صحة

هل من السيئ أن تكافئ نفسك بالطعام؟.. إليك ما يقوله الخبراء

التاج الإخباري – في الثقافة المعاصرة، أصبحت فكرة مكافأة النفس بالطعام رائجة، ويُنظر إليها على أنها ممارسة حميدة مرتبطة بلحظات الإنجاز أو الرعاية الذاتية.

ومع ذلك، يوجد تحت الفعل تشابك معقّد بين الديناميكيات النفسية، كما أبرز المعالجون والخبراء في هذا المجال.

وبحسب تقرير نشره موقع “huffpost”، غالبًا ما يكون الأفراد مشروطين بربط الطعام بالمكافأة، سواء كان ذلك حفل بيتزا للإنجاز الأكاديمي أو مكافأة لحيوان أليف أحسن التصرف.

ومع ذلك، كبالغين، يمكن أن تظهر هذه الممارسة في أشكال مختلفة، من الانغماس في وجبة خفيفة مفضلة بعد الانتهاء من المهمة إلى البحث عن العزاء في الطعام بعد يوم مليء بالتحديات.

ويؤكد المتخصصون في اضطرابات الأكل على الطبيعة الدقيقة لاستخدام الطعام كمكافأة، ففي حين أنه قد يبدو غير ضار بالنسبة لبعض الأفراد، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المواقف غير الصحية تجاه الطعام بالنسبة لمن لديهم تاريخ من اضطراب الأكل.

لهذا، فإن النظر إلى بعض الأطعمة على أنها مكافآت يعزز الانقسام بين الأطعمة “الجيدة” و”السيئة”، وبالتالي يؤكد العلاقة غير الصحية مع الأكل.

كما أكد المتخصصون على الضرر المحتمل في ربط أطعمة معينة بالإنجاز، إذ يمكن أن تؤدي مثل هذه الممارسات إلى اضطراب الأكل العاطفي، حيث يتشابك الطعام مع الشعور بالذنب أو التقييد، مما ينتقص في النهاية من اتباع نهج متوازن في التغذية.

وحذَّر المتخصصون من الشعور بالذنب الذي قد يصاحب الانغماس في الطعام خارج لحظات المكافأة المحددة، اذ يؤدي الضغط المجتمعي للالتزام بالمعايير الغذائية الصارمة إلى تفاقم هذا الشعور، مما يؤدي إلى إدامة دائرة من القلق المحيطة باستهلاك الغذاء.

وتشير الدراسات الاستقصائية الأخيرة إلى انتشار ثقافة استهلاك الوجبات الخفيفة ومراقبة الوزن في أمريكا، مما يدل على انشغال مجتمعي أوسع بالطعام وصورة الجسم.

ومع ذلك، يحذّر المعالجون من استخدام الطعام كآلية للتعامل مع الاضطراب العاطفي، ويدعون إلى اتباع نهج شامل للرفاهية.

وللتخفيف من الأثر السلبي لاستخدام الغذاء كمكافأة، يقترح الخبراء أشكالاً بديلة من الحوافز المتجذرة في الرعاية الذاتية بدلاً من الطعام، حيث توفر الأنشطة مثل الاستماع إلى البودكاست المفضل أو الانغماس في حمام مريح مكافآت ملموسة دون إدامة المواقف غير الصحية تجاه الطعام.

علاوة على ذلك، يؤكد الخبراء على أهمية معالجة المشكلات العاطفية الأساسية التي قد تدفع إلى الاعتماد على الطعام من أجل الراحة.

وبدلاً من السعي إلى الحصول على الراحة من خلال المكافآت، فإن تنمية قبول الذات والرضا تشكل حجر الزاوية لعلاقة أكثر صحة مع الذات.

وبهذا، في حين أن ممارسة مكافأة النفس بالطعام قد تبدو غير ضارة ظاهريًا، إلا أنها تحمل آثارًا نفسية عميقة.

ومن خلال تعزيز فهم أكثر دقة للعلاقة بين الطعام والعواطف والرعاية الذاتية، يمكن للأفراد تطوير نهج أكثر صحة للتغذية والرفاهية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى