مقالات

رياح الإنتخابات النصفية 2022

التاج الإخباريخالد قشوع

مع هبوب رياح الإنتخابات النصفية الأمريكية التي ستعقد في 8 نوفمبر، أي بعد أقل من ستة أسابيع. أصبحت الخريطة الإنتخابية أكثر شراسة و تعقيداً. بينما تشير إستطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية الرئيس بايدن إلى أدنى مستوياتها إلى نحو 42% مما يهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بشقيه، حيث يتمتعون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، بينما يتساوى عدد الديمقراطيين و الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي بخمسين سيناتور لكل منهما. و في هذه الحالة يصبح الصوت المُرجح في أهم مجلس تشريعي في الولايات المتحدة هو صوت نائب الرئيس بايدن و هي كاميلا هاريس.

لقد أصبح واضحأً منذ أسابيع أن المعارك الإنتخابية على أشدها في الولايات المتأرجحة و التي قد حُسم بعضها للديمقراطين بفارق بضعة الألاف من الأصوات في إنتخابات 2020 مثل جورجيا، و أريزونا.

يصارع الديمقراطيين للحفاظ على الأغلبية و عدم تحول الرئيس بايدن إلى بطة عرجاء في ظل ظروف إقتصادية صعبة، تحت وطأة تضخم ضاق به ذرعاً المواطن الأمريكي. و إرتفاع غير مسبوق لإسعار الوقود. إضافة إلى موقف غير صلب من الحرب الروسية – الأوكرانية هزت هيبة الولايات المتحدة في العالم و وصمت الرئيس بايدن بالضعف أمام بوتين.

بينما تحاول إدارة الرئيس بايدن إعادة إحياء الإتفاق النووي مع إيران قُبيل الإنتخابات النصفية على أمل تحقيق نصر على الساحة الدولية لعله يستنهض إرث أوباما لدى الناخب الديموقراطي. و على الجبهة الداخلية فقد قام بايدن بإعفاء جزء من ديون الطلاب في حركة وصفت بالمغامرة على أمل إستمالة الناخبين الشبان و هم جمهور منافسه القديم بيرني ساندرز.

وقد تشهد الإنتخابات القادمة حالة من التصويت و اللاتصويت الإنتقاميين على حد سواء، فالمؤشرات ترجح إقبال الجمهوريين و المترددين على الإقتراع إنتقاماً منهم على تزوير إرادة الناخب الأمريكي – على حد إعتقادهم -. بينما قد يتراجع إقبال الديمقراطيين على التصويت نظراً لإعتقادهم أن الرئيس لم يقم بما يكفي تجاه قضايا محورية داخل المجتمع الأمريكي كقضية الإجهاض التي شكلت مثار جدل واسع داخل الولايات المتحدة خلال العام الجاري.

يبقى وقت كافي للتتغير النتائج في أي وقت، ولكن جميع المؤشرات إلى الأن لا تصب في صالح الديمقراطيين و يبدوا أنهم سيخسرون خسارة شنيعة قد تكون الأكبر في تاريخ الإنتخابات النصفية في العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى