صحة

الصحة العالمية تحذر من التلاعب بالجينوم البشري

التاج الإخباري – أصدرت منظمة الصحة العالمية سلسلة توصيات حديثة من أجل العمل على الحد من مخاطر التلاعب بالجينيوم البشري في ظل التقدم المحرز في التقنيات المرتبطة بالشيفرة الجينية البشرية.

وتسعى المنظمة عبر سلسلة التوصيات إلى كبح الانحرافات في التلاعب بالشفرة الجينية المحتمل وقوعها في ظل تقدم العلوم، مع ضمان في الوقت عينه وضع الإنجازات الأكثر منفعة في متناول أكبر عدد من الأشخاص.

وقالت الدكتورة سمية سواميناثان كبيرة العلماء في المنظمة الأممية إنه “في وقت تسبر العلوم أغوار الجينوم البشري أكثر فأكثر، لا بد لنا من الحد من المخاطر والاستفادة من الفرص المتاحة لتحسين صحة الجميع”.

وأحدث تطوير أدوات مثل مقص (كرسيبر/كاس 9) الجزيئي الذي نالت بفضله الفرنسية إيمانويل شاربانتييه والأمريكية جينيفر دودنا جائزة نوبل للكيمياء العام الماضي ثورة في تقنيات التلاعب بالجينوم، فاتحا آفاقا جديدة للعلاج لكن أيضا لتجارب قد تكون خطرة.

وذكّرت سمية بالعالم الصيني الذي أثار جدلا سنة 2018، من خلال التلاعب بجينوم أطفال مولودين لجعلهم يقاومون فيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز.
وفي أعقاب تلك الحادثة، شكلت منظمة الصحة العالمية لجنة أصدرت توصياتها، أمس الإثنين.

وفي يونيو/حزيران 2019، عندما أعرب الباحث الروسي دنيس ريبريكوف عن نيته القيام بعملية مماثلة، طلبت منظمة الصحة العالمية وقف الأبحاث بشأن تقنية تعديل الجينوم البشري الموروث.

نظام إنذار
وقالت سمية في مؤتمر صحفي إن اللجنة في مسعى منها إلى فهم ما يحدث في مختبرات العالم في هذا المجال بصورة أفضل اعتمدت عدة مناهج بينها نوع من نظام الإنذار يتيح لعامة الناس إبلاغ المنظمة بما يحدث في حال وردتهم أنباء عن حالات أو مشاريع لتجارب على خلايا جذعية بشرية.
وأضافت أن المنظمة قد تطلب من السلطات المعنية التحرك بناء على هذه المعلومات.

وطالبت اللجنة المنظمة الأممية بتوسيع سجلها الدولي للتجارب السريرية في كل ما يخص تقنية تعديل الجينوم البشري، فضلا عن استحداث سجل آخر لتتبع الأبحاث في المرحلة ما قبل السريرية كي يتسنى لنا في هذه الحالة أيضا اتخاذ خطوات استباقية.

وحددت اللجنة أيضا منهجية فريدة من نوعها تقوم على تقاسم الأدوار على صعيد الإدارة الرشيدة للأبحاث حول الجينوم، بغية مساعدة السلطات على التزود بالأدوات والأساليب لتنظيم هذا المجال.

لمصلحة الجميع
والقاسم المشترك بين كل التوصيات هو حرصها على ضمان انتفاع الجميع من العلاجات المحتملة التي قد تستولدها هذه التقنية في وقت تشتد اللامساواة على صعيد العالم إثر التفاوت في النفاذ إلى اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بين البلدان الثرية وتلك الفقيرة.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن “تعديل الجينوم البشري من شأنه أن يساعدنا على تحسين قدراتنا على علاج المرضى لكننا لن نتوصل إلى أفضل النتائج إلا إذا سخرنا هذه التقنية لمصلحة الجميع بدلا من استخدامها لتعميق التفاوت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى