نتذكر بها الطريق إلى محل البقالة، ونعثر على الأشياء بعد أن نضيعها.

وتمكننا الذاكرة من تمييز وجه مألوف عن وجه لا نعرفه، لذلك لا يمكننا فقط الدخول في علاقات مجدية، ولكن أيضًا التعبير عن استجابات سلوكية مناسبة بناءً على الذاكرة السابقة.

مع التركيز على الذاكرة، أعطى الباحثون الفئران خيار التفاعل مع إخوتها أو فأر لم يسبق لها مقابلته، وفي العادة، تفضل الفئران التفاعل مع الفأر غير المعروف على إخوتها، ثم في اليوم التالي، تقضي وقتًا مشابهًا مع إخوتها والفأر الذي قابلته حديثًا والذي يُعتبر الآن مألوفًا. 

ووجد الباحثون أن الفئران التي عانت قلة النوم بعد مقابلة الفأر غير المعروف للمرة الأولى، تتفاعل معها في اليوم التالي كما لو كانت المرة الأولى؛ ما يوحي بأن أول لقاء قد تم نسيانه.

وهنا، استخدم الباحثون تقنية البصريات الوراثية، وهي تقنية تستخدم الضوء للتحكم في نشاط الخلايا العصبية المحددة، لتحديد الخلايا العصبية التي شكلت ذاكرة مقابلة الفأر المحددة وأعادت تنشيط بصمتها، واستعادت الذاكرة الاجتماعية المخفية للفئران لهذا اللقاء الأول.

ووجدوا أن دواء (روفلوميلاست) يباع باسم (داكساس، داليرسب وغيرهما)، والذي يستخدم لتقليل تهيج وتورم مجرى الهواء في الربو الشديد والانسداد الرئوي المزمن (COPD)، له التأثير نفسه الذي يستعيد الذاكرة الاجتماعية. وأيضا الذاكرة المكانية من خلال دواء  الفاردينافيل (ليفيترا وغيرها)، والذي يستخدم لعلاج العجز الجنسي.

وقال هافيكيس ” لقد تمكنا من إظهار أن قلة النوم تؤدي إلى فقدان الذاكرة حال ذكريات التعرف المكانية والاجتماعية المحددة. يمكن عكس هذا فقدان الذاكرة بعد أيام من حدث التعلم (اللقاء)  الأول مع قلة النوم باستخدام أدوية موجودة بالفعل.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذا البحث ما زال في مراحله المبكرة، ولم يتم اختباره بعد على البشر. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج وتحديد السلامة والفاعلية طويلة المدى لهذه الأدوية في علاج فقدان الذاكرة بحسب ما نشر موقع New Atlas. ويُقدم هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة لعلاج فقدان الذاكرة المرتبط بقلة النوم، بما في ذلك فقدان الذاكرة المرتبط بمرض الزهايمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى