أخبار الأردناهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجل

حوار ثقيل.. دودين: نحن لسنا طارئين.. جودة: الإعلام الغربي لا يرى قتل الفلسطينين.. حدادين: اسرائيل لا تريد السلام!

 

دودين: لا يوجد حل عادل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية إنما ما نبحث عنه هو حل ترضى به الأجيال القادمة. 
جودة: لا أحد يضحك على الأردن، وندرك تماماً ما هي تركيبة الحكومة الإسرائيلية. 
دودين: تهجير الفلسطينين يهدد الأمن القومي العربي وحال وقوعه فستكون معاهدة السلام لاغية. 
جودة: الأردن تستخدم معاهدة السلام مع اسرائيل خدمة للمصلحة الاردنية العليا وخدمةً للقضية الفلسطينية. 

التاج الإخباري – عدي صافي 

أقامت جمعية خريجي الثقافة العسكرية اليوم السبت جلسة حوارية بعنوان "تحذيرات الملك وحكومة نتنياهو.. السلام الخافت إلى أين؟"، في مركز الحسين الثقافي.

الجلسة التي تحدث فيها كل من نائب رئيس الوزراء- وزير الخارجية السابق العين ناصر جودة، ووزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق المهندس صخر دودين، وأدارها الصحفي رجا طلب، شهدت قراءة لطبيعة المشهد الإسرائيلي المستجد في ظل قيادة نتنياهو لحكومة صهيونية ذات أغلبية يمينية. 

نائب رئيس الوزراء- وزير الخارجية السابق العين ناصر جودة استهل حديثه بقوله إننا نشهد تطورات خطيرة ليست للمرة  الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل غياب حقيقي لحل جذري يقضي باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. 

فيما كشف وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق المهندس صخر دودين عن اعتقاده بأنه لا يجب أن نتحدث عن الموضوع بيننا وبين اسرائيل وكأنه اخر شهر، فنحن نتكلم عن صراع تاريخي نستند فيه إلى وعي هذه الأمة وعمقها ووجودها على هذه الأرض منذ آلاف السنين، فنحن لسنا طارئين على هذا المكان، بل يجب أن نتحدث ونحن ندرك أننا أصاحب الأرض والحق. 

جودة عاد وأكد أن كلام الملك كان واضحاً في كلامه، فنحن لا نتعامل مع ائتلاف يميني أم يساري إنما نتعامل مع حكومات عليها اتفاقيات وقوانين دولية، وحينما يتحدث الملك يسمع العالم صوت الحكمة. 

وبين أنَّ الأردن يعمل في أطر ثلاثة الأول يتمثل في مصلحة الأردن العليا ومصلحة أبنائه، والإطار الثاني يتمثل في موقفنا من القضية الفلسطينية والإطار الثالث هو الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

دودين قال إنَّ اسرائيل في أخر عشرين عام تنحت منحناً يمينياً واضحاً، ونحن جميعاً بالنسبة لهم لسنا بشراً، وما يفعلونه من انتهاك يومي يرونه طبيعياً بينما حينما يقتل منهم شخص واحد تقوم الدنيا ولا تقعد بحكم تحكمهم بأغلب وسائل الإعلام، وهو ما ايده جودة بقوله إنَّ ما شاهدناه في الآونة الأخيرة مؤسف؛ حيث أنَّ الإعلام الغربي يغيب عنه وجود قتل يومي للفلسطينين والإنتهاكات التي تمارس بحق الفلسطينين، لا سيما وأنَّ العنف يولد العنف، والحل الحقيقي يتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية.

ناصر جودة ذكر أنَّه لا أحد يستطيع أن يشكك في دور الأردن تاريخياً تجاه فلسطين، بحكم أنَّ الأردن لا يكيل بمكيالين ويتعامل باحترام مع اتفاقياته، الأردن قاتل بشرف وخاض معركة السلام بشرف ولذلك العالم يحترمنا، بينما ذكر صخر دودين أن بن غفير تعالى على رئيس وزرائه نفسه بعد زيارته الخبيثة إلى الأردن بهدف ضرب العرب بعضهم بعضاً، والأردن لا يزاود على موقفها، والأردنيين فيما يتعلق بفلسطين يقفون وقفتَ رجلٍ واحدٍ خلف الملك والجيش والأجهزة الأمنية. 

وأكد دودين أنَّ  الملك ما يزال الراية الخفاقة في مختلف المحافل الدولية ونصف حديثه في كل جلسة عن فلسطين وحقوق الفلسطينين، كما أننا بدأنا نرى المظاهرات بالآلاف في الداخل الإسرائيلي وبدأنا نرى تغيرات واضطرابات.

وتابع دودين أنه  لا يوجد حل عادل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية إنما ما نبحث عنه هو حل ترضى به الأجيال القادمة، أما فيما يتعلق بالنسبة الاردنية الرافضة لمعاهدة السلام مع الجانب الاسرائيلي فهي نسبة ممتازة وفق رأيه؛ حتى يفهم الكيان المحتل أنَّ معاهدات السلام لا توقع مع صديق إنما مع عدو.

ناصر جودة علقَ وقال إنَّ قوتنا كأمة عربية وكدول مهتمة بإنهاء هذا الصراع لا سيما الأردن، في مدى تأثيرنا على العالم، وفي الآونة الأخيرة غدى معروفاً ومكشوفاً للعالم ماذا تفعل إسرائيل من انتهاكات، ولكنه لم يصل بعد للزخم الذي نريده.

وتطرق صخر دودين إلى أنَّ الملك عبدالله الثاني هو اول من اشار إلى أن الوجود المسيحي المقدسي في خطر، لذا لا بد من عودة مسيحي العالم الى التفكير الجدي في هذه القضية ودعمهم للحق الفلسطيني.

بينما أوضح ناصر جودة أنَّ الأردن تستخدم معاهدة السلام مع اسرائيل خدمة للمصلحة الاردنية العليا وخدمةً ايضاً للقضية الفلسطينية. 

المحلل السياسي منذر حوارات تطرق إلى معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وقال إننا خسرنا كثيراً والفلسطينين خسروا كثيراً والإسرائيليون ربحوا كثيراً من هذه الإتفاقية، متسائلاً إلى متى سنستمر في التذاكي على أنفسنا وإيهامها أننا حققنا انتصارات، فنتنياهو وهو في عمان كان وزيره ايتمار بن غفير يصرح عكس حديثه، وهو ما اعتبره أنهم "يضحكون علينا". 

ناصر جودة ردَّ على حديث الحواراث وأكد أنه لا أحد يضحك على الأردن، مبيناً أن الأردن مدرك تماماً لما هي تركيبة الحكومة الإسرائيلية، أننا تعاملنا مع حكومات مختلفة ومحاولات للتحايل على القضايا الأساسية، مشيراً إلى أن الأردن له احترامه، وكلمته في العالم مسموعة. 

أما صخر دودين فبين أنَّ الأردن أخذ حقوقه المائية التاريخية حينما وقعت معاهدة السلام، إلا أنَّ الأهم هو تثبيتنا لحدودنا مع هذا الكيان الذي لا يريد ان تكون له حدود. 

وفيما يتعلق ببناء الصهاينة المستوطنات في الضفة الغربية، وتهجير سكان الضفة، فسيكون هذا التهجير اما للأردن أو نحو فلسطين الداخل، وتهجيرهم يهدد الامن القومي العربي، وفي حال وقع هذا الأمر فستكون معاهدة السلام لاغية، وفق رأيه. 

واعتبر دودين أن الصهاينة ابتلعوا لقمة لا يستطيعون هضمها في معاهدات السلام، لا سيما وأنه سيكون هنالك اكثر من 60% من الفلسطينين موجودين على ارضهم التاريخية في الداخل الفلسطيني خلال عقد من الزمان.

ودعا دودين الصحفيين إلى استخدام العبارات الصحيحة فيما يتعلق بالكلمات داخل الاخبار حول الصهاينة وضرورة تبيان انها دولة احتلال؛ للتأثير على الإعلام الغربي والمحافظة على هذه الصورة، وقال أيضاً إنَّ الملك كان واضحاً بأننا نحترم ما افرزته صناديق الإقتراع عند الصهاينة إلا أنه أكد بأننا قادرين على التعامل مع ما ستفرزه هذه الصناديق، والأردن فعلاً قادر، كما قال ناصر جودة إن هذه الحكومات في حال كانت تبيت افعال تضر بمصالحنا وغيرها فإننا قادرين على التعامل معها بطرقنا. 

الوزير الأسبق وأحد كبار مفاوضي السلام في عمليات السلام مع اسرائيل منذر حدادين قال إن معظمنا تحت الإنطباع الخاطئ حول ان اسرائيل تريد السلام وهي لا تريد ذلك. 

وتابع حدادين أن الصهاينة حتى يستفزونا كانوا في مبادرات السلام يقولوا إن الاردن كانت محتلة فلسطين والصهاينة هم من حرروها، وأكد أن قوتنا تكمن في قوة تماسك جبهتنا الداخلية، حيث أنه لا يمكننا الحديث بمنطق دولة مستقلة ذات سيادة ونحن لا نملك موازنة متزنة، فإذا بقينا هكذا فلا يمكننا أن نمسك كل شيء بيدنا. 

وبين أننا أمة ذات تاريخ سحيق في الشرق الأوسط وهذا الكلام يشد من ازرنا تجاه الازر الذين جاءوا واحتلوا فلسطين وهجروا ابناءنا وقتلوا شبابنا واخوتنا، مشيراً إلى انهم لم يضيعوا يوما في التخطيط للتفرقة بين العرب، حتى في عمليات التفاوض للسلام قاموا بتقسيمنا أردنيين وفلسطينين لإضعافنا.

وحضر الجلسة اعضاء الهيئة الادارية لجمعية خريجي الثقافة العسكرية وعدد من الوزراء السابقين والنواب والأعيان ومتخصصين في الشأن الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى