أخبار الأردناخبار فلسطيناهم الاخبارمقالات

من الذي يشيطن وقفاتنا التضامنية ؟

التاج الاخباري- محرر الشؤون المحلية- لست خبيراً بعلم النفس أو بفنون التواصل الجماهيري أو نظريات التأثير على الحشود، ولكن كشخص عادي يحاول المشاركة في كل وقفة داعمة لأهلنا وإخوتنا في غزة الشرف والكرامة، أرى أن الإعلان في كل يوم عن وقفة في مكان مختلف يفقد مكان التجمع رمزيته وهذا من شأنه إضعاف الوقفات وتشتيت المشاركين فيها بشكل كبير، وهذا ما لمسته شخصياً وما قيل لي من عدة زملاء وأصدقاء.

إن تغيير أماكن الوقفات باستمرار لا يخدم هذا الحالة الأردنية المشرفة المساندة لأهالي قطاعنا الصامد، إضافة الى كونها تسبب ارباكاً غير متوقع في عدة مناطق ما يؤثر سلباً على أهالي الأحياء السكنية أو المحال التجارية، ناهيك عن كونها ترهق وتستنزف طاقة أبناءنا في الأجهزة الأمنية المتواجدين لحماية المتظاهرين والممتلكات العامة وتنظيم حركة السير.

يتوجب اليوم على من يقود هذه الوقفات أن يكون أكثر تنظيماً لصفوفه وليس مشتتتاً للناس من خلال تعدد أماكن الاحتجاج، خصوصاً في ظل وجود التغطية الإعلامية الواسعة أينما كان موقع هذه الاحتجاجات، فالأفضل اليوم هو اختيار مكان بعيد عن تعطيل مصالح الناس وزيادة الأعباء على الأجهزة الأمنية التي لا تتحمل المزيد من استنزاف طاقات أفرادها الذين لم يكونوا إلا في صف المتضامنين منذ بداية الاحتجاجات.

هذه الحالة المساندة التي يقدمها الشارع الأردني وصحوته العربية اتجاه قضاياه المفصلية ليست حديثة العهد ولا وليدة هذه الفترة، بل هي مبدأ راكم عليه الأجداد والآباء، وسيراكم عليه الأبناء حتى تحرير أرضنا العربية المقدسة، وهذا أيضاً موقف قيادتنا ودولتنا الثابت ومبدأهم الراسخ في دعم ومساندة أهلنا في فلسطين بكافة الطرق والسبل المتاحة.

المطلوب منّا اليوم أن يكون هذا الدعم الشعبي منظماً أكثر بعيداً عن التشتيت والتأثير على مصالح الناس وقوت يومهم وسلامة أبناء أجهزتنا الأمنية.

ومن المعروف اليوم أن حالة التضامن الشعبية لا تكون بالكرّ والفرّ وخاصة في بلدنا الحبيب؛ فهذا النموذج الأمني المميز في التعامل مع المظاهرات “الإحتجاجية” المطالبة بالإصلاحات السياسة في الأعوام السابقة لم يكن شكلياً ولا يحمل رسائل إعلامية لتحسين صورته، فما بالكم ان كانت هذه الوقفات هي وقفات عز ومساندة لأهلنا في فلسطين، وهذا ليس موضع شك بالتأكيد أن فلسطين هي بوصلة قيادتنا وأجهزتنا الأمنية كما هي بوصلة كل أردني عربي.

“هذا أضعف الإيمان”، لا أحب هذه الجملة لما تحمله من معاني العجز ضمنياً ولكن وقفاتنا هي كذلك، فليكن أضعف إيماننا منظماً ومستمراً دون ضرر أو ضرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى