ثقافة وفن

“التاج” في موسمه السادس يجامل الملك ويشيطن الملياردير المصري محمد الفايد

التاج الإخباري – وصل مسلسل “التاج” في موسمه السادس والأخير إلى قصة وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد. وفي حين أن العمل اهتم بتتبع العلاقات بين أفراد العائلة الحاكمة وعلاقتهم بالصحافة ومحبي الأميرة، أظهر والد دودي، محمد الفايد، في صورة الملياردير الشرير الذي يسعى بأي طريقة متاحة أمامه لتعزيز نفوذه ومكانته في المجتمع البريطاني.

عرضت الحلقات الأربع الأولى من مسلسل التاج في موسمه السادس قبل إصدار حلقاته الست الأخيرة في 14 ديسمبر المقبل، والذي ينقسم إلى جزأين. ويغطي الموسم الأخير من المسلسل الأحداث البارزة بين 1997 و2005، والتي تشمل وفاة الأميرة ديانا في 1997 واليوبيل الذهبي لإليزابيث الثانية في 2002.

ويفتح الموسم السادس في باريس وسط الأضواء المتلألئة لبرج إيفل رجل يمشي مع كلبه في وقت متأخر من الليل، وسيارة مسرعة على الطريق تلاحقها مجموعة من راكبي الدراجات النارية (مصورو صحافة المشاهير أو باباراتزي) وفي نفق باريسي، ثم يسمع الرجل صوت تحطم عاليا ومرعبا. ويُبلغ الرجل الفرنسي قسم الطوارئ بالحادث دون أن يعلم أن المصابة هي الأميرة ديانا.

يعود المخرج بالأحداث إلى فترة طلاق الأميرة ديانا (إليزابيث ديبيكي) من الأمير تشارلز (دومينيك ويست)، وقد تخلصت ديانا من الشكليات التقييدية للنظام الملكي وأصبحت بحاجة إلى استراحة من لندن، وتوافق على دعوة رجل الأعمال محمد الفايد (الممثل والمخرج الفلسطيني سالم ضو) وعرضه لها ولابنيها، الأمير ويليام (روفوس كامبا) والأمير هاري (فلين إدواردز)، الانضمام إلى عائلته لقضاء عطلة لمدة 10 أيام في منتجع سانت تروبيز.

تبذل الأميرة ديانا وتشارلز قصارى جهدهما للمشاركة في رعاية الأميرين الشابين ويليام وهاري، في حين بدأ أمير ويلز حملة لإقناع الملكة -والبلد الذي يحكمونه- بأن يكون أكثر قبولا لعلاقته مع كاميلا باركر بولز (أوليفيا ويليامز) حيث تواصل الملكة إليزابيث (إيميلدا ستونتون) مشاهدة التقارير الإخبارية عن حياة زوجة ابنها السابقة المضطربة بعد انفصالها عن الأمير تشارلز، وتتساءل عما إذا كانت تلك الفتاة ستتمكن من العثور على السلام الداخلي.

وتسافر الأميرة مع ولديها ويليام وهاري إلى سانت تروبيز كضيوف رجل الأعمال المصري. هذه الرحلة هروب من روتين الحياة في القصر الملكي حيث تحاول بنشاط تجاهل زوجها السابق الأمير تشارلز الذي يقيم حفلة عيد ميلاده الخمسين لشريكته كاميلا باركر بولز (أوليفيا ويليامز).

تشارلز يائس من حضور أي من أفراد عائلته الحفلة وعلى وجه التحديد والدته الملكة إليزابيث الثانية (إيميلدا ستونتون) التي سيضفي حضورها الشرعية على علاقته مع كاميلا، لكن الملكة تمتنع عن الحضور، وما يزيد الأمور سوءا بالنسبة إلى تشارلز حقيقة أن ديانا تمكنت من سحر المصورين الذين كانوا يحتشدون قبالة اليخت في سانت تروبيز؛ صورها ظهرت في جميع أنحاء الصفحات الأولى للصحافة البريطانية وغطت على حفلة كاميلا. كل ما يريده تشارلز في الحياة هو عنوان إيجابي في صحيفة ديلي ميل فيما يتعلق بكاميلا.

كما هو الحال مع جميع المواسم السابقة من سلسلة التاج ، في حوار لا ينسى يقول ما فائدة بعض العناوين الدافئة عندما تتمكن قبعة ديانا من حجب الضوء على كاميلا؟ . يتذمر الأمير تشارلز وهو يقارن نوع التغطية الصحفية التي تتلقاها ديانا بالتي تتلقاها حبيبته كاميلا، لكن أحد مستشاريه يحاول أن يخفف عنه بقوله كلما زادت تصرفاتها يأسا، زادت صورتها ابتذالا وتزيد موقفها سوءا. وبالمقارنة تزداد صورتكما وقارا!، أظن نابليون القائل: لا تقاطع عدوك بينما يرتكب الخطأ.

تتكلم ديانا فيصغي العالم

عندما تتحدث ديانا.. ينصت لها العالم

على الرغم من أن تشارلز يصور على أنه سعيد حقا الآن بعد ظهور علاقته مع كاميلا إلى العلن، إلا أنه لا يزال أيضا انتقاميا وتنافسيا عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي تنظر بها الصحافة إليه وإلى ديانا.

ترسم الحلقة الثانية تناقضا بين ماريو برينا المصور الإيطالي الذي كوّن ثروة من التقاط صور لديانا على يخت الفايد الذي يتحدث مباشرة إلى الكاميرا كما لو كان في فيلم وثائقي، والمصور دنكان موير (فوربس ماسون)، وهو مصور أسكتلندي تم تعيينه لتصوير صور صحية لتشارلز وأبنائه.

أما بالنسبة إلى ديانا فإنها تلقي بنفسها في عملها الخيري، وتقضي قدرا كبيرا من الوقت مع عائلة الفايد الذي أراد أن يتودد ابنه إلى الأميرة بشكل أساسي على الرغم من كون دودي لديه خطيبة وهي ممثلة أميركية تدعى كيلي فيشر. والمشكلة الرئيسية هي أن محمد لا يفهم أن ما يهم ديانا حقا هو ابناها، ويليام وهاري، إضافة إلى أعمالها الخيرية وجهودها في القيام بحملات شهيرة لضحايا الألغام الأرضية في مناطق الحرب.

هذا الموسم لا يتناول العلاقات بين أفراد العائلة المالكة فحسب، بل يعرض أيضا علاقتهم بالصحافة والجمهور.

في لقاء رئيس الوزراء توني بلير مع الملكة إليزابيث، وعند سؤاله عن زيارة ديانا له، يؤكد بلير ذلك بأنها قدمت برفقة ابنها ويليام ولعبوا جميعا كرة القدم وبعد تناول الغداء خرج برفقة الأميرة ديانا إلى نزهة في الحدائق، ويسهب في تفاصيل اللقاء مع الأميرة والجهود التي تبذلها في جمعية نزع الألغام.

ويقول تشعر بقوة أنه لا يزال في جعبتها الكثير لتقدمه إلى البلاد كموظفة حكومية ، ويضيف بخصوص جهودها في حظر الألغام الأرضية، قبل عامين كان الحظر العالمي للألغام الأرضية يكاد يكون مستحيلا، أما الآن فقد وافwقت قرابة مئة دولة على اتفاقية حظرها؛ حين تتكلم ديانا يصغي العالم . وترد الملكة أجل.

تاريخيا عاشت ديانا حياة كبيرة في الأشهر التي سبقت نهايتها. وأثار القصر الملكي شائعات عن قصة حب مع جراح القلب حسنات خان. باركتها الأم تيريزا. والتقت بهيلاري كلينتون في البيت الأبيض، وزينت غلاف مجلة فوغ وجمعت الآلاف من الدولارات للباليه الوطني الإنجليزي. وتعتمد ديانا على سخاء مالك هارودز محمد الفايد في استراحتها، ومحمد بدوره يدفع ابنه دودي (خالد عبدالله) إلى الأميرة، على أمل أن تزدهر الرومانسية التي ستضفي الشرعية على عائلته.

مأساة داخل نفق دي أولما

الأطفال هم السعادة في نظر ديانا

يبدأ الموسم على وجه التحديد بلمحة عن تلك الليلة الرهيبة في عام 1997، عندما سارعت سيارة ديانا إلى نفق باريسي بعد التهرب من المصورين، وختم مصيرها ومصير رفيقها المنتج السينمائي دودي الفايد حادث السيارة المروع الذي أودى بحياة الأميرة ورفيقها وسائقهما هنري بول في 31 أغسطس 1997.

في نهاية الحلقة الثالثة من الموسم السادس تدخل ديانا وشريكها، الذي يطارده المصورون، نفقا في باريس على الفور تقريبا، يأتي صرير الفرامل وسحق المعدن؛ يقع الحادث المميت الذي لم يتم تصويره على الشاشة. يقول كاتب السلسلة بيتر مورغان إنه لم يفكر أبدا في تصوير أي شيء داخل النفق، احتراما للعائلات.

ولا يتناول هذا الموسم العلاقات بين أفراد العائلة المالكة فحسب، بل يتناول أيضا علاقتهم بالصحافة والجمهور بشكل عام. إنها علاقة، كما نعلم، أصبحت أكثر خطورة مع كل عقد وستغير التاريخ بفضل مطاردة المصورين التي أدت إلى وفاة ديانا.

لكن هذا الموسم يظهر أيضا الطرق التي أثرت بها الصحافة على تشارلز وكاميلا. وفقا للطريقة التي يصور بها العرض تشارلز يعيش حياته حسب دورة الأخبار وتملي عواطفه التغطية الإيجابية، والرحلة إلى سانت تروبيز هي أكثر من مجرد هروب لديانا، إنها إعادة تأهيل لها أيضا. تعود ديانا إلى منزلها في لندن بعد قضاء بعض الوقت مع دودي ومحمد في سانت تروبيز. عندما تفتح باب الشقة تجدها ممتلئة بباقات الورود، وتفتح صندوقا يحمل ساعة مرصعة بالماس وملاحظة تقول باريس الأسبوع المقبل؟ من دودي.

تاريخيا عاشت ديانا حياة كبيرة في الأشهر التي سبقت نهايتها

هذه قصة مريحة سردا من القلب إلى القلب بين ديانا ودودي قبل رحلتهما المشؤومة عبر باريس مباشرة، حيث ترفض اقتراح زواجه. تحترم ديانا حدود خطوبة دودي حتى وهو يشير إلى فسخ الخطوبة. وتعترف لدودي بأن الأمومة هي التي جعلتني أسعد باستمرار ، ولكنها تحثه على الوقوف في مواجهة والده المتواطئ والذي يرسمه السيناريو بشكل المتسلق الاجتماعي.

لفهم ظاهرة الأميرة ديانا عليك أن تفهم ما تعنيه للملايين من الأشخاص الذين لم تقابلهم من قبل. الآلاف المشيعون يرمون الزهور على نعشها. ينصح الأمير فيليب حفيده خلال الموكب بقوله أبق عينيك إلى الأمام أو على الأرض . يصوب مورغان هذه النصيحة أيضا، إنها أيضا المرأة الأكثر تصويرا في العالم حيث يذهب المصورون لالتقاط الصور التي تدفع الصحف مبالغ هائلة مقابلها. كيف لم يحترم أفراد العائلة المالكة ديانا في أيامها الأخيرة.

لكن العرض، لحسن الحظ، يتراجع قبل أن يجعل الملكة شريرة بعد تقديم كلمتها في عزائها. في نهاية المطاف تفعل الملكة الشيء الصحيح، هذه المرة تأخذ نصيحة تشارلز وليس توني بلير في الفيلم؛ تشارلز يحث الملكة على مغادرة بالمورال والذهاب إلى لندن للحداد علنا وإلقاء كلمتها لتعزية الشعب وإخبارها بأنها بحاجة إلى أن تكون “أما للأمة”.

ستونتون أكثر ثباتا من هيلين ميرين عندما ترد “أفضل ألا أتلقى محاضرات حول كيف أو متى أحزن أو أظهر العاطفة”، ويقترب فصل رئيسي من هذه الملحمة من نهايته عندما يتعلق الأمر بالجنازة، وهو حدث هائل شاهده أكثر من ملياري شخص حول العالم، وتم عرض القليل جدا في مسلسل “التاج”.

في الواقع كان المشهد الوحيد الذي أعيد إنشاؤه مشهد الأمير فيليب والأمير ويليام والأمير هاري والأمير تشارلز وهم يسيرون خلف نعش ديانا، إلى جانب شقيقها تشارلز سبنسر. كاتب “التاج” بيتر مورغان قال إنه كان يفضل عدم إعادة النظر في الفترة التي تلت وفاة ديانا، بعد أن كتب سابقا الفيلم الروائي الطويل “الملكة” حول تأثير وفاة ديانا على العائلة المالكة.

وفي الساعات الأخيرة من حياتها كانت نبرة الأميرة مختلفة جدا ومغلفة بالحزن خاصة في مشاهدها مع الأولاد. هناك المكالمة الهاتفية الأخيرة، التي كان لدى ديانا فيها وقت محدود للدردشة مع ابنيها. وهناك شعور وشيك بالنهاية من خلال المشاهد القصيرة.

“متى ستعودين إلى المنزل؟” يسأل ويليام وهاري ديانا مرارا وتكرارا على الهاتف، قبل ساعات من ركوبها سيارة مرسيدس سوداء والابتعاد إلى ظلام باريس، أو المشهد الذي تختتم فيه ديانا هدية عيد ميلاد للأمير هاري، ثم هناك المشهد الأكثر حزنا على الإطلاق، عندما تسأل مربية الأمير هاري عما إذا كان متحمسا لرؤية والدته في اليوم التالي. بالطبع، لم يرها مرة أخرى.

حقّق محمد الفايد الكثير مما أراده في حياته، من الشهرة والحضور إلى امتلاك الفنادق والمتاجر الفخمة، لكن الملياردير المصري الأنيق رحل دون أن ينال اعترافا رسميا من “مؤسسة” النخبة في بريطانيا حيث أفنى غالبية سني عمره الـ94.

محمد الفايد الشرير الوحيد

ديانا تتخذ خيارات مؤسفة

سعى محمد للانضمام إلى المؤسسة البريطانية، وعندما تم رفضه أمضى عقودًا في محاربة المؤسسة البريطانية في المحكمة البريطانية، وغالبًا ما كان يخسر هذه القضايا في المحكمة. اسمه وشهرته ارتبطا بظرف لم يتوقعه، من خلال علاقة ابنه عماد (دودي) والأميرة ديانا المبعدة من العائلة المالكة بعد افتراقها عن تشارلز ولي العهد حينها والمتربع على العرش حاليا.

كان المصري شديد الوضوح في اتهامه: حادث السيارة الذي أودى بالعشيقين كان مدبّرا بأمر من دوق إدنبره الراحل فيليب زوج الملكة إليزابيت الثانية بهدف الحيلولة دون ارتباط محتمل بين مسلم والسيدة التي ستصبح يوما والدة ملك بريطانيا . كان رد الفعل العنيف ضد علاقته مع ديانا والذي تلا ذلك في الصحافة البريطانية من خلال إيحاءات عنصرية استهدفت عرق دودي، إضافة إلى أن قصر باكنغهام والملكة ودائرتها الداخلية ليسوا متحمسين لاقتحام الفايد حياة الأسرة الملكية.

ولم يوفر الفايد أدلة تدعم اتهاماته التي شكّلت مفترقا في علاقته بالحُكم. رفض الإقرار بأن الحادث الذي وقع أثناء مطاردة من قبل مصوّري المشاهير كان ناتجا عن السرعة الزائدة وشرب السائق للخمر وتناوله الأدوية المضادة للاكتئاب. واتهم الفايد العائلة المالكة وكذلك الاستخبارات البريطانية بتدبير الحادث.

وإضافة إلى خسارته العائلية دفع ثمن اتهاماته باهظا؛ ففي عام 2000 خسر هارودز امتيازا ملكيا من فيليب جراء ما عدّه قصر باكنغهام “تراجعا في العلاقة التجارية” بين الأمير والمتجر. وفي وقت لاحق من العام ذاته ردّ الفايد بإلغاء كل الامتيازات المتبقية للملكة والملكة الأم وتشارلز. وعلى الرغم من إقامته المديدة في بريطانيا واستثماراته وإتقانه الإنجليزية بلكنة أهلها، لم يُمنَح جنسية المملكة أو موقعا في دوائر النخبة الحاكمة.

لفهم ظاهرة الأميرة ديانا، عليك أن تفهم ما تعنيه للملايين من الأشخاص الذين لم تقابلهم من قبل.

في الجزء الأخير من مسلسل التاج أراد كاتب المسلسل تجميل صورة ولي العهد الذي أصبح الملك الآن على حساب شيطنة الفايد وابنه دودي. وحسب السيناريو المطروح يطارد الأول ديانا فقط لأن والده أصر على أنه يجب عليه التقرب منها وإيقاعها في شباكه. في الوقت نفسه، صورت السلسلة أيضا أن الفايد اتصل بالمصور الشهير ماريو برينا الذي التقط صور ديانا ودودي. وجلبت تلك الصور الفوتوغرافية الشهرة واعتبرت المحفز لمطاردات المصورين التي تلت ذلك. ولكن الحقيقة أن الملياردير المصري قام برفع دعوى قضائية ضد المصور بسبب انتهاك الخصوصية بعد وفاة ابنه.

ويحاول المسلسل أن يوهم المشاهد بأن محمد الفايد مسؤول عن خلق الظروف التي أجبرت ديانا على البقاء في باريس في تلك الليلة المشؤومة. ومن الجيد رؤية ديانا تحاول ملء فراغ داخلي والمرة الوحيدة التي تكون فيها سعيدة حقا، وكذلك اتخاذها خيارات واعية وأن تكون أما جيدة، في نفس الوقت الذي يصورون فيه محمد الفايد رجلا استغلاليا وغير محترم.

وهذا افتراء بحق الملياردير الذي توفي في أغسطس من عام 2023، بالإضافة إلى محاولة كاتب السيناريو التقليل من شأن قصة حب دودي وديانا الرومانسية، مما يجعل دودي يبدو وكأنه شخصية ضعيفة ومهزوزة أمام سطوة أبيه، وتجد الأميرة ديانا نفسها في علاقة عرضية معه، ومع ذلك نشاهد الفايد يوضح لابنه “إذا نجح في الارتباط بالأميرة، فسيجعل والده فخورا” ناهيك عن مساعدة فايد على صعوده في صفوف المجتمع.

في الجزء الأول من الموسم السادس نرى ديانا تتخذ خيارات مؤسفة، وفجأة أصبحت حكيمة. هل دودي ووالده هما اللذان يضعانها في مواقف ساذجة؟ لقد تم تصويرها على أنها ضحية نوعا ما للرجال المسلمين المسيطرين. هذه مجرد قصص لتشويه سيرة رجل ونظرة دونية وعنصرية لأصوله العربية التي أبرزتها الصحافة وأعادها الكاتب مورغان في صياغة الجزء الأخير من المسلسل. الحلقة الرابعة تفعل ذلك بالضبط فهي لا تظهر فقط أفراد عائلة ديانا المحطمين وهم يحزنون مع العالم بأسره، ولكن أيضا والد دودي يحاول أن يقول وداعا لابنه.

إذا كان هناك شرير ظهر في الجزء الأول من الموسم السادس فهو بلا شك محمد الفايد الذي يتم تقديمه على أنه استغلالي يحاول التلاعب، على أمل تحقيق القبول والمكانة في المجتمع البريطاني، وحتى بعد فقدان ابنه الأكبر لا يزال تحت وهْم أنه سيقربه من العائلة المالكة.

لكن الحقيقة أنه بعد وفاة دودي الفايد دخل الأب في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد لم يخرج منها حتى وفاته، حسب ما ذكر في حوار له مع صحيفة ديلي ميل عام 2017، حيث قال “أجلس 300 يوم في السنة صامتا باكيًا بجانب جسد دودي المدفون في قصري بمنطقة أوكستيد في لندن، ومازلت أحتفظ بشقة ابني في ماي فير بلندن، لتبقى ذكرى حية له حتى بعد 20 عامًا من وفاته”. وعلى جانب آخر صور المسلسل الأمير تشارلز رجلا طيبا وحساسا، نراه يصرخ في وجه الملكة والأمير فيليب ويطالبهما بأن يعترفا بأن خسارة ديانا خسارة للعائلة المالكة.

خسارة ديانا خسارة للعائلة المالكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى