ثقافة وفنمقالات

العمري تكتب…لبنان وولادتها للفن من الشبابيك: رحلة الفن والموسيقى من الماضي إلى الحاضر

التاج الإخباري – بقلم سيلينا العمري

لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بإبداعه، قدّم للعالم أجمل الأصوات وأروع الألحان التي خرجت من شبابيكه لتصل إلى قلوب الناس في كل مكان.
من الزمن الجميل إلى الجيل الجديد، بقيت الموسيقى اللبنانية رمزًا للأمل والتجدد. سنأخذكم في رحلة عبر الأجيال الموسيقية المختلفة في لبنان، من أساطير الماضي كفيروز وملحم بركات، إلى نجوم الحاضر مثل أدونيس، مشروع ليلى، وزاف.

فيروز: الصوت الذي أيقظ الملايين

فيروز، الجوهرة التي أضاءت سماء الفن اللبناني والعربي، هي رمز للأصالة والجمال.
صوتها العذب وأغانيها التي تلامس القلوب، استطاعت فيروز أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للبنانيين والعرب. أغانيها مثل “زهرة المدائن” و”كان عنا طاحونه” ليست مجرد أغانٍ بل هي تجسيد للحنين والحب والحنان.

وفي أحد المقابلات لفيروز سألوها ماذا تسمعين بالصباح أجابت برد لم يتوقعه اي شخص وكان هو الفجر الجديد للموسيقى وكان ردها بكل بساطة “أسمع صوتي من الشبابيك”.

ملحم بركات: الملحن المبدع وصوت القوة

ملحم بركات، الذي يُعرف بلقب “الموسيقار”، هو أحد أعمدة الموسيقى اللبنانية.
بفضل صوته القوي وألحانه المميزة، نجح بركات في خلق بصمة خاصة في عالم الموسيقى. أغانيه مثل “على بابي واقف قمرين” و”أبوها راضي” تعبر عن تنوع وتفرد الموسيقى اللبنانية، حيث تمزج بين الأصالة والتجديد.

عاصي الحلاني ونجوى كرم: الأصوات الجبلية الصافية

عاصي الحلاني، المعروف بلقب “فارس الغناء العربي”، يجسد الأصوات الجبلية الصافية التي تعكس قوة وصلابة الجبال اللبنانية.
بفضل صوته العميق وأغانيه التي تمجد الأرض والإنسان، استطاع عاصي أن يصبح رمزًا للفن الجبلي اللبناني. من أشهر أغانيه “قولي جاي” و”جن جنوني”.

نجوى كرم، الملقبة بـ”شمس الأغنية اللبنانية”، هي واحدة من أبرز الأصوات الجبلية في لبنان.
بفضل صوتها القوي وحضورها اللافت، استطاعت أن تحافظ على الهوية الجبلية في أغانيها مثل “عم بمزح معك” و”خليلي قلبك”، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة في لبنان والعالم العربي.

وائل كفوري وإليسا وعبير نعمة: أصوات الرومانسية

وائل كفوري، الذي يعتبر من أبرز نجوم الغناء الرومانسي في لبنان، يتميز بصوته الدافئ وأغانيه التي تعبر عن الحب والشوق.
من أشهر أغانيه “لو حبنا غلطة” و”ما وعدتك بنجوم الليل”، التي تجسد الروح الرومانسية في الموسيقى اللبنانية.

إليسا، نجمة الغناء الرومانسي، تتمتع بصوت ناعم وإحساس عالٍ في أداء الأغاني.
أغانيها مثل “بتمون” و”أسعد واحدة” تحكي قصص الحب والفراق بأسلوب راقٍ ومؤثر، مما جعلها تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة في العالم العربي.

عبير نعمة، الصوت الرومانسي الذي يلامس القلوب، تمتلك قدرة فريدة على تقديم الأغاني الرومانسية بأسلوب يبعث على الهدوء والسكينة.
بفضل موهبتها الاستثنائية وأغانيها المميزة مثل “وينك” و”بريد الليل”، نجحت في جذب الكثير من المحبين لفنها.

أدونيس: الشعر والموسيقى في قالب واحد روح الموسيقى

من الجيل الجديد، يبرز اسم أدونيس الذي نجح في دمج الشعر والموسيقى بطريقة فريدة.
بفضل كلماته العميقة وألحانه المبدعة، استطاع أدونيس أن يجذب جمهورًا واسعًا من الشباب الباحثين عن معنى أعمق في الأغاني.
أعماله تعكس الروح اللبنانية المتجددة والتطلع إلى المستقبل.

مشروع ليلى: الثورة الموسيقية

مشروع ليلى، الفرقة التي أثارت الكثير من الجدل والشغف في نفس الوقت، هي تجسيد للجرأة والتحدي.
بفضل موسيقاها المتمردة وكلماتها الجريئة، استطاعت الفرقة أن تكسر القيود التقليدية وتفتح آفاقًا جديدة للموسيقى اللبنانية.
أغانيهم مثل “شم الياسمين” و”فساتين” تعبر عن مشاعر الشباب وتطلعاتهم.
تم تفكيك الفرقة بسبب المحاربة من داخل لبنان والخارج بسبب مجاهرتهم بأفكارهم التي لا تتماشى مع المجتمع العربي.

زاف: الصوت المختلف وشغل العالم بالبكلة الصفراء

زاف، الصوت المختلف في عالم الموسيقى اللبنانية، استطاع أن يلفت الأنظار بفضل أسلوبه الفريد وأغانيه التي تحمل طابعًا شخصيًا مميزًا.
بفضل تنوعه الفني وقدرته على المزج بين الأنماط الموسيقية المختلفة، يقدم زاف تجربة موسيقية فريدة تجمع بين الحاضر والماضي.

ولادة لبنان من الشبابيك ليست مجرد عبارة بل هي حقيقة تعبر عن غنى وتنوع الموسيقى اللبنانية عبر الأجيال.
من فيروز وملحم بركات وعاصي الحلاني ونجوى كرم إلى وائل كفوري وإليسا وعبير نعمة وأدونيس ومشروع ليلى وزاف، تستمر الموسيقى اللبنانية في إلهام العالم وإشعاع الأمل والفرح.
هذا الإرث الموسيقي هو شهادة على قدرة لبنان على النهوض والإبداع، مهما كانت الظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى