مقالات

الأردن .. الإمارات ومصر : شراكة تزداد رسوخاً

التاج الإخباري – بقلم د. أشرف الراعي
تأتي الشراكة التي أُعلن عنها بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة لتكرس عنواناً جديداً من الشراكة الراسخة أصلاً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية؛ لا بل وتأتي في مرحلة وحقبة جديدة في الإمارات يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، وهو الذي يعرف عنه حبه الكبير للأردن ولمصر، ويحرص دوماً على تكريس الشراكة الاستراتيجية بينهما وتعزيزها نحو الأفضل؛ فالعلاقات الأردنية – الإماراتية – المصرية تسير دوماً نحو التطور والتقدم من أجل مستقبل أفضل، يعززه أيضاً محبة جلالة الملك عبدالله الثاني للإمارات وشعبها؛ وهو الذي ما انفك يؤكد دوماً على أن الأردن والإمارات يسيران نحو الأمام بخطوات ثابتة وبقلب واحد.

الشراكة اليوم فريدة ومتقدمة وناجحة ابتداءً وتسير نحو الاستثمار في العديد من القطاعات الاستراتيجية المهمة؛ حيث أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الدكتور سلطان الجابر، أن "الشراكة الصناعية التكاملية مع الأردن ومصر تستهدف تقديم نموذج جديد مع الأصدقاء في العالم العربي والعالم"، كما أعلن الجابر عن خطوة إيجابية مفادها أن "شركة القابضة ADQ الإماراتية ستخصص صندوقا استثماريا بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في المشاريع المنبثقة عن هذه الشراكة في القطاعات المتفق عليها".

ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن هذه الشراكة ستضاعف من إنتاج الذرة والقمح إلى 30 مليون طن سنوياً؛ وهو إنتاج ضخم يسهم في سد الاحتياجات من هذه الموادة الغذائية المهمة، ويكرس مفاهيم الأمن الغذائي في الدول الثلاث والعالم العربي.

وعملياً، تأتي هذه الشراكة في 5 قطاعات صناعية واعدة تشمل كلاً من الزراعة، والأغذية، والأسمدة، والأدوية، والمنسوجات، والمعادن، والبتروكيماويات، الأمر الذي سيسهم في تعزيز التكامل الصناعي بين الإمارات والأردن ومصر وبما يحقق نقلة نوعية في القطاع الصناعي لا سيما وأن "دولة الإمارات تعد واحدة من أوائل الدول التي استثمرت في التكنولوجيا المتقدمة وأنظمة الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات حتى باتت تعتمد على الأنظمة التقنية والتكنولوجية المتقدمة في شتى المجالات .. لا بل هي واحدة من أهم الدول في الاستثمارات الاقتصادية والصناعية والذكاء الاصطناعي على مستوى العالم".

وقد يتساءل البعض ما هو الانعكاس الذي سيتحقق على حياتنا ؟
إن تطوير القطاع الصناعي في الدول الثلاث؛ سيسهم في تحقيق تنمية اقتصادية وصناعية شاملة تسهم في رفع الإنتاج المحلي أردنياً وإماراتياً ومصرياً ويزيد من مساهمة الصناعة في الناتج المحلي .. وبالتالي خلق المزيد من المشروعات المتقدمة، والتخفيف من وطأة البطالة والفقر في كل من الأردن ومصر، والانطلاق نحو آفاق رحبة لأجيال المستقبل .. المستقبل الذي يشكل اليوم توجهاً للدول الثلاث.

تتقدم دولنا إلى الأمام في هذه الشراكة وهي شراكة تعني كل أردني وإماراتي ومصري؛ في ظل ما تمتلكه كل دولة من الدول من مميزات تجعل كل واحدة منها ركناً أساسياً ومهماً في هذه الشراكة.. تمتلك الإمارات مصادر الطاقة الوفيرة .. وتمتلك المملكة الأردنية الهاشمية المعادن والقدرات في العديد من الصناعات التي تزيد عن 130 صناعة تنتشر في مختلف أنحاء العالم .. وتمتلك مصر الأراضي الخصبة والقدرات التصنيعية المهمة.. لكن الأهم من ذلك أن مجتمعات الدول الثلاث؛ هي مجتمعات فتية، شابة، ذات إمكانيات وقدرات تعليمية عالية قادرة على تطوير مهاراتها وإمكانياتها في العديد من المجالات الاستراتيجية، كما تمتلك رأس المال البشري الذي يعمل بجد واجتهاد وطموح نحو مستقبل مزدهر

تتقدم دولنا نحو الأمام بخطى ثابتة وواثقة لبناء منظومة فرص صناعية كبرى .. تتقدم ونحن نأمل أن تكون هذه الشراكة خطوة متقدمة نحو خطوات أكثر تقدماً وإيماناً بضرورتها من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا ودولنا وأرضنا التي نحب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى