الطراونة: خارطة الفيروسات التنفسية تغيرت

موسم شتاء مختلف عن الأعوام السابقة

«الفجوة المناعية» سبب لانتشار «الفيروسات» بكثرة

الحصول على مطعوم الإنفلونزا يقلل الإصابة بـ 70%

التاج الإخباري – بين أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد الطراونة، ان خارطة «الفيروسات التنفسية» حول العالم تغيرت مؤخرا بسبب ما يسمى «الفجوة المناعية» التي حدثت بعد عامين ونصف من جائحة «كورونا».

وأضاف انه «لوحظ تغيرا في خارطة الفيروسات التنفسية خلال الفترة الأخيرة، فقد أصبحت هناك فيروسات تظهر في غير موعدها، كما انها تأتي مجتمعة أحيانا أي انه الشخص من الممكن أن يصاب بفيروسين تنفسيين أو أكثر في نفس الوقت»، مشيرا الى «ازدياد هذه الحالات لدينا، حيث تظهر بعد إجراء المسحات الأنفية لهم، لذلك تكون الأعراض أشد وتزيد احتمالية الإدخالات للمستشفيات».

وأشار الطراونة إلى انه «بعد عامين ونصف من جائحة كورونا، ظهرت ما تسمى الفجوة المناعية، حيث ان الاجراءات الوقائية والاحترازية التي كانت متخذة حينها، من التباعد وارتداء الكمامات وغيرها، حدت من التعرض للفيروسات التنفسية الأخرى، مما أدى لانخفاض الأجسام المضادة لدى الأشخاص، ولذلك بدأنا نشهد انتشارها بشكل أكبر، الى جانب انها تأتي مجتمعة أحيانا».

واعتبر ان «موضوع الفيروسات التنفسية أصبح مقلقا في كل دول العالم، وبدأت تنتشر بشكل ملحوظ، متوقعا ان يكون موسم الشتاء الحالي هو موسم الفيروسات التنفسية، وان يكون مختلفا عن كل الأعوام السابقة».

أما عن الفيروس التنفسي المخلوي، أشار الطراونة إلى انه «يصيب الأطفال تحت سن عامين، لكن حاليا العدوى اصبحت اشد به، حتى انه اصبح ينتقل للكبار ايضا، مما زاد نسبة المراجعين للمنشات الصحية بسبب اعراض المجاري التنفسية العليا، وايضا الالتهاب الرئوي، وهو يحدث عند الأطفال التهابا بالقصيبات الهوائية، وأعراض كالكحة والرشح وأزيز بالصدر وعطاس، ومن الممكن ان يحدث التهابا رئويا يؤدي للدخول للمستشفى».

وبخصوص إحتمالية الإصابة بفيروس «كورونا» وفيروسات تنفسية أخرى، لفت الى ان ذلك وارد، فهناك حالات أصيبت بـ«كورونا» والإنفلوتنزا بنفس الوقت، وفي هذه الحالة حدوث مضاعفات للالتهاب الرئوي يكون أكبر.

وشدد على ان هذا الموسم يعد فرصة جيدة للجميع للحفاظ على الجهاز التنفسي، عن طريق الإقلاع عن التدخين، حيث ان المجتمع الأردني مجتمع مدخن بشراهة، مع ضرورة التشديد على بيع السجائر الالكترونية، والحفاظ على النوم الجيد لأنه يعيد ضبط جهاز المناعة، وتناول الغذاء المتزن وممارسة الرياضة، بالإضافة لتهوية الغرف الصفية في المدارس لتقليل انتشار الفيروسات التنفسية بشكل كبير.

ونادى الطراونة بضرورة الحصول على مطعوم الإنفلونزا، لأنه يقلل الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 70%، وهو مهم في هذه المرحلة واهميته ظهرت الان اكثر من السنوات السابقة، مطالبا السلطات الصحية بتوفيره بأقل الأسعار للجميع.

كما دعا المركز الوطني للأوبئة والجهات المعنية، لأخذ عينات عشوائية من المحافظات جميعها، لإدخالات المرضى الذين يعانون من الالتهاب الرئوي وعمل مسحات انفية لهم، لمعرفة الفيروسات التنفسية المنتشرة لدينا، وعمل دراسة لها.(الرأي)