صحة

متلازمة التعب المزمن.. أسباب “مبهمة” وسلسلة من الأعراض الجسدية والنفسية

التاج الإخباري – بات مثبت علميًا أن مرض التهاب الدماغ والنخاع العضلي، المعروف باسم “متلازمة التعب المزمن” ME/CFS، أكثر شيوعًا لدى النساء، ويميل إلى التطور بين منتصف العشرينات ومنتصف الأربعينات.

وباختصار، هذه المتلازمة هي حالة طويلة الأمد مع مجموعة واسعة من الأعراض، أكثرها شيوعًا هي التعب الشديد، وتؤثر على أي شخص، بما في ذلك الأطفال، لكن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بمرتين إلى 4 مرات.

عدد المصابين بهذه المتلازمة كبير، فمثلاً في الولايات المتحدة تشير التقديرات إلى أن نحو 3.3 مليون شخص يعانون من متلازمة التعب المزمن، مع تقدير أن 9 من كل 10 مصابون لم يتم تشخيصهم بعد.

ما هي متلازمة التعب المزمن؟

متلازمة التعب المزمن هي التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل، وهو مرض بيولوجي يؤثر على العديد من أجزاء الجسم، ويسبب تعبًا شديدًا لا يتحسّن بالراحة، ومشاكل في التفكير والنوم، ودوخة، وألمًا، والعديد من الأعراض الأخرى.

وقد يزداد “ME/CFS” سوءًا بعد القيام بأي نشاط بدني أو عقلي، ويُطلق على هذا العرض اسم توعك ما بعد الجهد (PEM)، ليس هذا فحسب، بل إن المصابين بها بعد أن يجهدوا أنفسهم قد يحتاجون إلى البقاء في السرير لفترة طويلة.

ووفقا لموقع CDC فإن حوالي 1 من كل 4 أشخاص مصابين بالـ ME/CFS يظلون في الفراش في مرحلة ما من مرضهم.

وتتميز هذه المتلازمة بأن التعب الشديد يستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، ولا يختفي بالراحة في الفراش، وإن كانت الأدوية وتغييرات النظام الغذائي ونمط الحياة قد تساعد في إدارة الأعراض.

أعراض متلازمة التعب المزمن عند النساء

تتشابه أعراض متلازمة التعب المزمن مع أعراض بعض الأمراض الأخرى، لذلك من المهم الخضوع للفحص الطبي للحصول على التشخيص الصحيح.

وذكر موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة أن الأعراض الشائعة للمتلازمة، سواء للرجال أو النساء، تشمل:

– الشعور بالتعب الشديد طوال الوقت

– الشعور بالتعب بعد الراحة أو النوم

– أخذ وقت طويل للتعافي بعد النشاط البدني

– الأرق المزمن

– مشاكل في النوم، مثل الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل

– مشاكل في التفكير والذاكرة وانخفاض التركيز

بينما تتضمن قائمة الأعراض الأكثر شراسة للمتلازمة، ما يلي:

– آلام العضلات أو المفاصل

– الشعور بالدوار

– الصداع

– التهاب في الحلق

– أعراض تشبه علامات الإنفلونزا

– ضربات قلب سريعة أو غير منتظمة 

ما أسباب متلازمة التعب المستمر؟

أوضح موقع “healthline” أن سبب المتلازمة غير معروف، لكن الباحثين يتوقعون أن العوامل المساهمة قد تشمل ما يلي:

– الإصابة بالفيروسات

– ضعف جهاز المناعة

– الضغط النفسي

– الاختلالات الهرمونية

– العوامل الوراثية

وذكر الموقع المختص أن بعض الالتهابات الفيروسية التي تمت دراستها فيما يتعلق بمتلازمة التعب المزمن تشمل تلك الناجمة عن:

– فيروس إبشتاين بار (EBV)

– فيروس الهربس البشري 6

– فيروس نهر روس (RRV)

– فيروس الحصبة الألمانية

تمت أيضًا دراسة الالتهابات التي تسببها البكتيريا، بما في ذلك الكوكسيلا البورنيتية والمفطورة الرئوية، فيما يتعلق بمتلازمة التعب المزمن.

وقد يعاني بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن من نقص الفيتامينات، بما في ذلك فيتامين ب2 (الريبوفلافين) أو ب12، ولكن من غير الواضح ما إذا كانوا يتحسنون باستخدام مكملات الفيتامينات.

هل متلازمة التعب المزمن مرض خطير؟

تعد متلازمة التعب المزمن مرضًا خطيرًا طويل الأمد يؤثر على العديد من أجهزة الجسم في آن واحد، ويترك المرضى غير قادر على أداء أنشطتهم المعتادة، وقد يصل الأمر إلى صعوبة النهوض من السرير أحيانًا.

وأوضح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن “متلازمة التعب المزمن تعد مرضًا خطيرًا، وغالبًا ما تستمر طويلًا وتجعل الجهد البدني والعقلي يبدو صعبًا”.

تأثير متلازمة التعب المزمن على الحياة اليومية

تعبث متلازمة التعب المزمن بحياة مرضاها لأسابيع وربما أشهر، وتتركهم غير قادرين على أداء أبسط مهامهم اليومية، بل تحيل أبسط وأجمل الأشياء الروتينية مثل النوم إلى أمر صعب المنال.

وأوضح موقع webmd أنه في حالة الإصابة بالمتلازمة قد يكون من الصعب القيام حتى بالروتين الصباحي البسيط، مثل الاستحمام.

وشرح أنه “على الرغم من أن الحفاظ على اللياقة البدنية يعد جزءًا مهمًا من صحتك العامة، إلا أن التمارين الرياضية يمكن أن تكون مشكلة صعبة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ME/CFS، لأن أي تمرين يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق”.

وذكر موقع denver-doctor أن “معظم الناس يفترضون أنه عندما تعاني من التعب المزمن، فإن كل ما تفعله هو النوم، لكن ليس هذا هو الحال للمصابين بالمتلازمة حيث يكونون غير قادرين على الحصول على النوم”.

وشرح أنه “نتيجة للتعب المزمن لا يتمكن العديد من الأشخاص من العمل أو التواصل الاجتماعي أو الاعتناء بأنفسهم بشكل صحيح”.

مدة التعافي من متلازمة التعب المزمن

كشف موقع betterhealth أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن متلازمة التعب المزمن تعد مرضًا مدى الحياة؛ إذ يصبح الشفاء التام (العودة إلى الأداء الوظيفي السابق للمرض) أمرًا نادرًا ويقدر بأقل من 10% من الحالات.

لكن بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن، فإنه مع مرور الوقت قد تتحسن حالاتهم، ويستطيعون القيام بالمزيد من المهام، لكنها عملية بطيئة وتدريجية. 

وتابع الموقع: هذا ليس هو الحال بالنسبة للجميع؛ إذ يجد بعض الأشخاص أن مرضهم يتفاقم بمرور الوقت، وقد يظل البعض الآخر مستقرًا إلى حد ما، ما يعني أن قصة التعافي تختلف من شخص لآخر وليست ذات سياق واحد أو متشابه.

تشخيص متلازمة التعب المزمن

ذكر موقع CDC أنه من الصعب تشخيص متلازمة التعب المزمن لعدد من الأسباب، من بينهما عدم وجود اختبار محدد لـME/CFS، وتشابه أعراضها مع العديد من الأمراض الأخرى، فضلاً عن كون المرض غير متوقع، وقد تأتي الأعراض وتذهب، أو قد تكون هناك تغييرات في مدى شدة الأعراض مع مرور الوقت.

وأوضح أن من يشعر بأعراض هذه المتلازمة عليه التوجه لطبيب مختص لإجراء فحص طبي شامل، للتمييز بين ME/CFS والأمراض الأخرى.

ويتضمن الفحص الطبي طرح العديد من الأسئلة حول التاريخ الصحي للمريض ومرضه الحالي، وقد يسأله عن عدد مرات ظهور الأعراض وشدتها، ومدة استمرارها، وكيفية تأثيرها على حياته.

ويعد استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للإرهاق جزءًا أساسيًا من عملية التشخيص؛ إذ تتضمن بعض الحالات ذات الأعراض التي تشبه أعراض متلازمة التعب المزمن ما يلي:

– عدد كريات الدم البيضاء

– مرض لايم

– التصلب المتعدد

– الذئبة (SLE)

– قصور الغدة الدرقية

– فيبروميالجيا

– اضطراب اكتئابي حاد

– السمنة الشديدة

– اضطرابات النوم

علاج متلازمة التعب المزمن

وفقًا لموقع nhs.uk فإنه لا يوجد علاج، حاليًا، لمتلازمة التعب المزمن، لكن هناك بعض الأدوية التي تعمل على تخفيف الأعراض، ويعتمد وصفها على طبيعة الحالة وتأثيرها على المريض، وتشمل:

– العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يتضمن نصائح لإدارة النشاط وكيفية الاستفادة القصوى من الطاقة المتوفرة لدى المريض دون تفاقم الأعراض، بهدف تحقيق التوازن بين الراحة والنشاط لتجنب حالة الإرهاق الشديد.

– دواء للسيطرة على الأعراض: مثل الألم ومشاكل النوم

– العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة: قد تساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل الأعراض، مثل الحد من تناول الكافيين للنوم بشكل أفضل، وتخفيف الأرق، مع تجنب النيكوتين والكحول.

ووفقًا للهيئة الصحية البريطانية، فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من ME/CFS تتحسن حالاتهم بمرور الوقت، خاصة مع العلاج، لكنهم يحتاجون إلى تكييف روتينهم اليومي ونمط أنشطتهم على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى