أخبار الأردناخبار فلسطيناهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجل

خبير عسكري لـ”التاج”: إسرائيل تمتلك الكثير من الأسلحة الفتاكة.. وعملية رفح ستكون مختلفة

خبير عسكري لـ"التاج": عملية رفح ستشهد دمج لعمليات جوية وبرية وبحرية

التاج الإخباري – حنين زبيده

مع استمرار تهديدات الكيان الإسرائيلي بتحضير خطة للبدء باجتياح مدينة رفح والتي تعتبر الملاذ الأخير لأهالي قطاع غزة، باتت المخاوف والتوترات السياسية تطغى على المشهد في الوطن العربي وكافة أنحاء العالم، إذ تتواصل التحذيرات العالمية للاحتلال من الإقدام على خطوة إجتياح رفح والتي تهدد ملايين الفلسطينيين في القطاع .

كشف الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة، أنه وبالرغم من ضغط المجتمع الدولي والأمريكي والإقليمي  إلا أن إسرائيل تبدو أنها لا تزال جادة في عملية اجتياح رفح بالرغم من أن الخسائر بين المدنيين ستكون كبيرة ، ولن تحقق العملية اهداف الحرب الاسرائيلية والتي تحاول اقناع المجتمع الدولي والشعب الاسرائيلي، بانها ستفكك اخر كتائب قوات المقاومة الفلسطينية   .

وأوضح الخوالدة في حديث له مع “التاج الإخباري” أن إسرائيل لا تكترث بجميع المواثيق الدولية  وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لإيقاع التدمير والقتل ضد الشعب الفلسطيني وتستخدم سلاح التجويع والتضييق على السكان الغزيين ومنعهم من العودة الى مساكنهم وفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه مع استمرار عمليات القصف والاغتيال والتحضير لدخول رفح التي يقول عنها الجيش الإسرائيلي أنه جاهز لخوضها وينتظر القرار السياسي، لاسيما أن رفح تعتبر آخر مكان لجأ إليه مئات الآلاف من الغزيين وشكلت وجهتهم الاخيرة في القطاع .

وبين أن إجتياح رفح يعد وسيلة سياسية لصالح نتنياهو لإطالة الحرب والإفلات من العقاب، والحصول على جميع المكاسب السياسية وفي حال إقرار تنفيذ هذه العملية فإن إسرائيل ستراعي الضغط الدولي والمظاهرات المتزايدة لإيقاف الحرب وذلك بالتظاهر بأنها تحافظ على حياة المدنيين، وهو ما دفعها الى بناء مخيمات في ما يسمى بـ”المنطقة الإنسانية” لإيواء اللاجئين، إضافةً إلى قيامها بالموافقة على فتح بعض المعابر الحدودية وميناء أشدود، وذلك لغايات تخفيف الضغط الدولي الإنساني وتقليل رد الفعل في حال اجتياح رفح، منوهاً إلى أن هنالك خلاف بين المستوى السياسي والعسكري حول التحضيرات اللوجستية لإيواء النازحين ما بين منطقة المواصي جنوب غرب خان يونس الى النصيرات شمالًا، حسب ما تسميه إسرائيل بـ”المنطقة الإنسانية” .

“إسرائيل تمتلك الكثير من الأسلحة الفتاكة التي استخدمتها داخل قطاع غزة ولكن هذه العملية ان تمت ستكون مختلفة والتي ستكون على مراحل حسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، إذ أنها ستكون على شكل عمليات خاصة نوعية، مقسمة على أهداف منتخبة مبنية على معلومات استخباراتية دقيقة بعد أن يتم تقسيم القطاع الى قواطع يسهل السيطرة عليها ودفع السكان للخروج منها باتجاه الجنوب”، وفق الخوالدة.

وأضاف أن العملية في رفح ستشهد دمجاً لعمليات جوية وقصف من البحر والجو جنباً إلى جنب مع العمليات البرية، بشكل مكثف لبعض الأهداف المنتخبة مع استهداف الاحتلال لجميع وسائل الحياة في رفح.

وأشار إلى أن الأسلحة المستخدمة في عملية رفح ستكون ذاتها التي استخدمت في شمال ووسط القطاع إلا أن الفارق الوحيد أنها ستكون أكثر دقة لأسباب كثيرة، منها أن الجيش الإسرائيلي سيواجه الكثير من الصعوبات بسبب محدودية الحركة داخل رفح  والاكتظاظ السكاني، عدا عن أنه سيواجه عمليات مقاومة  كبيرة وستكون حربه أكثر صعوبة من العمليات التي دارت في شمال ووسط القطاع  ولن يكون لدى الجيش الإسرائيلي المقدرة على حسم تلك العمليات كما يخطط لها، الأمر الذي سيدفعه لاستخدام أسلحة ذات قدرة تدميرية كبيرة  ودقيقة في أوقات محددة ويختار الأهداف التي يمكن أن تحقق له حسماً مبكراً  بعيداً عن الاجتياح بشكل واسع داخل رفح .

وأكد الخوالدة في حديثه لـ”التاج” أن الاحتلال سيقوم بقطع الاتصالات المحلية والدولية على الشبكات الفاعلة والتي يمكن أن تساعد المقاومة على الحركة والسيطرة على العمليات داخل رفح وسيتم التشويش على الشبكات التعبوية إن وجدت، موعزاً ذلك إلى أن الاحتلال يسعى لتأمين حركة قواته إضافة الى فرض اعماء كامل على قوات المقاومة ومنعها  من استخدام شبكات الاتصال والبرمجيات التي تنقل المعلومات عن تحرك قوات الجيش الإسرائيلي داخل رفح بسبب محدودية الجغرافيا في رفح  وسرعة تدخل المقاومة ومعرفتها بالأرض وانتشارها في كل مكان  .

وأوضح أن إسرائيل تسعى الى فرض التهجير القسري وزيادة وتيرة العمليات العسكرية على الأرض وتدمير البنية التحتية وجميع سبل الحياة في رفح والقطاع بأكمله، إضافة الى عمليات الترويع والقتل المستمر وارتكاب المجازر اليومية والتضييق على إدخال المساعدات الإنسانية واستخدام التجويع كوسيلة لإكراه السكان وإجبارهم على النزوح، والتي تشكل دلائل على ان عمليات التهجير القسري لبعض الغزيين باتت وشيكة ومتزامنة مع عملية اجتياح رفح.

“مخطط التهجير القديم الجديد في عقلية الحكومة المتطرفة يسعى الى جعل الهجوم على رفح وسيلة لإجبار السكان الغزيين  بالتوجه جنوباً واجتياز الحدود تحت ضغط العمليات العسكرية رغم الرفض المصري المتكرر للتهجير إلى سيناء، ومن الجانب الاخر فان العمليات اليومية في الضفة الغربية من القتل والاعتقالات والتضييق على حركة السكان الى جانب تسليح أكثر من مئة ألف مستوطن وتشجيعهم على ممارسة الأعمال الإرهابية ضد السكان الفلسطينيين هي ليست سوى وسائل تستخدمها إسرائيل وتثبت  على أن الهدف  هو  تهجير السكان داخل الضفه او خارج الحدود، لكن الوضع الديموغرافي والجغرافي والقرب من الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية وطبيعة التداخل بين المستوطنات والمناطق المأهولة الفلسطينية يجعل ذلك التهجير بعيدا امام التأثير الأردني في المجتمع الدولي وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في بيان مخاطر هذه المخططات على الأمن والسلام في المنطقة ورفض دول العالم الفاعلة لذلك والرفض المستمر من الدولة الأردنية واعتبار ذلك تهديدا مباشر وحربا عليها”، وفق الخوالدة .

وبين أن من أبرز المخاطر التي ستؤدي إليها عملية رفح تكمن بأن عمليات الجيش الإسرائيلي ستكون بالقرب من الحدود مع مصر وضمن المنطقة (د) المشمولة باتفاقية السلام بين البلدين والذي يعد ذلك خرقاً للاتفاقيات، والذي من شأنه أن يوتر العلاقات مع مصر التي  تلوح دوما بانها لن تسمح باي خرق او اقتراب من الحدود معها. 

ولفت إلى أن الخطر يكمن في تفكير إسرائيل بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة عسكرياً بما يشبه إدارة عسكرية لحين تدخل الأمم المتحدة  والدول الكبرى لإيجاد حل وإرسال قوات من جنسيات مختلفة، إضافةً إلى أن الجيش الإسرائيلي  سيسيطر على الحدود المصرية مع قطاع غزة بما يسمى (محور صلاح الدين) مما يضع اهالي القطاع بين فكي كماشة إضافة الى زيادة التضييق على حياتهم اليومية من جميع الجهات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى