اهم الاخبارصحة

اليوم العالمي للصحة النفسية.. أرقام صادمة عن الانتحار والمعاناة

التاج الإخباري – يحل اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يُقام 10 أكتوبر/ شرين الأول من كل عام، في ظرف استثنائي يشهد تفشي جائحة كورونا، ما فرض مزيدا من الضغوط على البشر وعمق من آلام مرضى الاضطرابات النفسية والاكتئاب والتوحد وأضفى تحديات ومسؤوليات جديدة على العاملين في مجال الرعاية الصحية.

والصحة النفسية أساسا من المجالات المهملة رغم أهميتها القصوى، في ظل معاناة نحو مليار شخص من الاضطرابات النفسية وانتحار شخص كل 40 ثانية ووفاة 3 ملايين سنوياً نتيجة تعاطي الكحول. وتتضاعف أهمية الاستثمار في هذا المجال مع تأثر المليارات بجائحة “كوفيد-19” واندلاع الحروب في بعض البلدان وانتشار الأحداث المأساوية الطارئة كالانفجارات المدوية والحرائق الضخمة.

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من مليار شخص يعانون من الاضطرابات النفسية مع توقعات بأن يتضاعف الرقم، خاصة أن أي شخص في أي مكان يمكن أن يقع فريسة لها أو يتضرر منها.

ووفقا لإحصاءاتها، يُعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض النفسيين والإعاقة بين المراهقين والبالغين، بينما يحصد الانتحار أرواح ما يقرب من 800000 شخص سنوياً، أي شخص واحد كل 40 ثانية، وهو السبب الرئيسي الثاني لوفاة الشباب بين 15-29 سنة.

وكشفت أن واحدا من كل 5 أطفال ومراهقين يعاني من أحد الاضطرابات النفسية، كما أن فقدان الإنتاجية الناجم عن الاكتئاب والقلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا ويكلفا الاقتصاد العالمي تريليون دولار أمريكي سنوياً، مشيرة إلى أن المصابين باضطرابات نفسية حادة يتوفون قبل غيرهم بـ10 سنوات.

وحذرت المنظمة الدولية من الفجوة الواسعة بين الطلب والعرض المتعلقين بخدمات الصحة النفسية، وقالت إن عددا قليلا نسبيا من الناس في العالم يحصلون على هذه الخدمات نتيجة النقص المزمن على مدى عقود في استثمار وتعزيز الصحة النفسية والوقاية من أمراضها ورعاية المصابين بها. ووفقا لآخر الإحصائيات، فإن أكثر من 75% من المصابين بأمراض نفسية، خاصة الناجمة عن تعاطي المخدرات، لا يتلقون أي علاج في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مع الأخذ في الاعتبار انتشار الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق المصابين بالأمراض النفسية. أيضا تنفق البلدان أقل من 2% في المتوسط من ميزانياتها الوطنية المخصّصة للصحة على الصحة النفسية، موضحة أن المساعدة الإنمائية الموجّهة إلى الصحة النفسية لم تتجاوز 1% حتى الآن.

تستعد منظمة الصحة العالمية وكبار قادة العالم والخبراء النفسيون لإحياء اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يعد فرصة لإذكاء الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود من أجل دعمها، بفعالية عالمية عبر الإنترنت تقام لأول مرة تُسمى “التظاهرة الكبرى”، يحاول خلالها المشاهير إخبار العالم بما يمكنهم فعله لتحسين صحتهم النفسية. “تحرَّك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها” شعارالتظاهرة العالمية التي يسعى خلالها قادة العالم والمختصون لتوضيح ضرورة أن تكون الصحة النفسية ضمن أولويات الجميع، مع تقديم نصائح لمن يعانون في حدث يتخلله بعض الوصلات الموسيقية الأكثر شعبية لمغنيين عالميين.

منظمة الصحة العالمية قالت إن الحدث يتيح “فرصة أمامنا لنفعل شيئاً يؤكد أهمية الحياة، وأن نتخذ كأفراد إجراءات ملموسة لدعم صحتنا النفسية وأصدقائنا وأفراد الأسرة الذين يواجهون صعوبات؛ وكأرباب عمل خطوات لوضع برامج لرعاية الصحة النفسية للموظفين؛ وكحكومات بإرساء خدمات الصحة النفسية أو توسيع نطاقها؛ وكصحفيين بتعريف العالم بما يمكن عمله لجعل الصحة النفسية حقيقة واقعة للجميع”.

أيضا طمأنت الجميع بإمكانية علاج الاكتئاب والقلق، اللذين يُعدان من أكثر حالات الصحة النفسية شيوعاً، عن طريق العلاج بالتحدث والأدوية أو مزيج منهما، موضحة أن الفحوص المنتظمة للمصابين باضطرابات نفسية حادة تقيهم خطر الوفاة المبكرة. وأشارت إلى أهمية الاستثمار في خدمات الصحة النفسية، موضحة أن كل دولار أمريكي يُستثمر في التوسّع في العلاج من الاكتئاب والقلق يحقق عائداً قدره 5 دولارات أمريكية. بينما يحقق كل دولار أمريكي يُستثمر في العلاج المسنّد بالبيّنات من الاعتماد على الأدوية، عائداً يصل إلى 7 دولارات أمريكية من خفض تكاليف الجريمة والعدالة الجنائية.

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى