ثقافة وفننبض

بين الزهايمر والذكريات.. عادل إمام “الغائب الحاضر” في 2024

التاج الإخباري – رغم احتجابه عن الوسط الفني، وتواريه عن الأضواء تمامًا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الفنان عادل إمام كان بمثابة “الغائب الحاضر” في 2024 .

وحضر “الزعيم” طوال العام سواء من خلال الشائعات التي طالته بقوة، وتزعم أن إصابته بمرض “الزهايمر” هي السبب الحقيقي وراء حجب عائلته له بعيدًا عن أعين الجمهور، أو من خلال التلميحات بإمكانية عودته للفن، فضلاً عن ذكريات محبيه من مختلف الأجيال الذين قصوا الكثير من المواقف المتنوعة التي عاشوها معه.

وكان الإعلامي المصري محمد الباز أول من أطلق الرصاصة الأولى في معركة شائعات إصابة الزعيم بالزهايمر، مطالبًا عائلته بمصارحة الرأي العام بحقيقة وضعه الصحي.

ورغم تراجع الباز عن تصريحاته لاحقًا، إلا أن صداها ظل يتردد في 2024. 

وأعطت الفنانة مادلين طبر قوة زخم للشائعة حين قالت صراحة إن عائلته تحتجزه داخل بيته وتمنعه من لقاء الناس.

مفاجأة العودة

ودأبت عائلة إمام على تفنيد تلك الأقاويل مرارًا، فيما فجّر نجله المخرج رامي إمام مفاجأة بشأن إمكانية عودته إلى دائرة الأضواء مجددًا، مؤكدًا أن هذا وارد جدًا بشرط وجود شخصية أو دور جديدين عليه لم يسبق له تقديمهما. 

ونفى رامي اعتزال والده، مشيرًا إلى أنه لم يجد حتى الآن مبررًا للعودة إلى الفن بسبب تقديمه كل الأنماط والشخصيات تقريبًا، ولم يعد هناك أي جديد يقدمه. 

وشدّد على أنه حال وجود قصة جميلة، و”كاركتر” لم يسبق لـ”الزعيم” الظهور من خلاله، فهو يرحب بالعودة، فورًا ودون أي تحفظ.

وعلى جانب آخر، كشف الفنان المصري أحمد سلامة عن تفاصيل موقف لا ينساه حدث منذ 35 عامًا مع الفنان عادل إمام؛ إذ أنقذه الزعيم  من مأزق وقع فيه بحسن نية بسبب فاتورة باهظة مستحقة عليه، دون أن يدري، في فندق “شيراتون” بقبرص أثناء تصوير فيلم “المولد”. 

وأشار سلامة إلى أنه بعد رجوعه إلى القاهرة، زار عادل إمام أثناء تقديم مسرحية “الواد سيد الشغال”، وأراد دفع المبلغ المستحق عليه في قبرص والذي تكفل إمام بسداده، إلا أن الأخير رفض وداعبه وهو يطلب منه أن ينسى الأمر تمامًا. 

المفكر والزعيم

4813e412-2fbc-4d48-ad57-cfd9e3f9f843

وكشف الإعلامي محمود سعد النقاب عن سر يذاع لأول مرة ضمن خفايا العلاقة التي جمعت إمام والمفكر المصري فرج فودة الذي اغتالته الجماعات المتطرفة 1992 نتيجة أفكاره المناهضة للتطرف، وآرائه التي يعادي فيها الفاشية باسم الدين.

وقال محمود سعد، الذي يعد “كاتم أسرار” عادل إمام، في فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على موقع “الإنستغرام”، إن علاقة قوية كانت تجمع الزعيم بالمفكر الراحل، حتى إنه كان يحرص أن توجه إليه أول دعوة إلى حضور العرض الخاص بكل فيلم من أفلامه”.

ولدى اغتيال فرج فودة أمام منزله، وقع الخبر كالصاعقة على المصريين، إلا أن وقعه كان أكبر على عادل إمام، الذي كان أحد المقربين من الراحل.

ويوم الجنازة توجه محمود سعد مع كل من الكاتب الراحل وحيد حامد، والنجم عادل، إمام إلى مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير لحضور جنازة فودة.

وقال محمود سعد إنه كان يقف بجوار عادل إمام في المسجد، وشعر به يرتجف، ثم وضع يده على كتفه، وشعر بها ترتجف أيضًا، ثم وقف الزعيم فوق الكرسي، ورفع قبضته هاتفًا أمام الحضور بكل تأثر “تحيا مصر”، فما كان من الحضور إلا الترديد خلفه بالهتاف نفسه، لتتحول الجنازة إلى مظاهرة وطنية في حب مصر، وتحدي الإرهاب.

صدمة للمثقفين

وروت الكاتبة العراقية إنعام كجه جي رأيًا صادمًا للفنان عادل إمام تجاه المثقفين، خاصة أدباء جيل الستينيات، وذلك خلال لقاءٍ لها مع الفنان، في العام 1987، في باريس.

وفي هذا اللقاء، وعندما سُئل إمام عن سبب عدم تقديمه عملاً مسرحيًا بناءً على نصوص لكتّاب كبار مثل يوسف إدريس، صرح بأن هؤلاء المثقفين “بعيدون عن الشعب” وأصحاب “منظور قديم” ولا يتفاعلون مع الناس أو يشعرون بهم.

وأهدى الفنان أحمد عز جائزة “فاتن حمامة للتميز” التي تُوج بها في الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى عادل إمام، مشيرًا إلى أن “الزعيم” صاحب فضل عليه وغيّر مساره الفني بنصيحة غالية. 

واعتبر نقاد ومتابعون أن موقف عز يعد نوعًا من “رد الجميل” واعترافًا مهمًا بفضل الآخرين عليه، في زمن يتنكر فيه النجوم الجدد للأجيال القديمة، ولا يظهرون أي بادرة امتنان أو عرفان لمن سبقوهم.

ووجه أحمد عز، في كلمته بحفل افتتاح المهرجان، شكرًا خاصًا لإمام، الذي ألهمه دائمًا بمقولته: “الالتزام والورق هم أب وأم الفنان في هذه الصناعة”، مؤكّدا أهمية هذه النصيحة لكل ممثل جادٍ.

نبوءة قديمة

وتداول نشطاء عبر منصات التواصل نبوءة قديمة للفنان عادل إمام، منذ 50 عامًا، رسم فيها ملامح “صورة قاتمة” للمستقبل، حين سُئل في برنامج تلفزيوني، العام 1974، عن توقعاته لشكل الحياة في العام 2000، مشيرًا إلى أن العواطف ستشهد جفافًا، وأن الفن سيعتمد على الماكينة والتقنيات، أكثر من الموهبة. 

وقال عادل إمام في حوار جمعه هو ورفيق دربه وبداياته الفنان سعيد صالح، مع الإعلاميين طارق حبيب ومنى جبر، إن الرزق سيضيق مستقبلاً وستقل الموارد الغذائية بسبب الزيادة السكانية الرهيبة، موضحًا أن المشاعر ستتقلص نتيجة الصراع على سبل العيش. 

وتوالت التعليقات التي  تشيد بذكاء عادل إمام، معتبرة أنه يمتلك منذ البداية “رؤية ثاقبة” في نظرته للأمور، على عكس سعيد صالح الذي جاءت رؤيته إيجابية “بشكل مبالغ فيه”.

وقال نشطاء إن إمام كان “أكثر واقعية”، بينما غلبت روح التفاؤل على سعيد صالح،؛ مما جعله يتورط في “نبوءة وردية” لا تستند إلى معطيات الواقع السلبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى