اهم الاخبارعربي دولي

لصالح مسنات سويسريات.. المحكمة الأوروبية تصدر “قرارا تاريخيا” بشأن تغير المناخ

التاج الاخباري – في قرار تاريخي، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، بأن تغير المناخ ينتهك الحق في احترام حياة الفرد الخاصة والعائلية.

ويأتي حكم المحكمة الأوروبية بعد الدعوى التي أقامتها أكثر من ألفي امرأة سويسرية مسنة، ضد حكومة بلادهن، واعتبرن فيها أن جهودها “غير الكافية على الإطلاق” لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الكوكب “تعرضهن لخطر الموت أثناء موجات الحر”.

وحكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأغلبية 16 قاضيا مقابل قاضٍ واحد بأن حقوق مجموعة “مسنات من أجل المناخ”، تعرضت للانتهاك بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والخاصة بالحق في احترام الحياة الخاصة والعائلية، بسبب فشل الحكومة السويسرية في معالجة تغير المناخ بشكل كاف، بالإضافة إلى انتهاك المادة 6، وهي الحق في الحصول على محاكمة عادلة في بلدهن، وفقا لموقع “يورونيوز”.

وتضم جمعية “مسنات من أجل المناخ المناخ”، نحو 2500 ناشطة سويسرية، متوسط أعمارهن 73 عاما.

وقدمت الجمعية شكاوى بشأن “الإخفاقات” المختلفة المتعلقة بتغير المناخ والتي “من شأنها أن تضر بشكل خطير بحالتهن الصحية”، زعمن فيها أن سياسات الحكومة السويسرية “غير كافية بشكل واضح” لإبقاء الانحباس الحراري العالمي تحت الحد الذي حددته اتفاقية باريس وهو 1.5 درجة مئوية.

وبعد سنوات من التقاضي في المحاكم السويسرية، خسرن دعواهن أمام المحكمة الفيدرالية – وهي أعلى محكمة في سويسرا، قبل أن يقمن بتصعيد القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي أصدرت حكمها الثلاثاء.

وفي المقابل، رفضت المحكمة الأوروبية، دعاوى أخرى أقامها 6 شبان برتغاليين، ورئيس بلدية فرنسي بهدف إجبار دول المجلس الأوروبي على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

وكان المحامون في القضايا الثلاث يأملون أن تخلص المحكمة، ومقرها ستراسبورغ، إلى أن الحكومات عليها التزام قانوني لضمان عدم تجاوز زيادة الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

لكن القاضية سيوفرا أوليري، رئيسة المحكمة، أصدرت أحكاما متباينة، بحسب أسوشيتد برس.

والأحكام الصادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ليست ملزمة قانونا لأي من الدول الأعضاء في المجلس الأوروبي، والبالغ عددها 46 دولة، لكنها تشكل سابقة قانونية ستكون سندا للحكم في الدعاوى القضائية المستقبلية، وفقا للمصدر ذاته.

ورغم تحقيق نشطاء لنجاحات في دعاوى قضائية محلية، إلا أن هذه ستكون المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة دولية حكما بشأن تغير المناخ.

وقبل صدور الحكم، تجمع حشد ضخم أمام مبنى المحكمة ورددوا هتافات ولوحوا بأعلام، وكان بينهم الناشطة المناخية، غريتا ثونبرغ، والتي اعتقلت خلال مظاهرة في لاهاي، نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت كلوديا أغوستينو، 24 عاما، وهي واحدة من البرتغاليين الستة الذين أقاموا الدعوى أمام محكمة ستراسبورغ:”نحن متوترون، كنت متوترة ومتحمسة في نفس الوقت”.

يمكن أن تمثل هذه القرارات لحظة فاصلة في كفاح العالم من أجل مستقبل صالح للعيش.

وقال جيري ليستون، المحامي في شبكة الإجراءات القانونية العالمية، والتي تدعم الطلاب البرتغاليين ”هذه القرارات قد تمثل لحظة فاصلة في الكفاح العالمي من أجل مستقبل يصلح ان نعيش فيه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى