حديث البلد

الاقتصاد الأخضر بوابة الفرص لريادة الأعمال ونمو الشركات

الاقتصاد الأخضر هو قادم الاقتصاد العالمي، إذ يوفر فرصًا واعدة للجميع للمساهمة في بناء مستقبل مستدام

التاج الإخباري – تعد أبواب الدخول الى الاقتصاد الأخضر متنوعة ومن أبرزها بوابة الفرص والتي تتيح للشركات ورواد الأعمال والباحثين عن العمل للاستفادة من تلك الفرص الكامنة في هذا القطاع والوظائف الخضراء.

فقد قامت العديد من المنظمات العالمية والحكومات بانتهاج التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وهو الاقتصاد الناتج عن الممارسات الخضراء التي ينتهجها الأفراد والشركات والحكومات إما للتقليل من الآثار الضارة على البيئة أو معالجتها أو انعدامها تماماً.

فإن كان لديك بعض التأثير الإيجابي على البيئة والموظفين والمجتمع فأنت إما في دائرة الاقتصاد الأخضر أو أنك تسعى للوصول إليه، فمثلاً إن كنت تنتهج التقليل من استخدام الورق أو المواد الضارة للبيئة في شركتك أو أنك توفر في استخدام الكهرباء ومصادر الطاقة في الإنتاج أو تتيح لموظفيك العمل عن بعد أحيانا، فأنت تعمل على إحدى ممارسات الاقتصاد الأخضر.

ولكي تتمكن من الاستفادة من الميزات والفرص والاستثمارات والمنح والوظائف الكامنة في الاقتصاد الأخضر، فعليك بفهم الاقتصاد الأخضر من المنظور الذي يجعل أعمالك ومهارتك وابتكاراتك تتكيف لتقوم بالدور المطلوب منك في هذا الاقتصاد.

الضرورة الى الاقتصاد الأخضر تفوق الاحتياج.  

نتيجةً للثورة الصناعية العالمية خلال الثلاثة عقود الماضية تضاعف حجم الاقتصاد العالمي بأربع مرات مخلفاً وراءه آثار بيئة ضارة مثل زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، والتي بدورها أدت إلى الاحتباس الحراري والتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، مما تسبب بإحداث خلل في التوازن الطبيعي، وشكل تهديداً على البشر وكافة المخلوقات.

الأمر الذي استدعى المنظمات العالمية إلى المطالبة بالتحول من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الأخضر وغيره من الاقتصادات لتحقيق اقتصادات مستدامة ذات مسؤولية، ولتحقيق تلك الأهداف قامت أغلب الحكومات بتبني التحول إلى الاقتصاد الأخضر وغيره من الاقتصادات، ويعتمد التحول إلى الاقتصاد الأخضر على استخدام الطاقة النظيفة وتقنين إنتاج المواد غير القابلة للتدوير والحد من المخلفات الضارة بالبيئة، بدأً من الشركات العملاقة وصولاً إلى الشركات الصغيرة، والتشجيع على الريادة الخضراء، كل ذلك خلق حزمة وظائف، تسمى الوظائف الخضراء وهي وظائف تسهم في الحفاظ على البيئة أو إصلاحها أو تحسينها، وتوقعت منظمة العمل الدولية أن يُنتج الاقتصاد الأخضر 100 مليون وظيفة خضراء جديدة بحلول 2030 عالمياً، فيما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أن حصة الوظائف الخضراء بلغت 12% من إجمالي الوظائف لعام 2023.حجم الاستثمارات في الاقتصاد الأخضرتُحدد بوصلة استثماراتك الى الاتجاه الذي يرتاده اقتصادك.حيث من المتوقع ان تبلغ حجم الاستثمارات العالمية في الاقتصاد الأخضر الى 4.5 ترليون دولار سنوياً منها 2 ترليون دولار عربياً بحلول العام 2030، وسيتزايد طردياً حجم الاستثمارات الخضراء وصولاً الى العام 2050 بحسب التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة.

انطلاقاً من ذلك أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر إلى جانب البدء بإنتاج الهيدروجين الأخضر، وأعلنت أنها ستستثمر 700 مليار ريال سنوياً وتوفير الملايين من فرص العمل، فيما أطلقت الإمارات العربية المتحدة مبادرة اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة وعام الاستدامة ومؤتمر COP28، وأيضا البدء بإنتاج الطاقة النظيفة، ومن المتوقع أن تصل حجم استثماراتها لأكثر من 600 مليار دولار، وبلغت حصة الوظائف الخضراء لحوالي 12% من إجمالي الوظائف.

الفرص الكامنة في الاقتصاد الأخضر

من التحديات تخلق الفرص

تعكس حجم الاستثمارات العربية والعالمية المتجهة نحو الاقتصاد الأخضر إلى توافر العديد من الفرص عربياً في الاستثمارات الخضراء، ومن أهم تلك الفرص ما يلي:

1.السندات الخضراء

وهي صكوك استدانة تٌصدر بهدف تمويل المشاريع الخضراء الصديقة للبيئة.

2.الصناديق الخضراء

تساهم هذه الصناديق بجمع الأموال واستثمارها في دعم المشاريع الصديقة للبيئة والتي تعمل على انتاج منتجات وخدمات وتكنولوجيا خضراء تقلل من الاضرار على البيئة.

.الضرائب والحوافز

وهي حزمة من الحوافز تقدم للشركات التي تعمل في دائرة الاقتصاد الأخضر، وتشتمل إما على نظام خصومات ضريبة وإعفاءات ضريبة كاملة، إلى جانب الأولوية في التنافس على العديد المشاريع الكبيرة.

4.القروض البيئية المحلية

تقدم هذه القروض من المصارف والهيئات المتخصصة بتمويلات ميسرة للمشاريع التي تعمل في الاقتصاد الأخضر، وتشمل العديد من المشاريع التي تعمل على الأنشطة البيئية أو الأنشطة الفرعية وغيرها.

5.المنح والتمويل الدولية

تُقدِم العديد من المنظمات الدولية المنح الخضراء، وذلك لدعم المشاريع التي تعمل في دائرة الاقتصاد الأخضر للتقليل من الأضرار الناجمة على البيئة في الدول النامية.

6. الاستثمارات ذات المعيار البيئي

وهي جزء من المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تنتهجها الشركات لجذب المستثمرين وتوسيع دائرة أعمالهم، والتي يسعى إليها أغلب المستثمرين.

6. المبادرات الخضراء

وهي مبادرات وطنية وإقليمية وعالمية تسعى إلى تشجيع القطاع الخاص على تبني ممارسات بيئية في أعمالها وتتيح العديد من المزايا والحوافز والدعم.

7. الوظائف الخضراء

وتعتبر الوظائف الخضراء وظائف مستحدثة تعمل في الحفاظ على البيئية أو إصلاحها أو تحسين نوعيتها، ويمكن ممارستها. أما في الصناعات والخدمات التقليدية القائمة، أو في الصناعات الخضراء الناشئة الجديدة للطاقة النظيفة.

نصائح للاندماج مع الاقتصاد الأخضر

استشراق المستقبل نواةً لتحول اليوم  

تحديد نقطة البداية هي اللبنة الأساسية للاندماج مع الاقتصاد الاخضر، وفيما يلي نقوم بعرض اهم تلك النصائح للشركات ورواد الاعمال والباحثين عن الوظائف لتفعيل دورهم في الاقتصاد الاخضر

تحول الشركات الى الاقتصاد الأخضر  

إن عملية تحول شركتك لتكون ضمن الشركات التي تعمل في الاقتصاد الأخضر تحتاج إلى رسم الاستراتيجية الخضراء وتحديد المعايير والأهداف وطريقة التشغيل التي تعمل عليها تلك الاستراتيجية، واستقطاب الخبرات الإدارية والتشغيلية والتقنية لتفعيل هذه الاستراتيجية، على أن تعمل هذه الاستراتيجية على نحو مباشر أو غير مباشر في إنتاج سلع وخدمات صديقة للبيئة من خلال خمس أهداف رئيسية

  • تحسين كفاءة استخدام الطاقة والمواد الخام
  • الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة
  • التقليل من التلوث والنفايات
  • تدوير واستعادة النظم البيئية
  • المساهمة في التكييف آثار تغير المناخ

ريادة الاعمال الخضراء

تمثل ريادة الأعمال الخضراء فرصة واعدة لابتكار أعمال وآليات وبرامج تقنية ومشاريع تهدف إلى تقليل الآثار البيئية وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، وتأهيل مشروعك للاستفادة من المنح المتوفرة لدعم المشاريع الخضراء، ونورد بعض الأهداف التي يمكن تقديمها كحلول في المشاريع الريادية الخضراء

  • تطوير منتجات وخدمات خضراء ومستدامة
  • تطوير مشاريع لفاعلية استخدام التقنيات والموارد الصديقة للبيئة
  • ابتكار خدمات خضراء في الإدارة الخضراء وإدارة شؤون الموظفين الخضراء

التأهيل لوظائف الاقتصاد الاخضر

هنالك فجوة ما بين زيادة الطلب على الوظائف الخضراء وبين ندرة الكفاءات المتاحة لسدها، وقد يتبادر إلى الأذهان بأن الكفاءات المطلوبة للوظائف الخضراء تعد معقدة وصعبة، ولكنها في الحقيقة تحتاج إلى تطوير بعض المهارات والدراسات التي اكتسبتها لتصبح متوائمة مع الوظائف الخضراء، وتقسم الوظائف في الاقتصاد الأخضر إلى فئتين وهما:

  • الوظائف الخضراء وهي الوظائف المتصلة مباشرة بالبيئية مثل الطاقات المتجددة، الوقاية وتوفير الطاقة، إدارة النفايات، إدارة استهلاك الطاقة، إدارة النفايات وغيرها.
  • وظائف التحضير وهي الوظائف غير المباشرة في التشغيل البيئي، ولكنها تراعي البعد البيئي، مثل الزراعة العضوية وقطاع الاستشارات التجارية والمجتمعية الخضراء، والإدارة الخضراء مثل إدارة شؤون الموظفين الخضراء وغيرها.

الجميع لديه بصمة في الاقتصاد الأخضر

إن التحول إلى الاقتصاد الأخضر هو منظومة متصلة تتشارك فيها الحكومات والمنظمات العالمية والمستثمرون لتحفيز مشاركة القطاع الخاص ورواد الأعمال والأفراد للوصول إلى اقتصاد مستدام ونظيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى