حديث البلد

النائب أبو هنية.. يتحدث بلسان الوطن والفطرة الوطنية لا بلسان الحزب والكتلة

التاج الإخباري – في زمن تتكاثر فيه الأصوات وتتنافس فيه الخطابات، تبقى الكلمة الصادقة والموقف الثابت هما ما يُميز القادة الحقيقيين.

ومن بين أولئك الذين أثبتوا حضورًا لافتًا وطرحًا عميقًا، يبرز النائب الدكتور أيمن أبوهنية، رئيس كتلة حزب عزم النيابية، كنموذج متميز في الأداء السياسي والوطني.

ولأكون صادقًا، لا أعرف هذا الرجل معرفة شخصية، لكن كلمته الأخيرة تحت قبة البرلمان كانت كفيلة بأن تجذبني، وأن تدفعني للتعمق في نهجه وأدائه، بكل حياد وتجرد. فمن لا يشكر الناس لا يشكره الله، والحق يُقال: لقد تحدث بلسان الوطن، لا لسان الكتلة أو الحزب.

كانت كلمته نموذجًا ناضجًا في الطرح المسؤول والعمق الوطني، خطابًا وازنًا جمع بين قوة الموقف وحكمة الطرح، وأثبت أن الأردنيين لا يزال فيهم من يملك أدوات الإقناع، لا بالصوت المرتفع، بل بالحجة والمنطق والصدق.

لقد طرح النائب أبوهنية رؤية واضحة لأمن الوطن وسيادته، مستندًا إلى الدستور والقانون، رافضًا العبث، ومؤكدًا أن الأردن ليس ساحةً لتجاذبات الخارج، ولا منصة لتصفية الحسابات أو لافتعال الأزمات. وبهذا الطرح، لم يكن مدافعًا فقط، بل شريكًا حقيقيًا في صناعة الوعي الوطني.

لكن التميّز لم يقف عند حدود الكلمة، بل ظهر جليًا في حضوره الميداني الفاعل من خلال مبادرة “عزم بالميدان”، وجولاته في المحافظات، حيث يلامس الواقع ويستمع إلى الناس ويتفاعل معهم بكل احترام ورُقي. لا يتحدث عن الناس من خلف المكاتب، بل يذهب إليهم… ينصت، يُشخّص، ويقترح الحلول.

وأكثر ما يلفت في أدائه هو هذه القدرة على الدمج بين فهم إداري علمي وحنكة سياسية واقعية، وهو أمر ليس بغريب على من يحمل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال، وشهادة التفوق العلمي في الماجستير من جامعة الشرق الأوسط.

وبصفته رئيسًا لكتلة نيابية، أثبت كفاءة في إدارة التنوع داخل الكتلة وتحويله إلى قوة تفاعلية متناغمة، وهو أمر لا يتحقق إلا بقائد لديه رؤية، مرونة، وجرأة في الطرح.

وعند الحديث عن دوره الرقابي والتشريعي، يبرز كنائب يمتلك إلمامًا حقيقيًا بقضايا الوطن والمواطن، ويطرح حلولًا قابلة للتطبيق والقياس، بعيدًا عن الشعارات والتوصيات الفضفاضة.

ولعلّ ما لفتني حقًا في كلمته حول الثقة والموازنة هو أنه خرج عن المألوف، لم يكرّر ما يُقال، بل شخّص الواقع الاقتصادي بعين العارف، وبقلب الحريص على الأردن وأبنائه.

باختصار، نحن أمام نائب وطني، لا مجرد نائب دائرة… نائب يحمل همّ الوطن، ويسير بخطى واثقة نحو مستقبل سياسي واعد. مثل هؤلاء يجب أن يُشكروا، وأن يُسلّط الضوء على جهودهم، لأنهم يستحقون.

الأردن بحاجة لأمثال الدكتور أيمن أبوهنية، ممن يجمعون بين الحكمة والعلم، وبين الانتماء الحقيقي والعمل الميداني.
حفظ الله الأردن، ووفّق كل من يخدمها بإخلاص وأمانة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى