إختتام أعمال ورشة العمل الثانية في الأردن حول أنظمة الزيتون المتعددة الوظائف

التاج الإخباري – أختتمت أعمال ورشة العمل الثانية في الأردن حول أنظمة الزيتون المتعددة الوظائف التي نظّمها كل من المركز الوطني للبحوث الزراعية (NARC)، ووكالة الغابات الإقليمية للأراضي والبيئة في سردينيا (FORESTAS) وإتحاد المختبرات الحية عبر الحدود للزراعة الحرجية (LIVINGAGRO)، في فندق ريجنسي بالاس عمان – شارع الملكة علياء في عَمّان، الاردن، يوم 14 آذار 2023.
شكّلت هذه الورشة فرصة أمام نخبة من الضيوف الباحثين المرموقين من الاردن، إيطاليا واليونان، لتبادل خبراتهم بحضور عدد من المزارعين ورجال الأعمال والإداريين المحليين والباحثين والشركات الخاصة وصانعي السياسات وأصحاب المصلحة المهتمين بقضايا الزراعة الحرجية في الأردن، مؤكدين على أهمية إعتماد أحدث التقنيات لتطوير استراتيجيات جديدة لزراعة الزيتون على أساس نهج الزراعة الحرجية.
هدف المؤتمر
ويتمحور الهدف الرئيسي لورشة العمل هذه حول تعزيز العلاقات بين البحوث والشركات والحوكمة والجمعيات والمواطنين بغية سد الفجوة بين المبتكرين في الزراعة الحرجية والمستخدمين النهائيين. وبناء على نهج الابتكار المفتوح المعتمد، تم تعزيز التدفق متعدد الاتجاهات للمعرفة والابتكارات بين أصحاب المصلحة على أنواعهم، وفقاً للعلاقات التي ساهمت المختبرات الحية عبر الحدود في بنائها في السنوات الأربع الماضية.
الترحيب والملاحظات الاستهلالية
إستهلت الورشة أعمالها بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور سلام أيوب مدير مديرية بحوث البستنة في NARC نيابة عن الدكتور نزار حداد، مدير عام NARC- الاردن، بينما قدم الدكتور موريزيو مالوشي، مدير الخدمات التقنية في FoReSTAS – إيطاليا ومنسق المشروع، لمحة عامة عن جهود الوكالة المستمرة في مجال التعاون عبر الحدود مع البلدان المتوسطية الشريكة من خلال العديد من المشاريع الممولة من أوروبا.
من جهتها، نوّهت الدكتورة سارة مالتوني ، رئيسة مكتب سلاسل القيمة الحرجية في FoReSTAS بمساهمة مشروع LIVINGAGRO في تطوير الزراعة الحرجية، مسلطة الضوء على نهج LIVINGAGRO LEADERS الذي تم تطويره في الأصل ضمن مشروع إبتكار Alcotra الإقليمي الاستراتيجي، مؤكدة على فوائد نهج المختبر الحي للابتكار المفتوح.
الدكتور سلام أيوب، قدّم بعد ذلك عرضاً مفصلاً عن إنجازات مشروع LIVINGAGRO في الأردن، وتحديداً إعادة تأهيل البيت المحمي لإكثار الأنواع النباتية، وتطبيق عدة تجارب ميدانية للزراعة المتداخلة والغطاء الخضري في أنظمة الزيتون متعددة الوظائف، وإنتاج مواد ومنشورات متعددة الوسائط حول هذا الموضوع في الأردن.
الدكتور ماورو فورتيسكي من FoReSTAS – إيطاليا، وجّه الدعوة إلى جميع أصحاب المصلحة المهتمين بأنظمة الزيتون متعددة الوظائف (زراعة الزيتون) وأو المراعي الحرجية للانضمام إلى المختبرات الحية عبر الحدود من خلال المنصة الخاصة المعتمدة (http://www.livingagrolab.eu) من أجل استكشاف الابتكارات في الزراعة الحرجية، مع ما يوفره الموقع من دروس مجانية، ونشرات، ومنتديات وغيرها العديد من الفعاليات ومصادر المعلومات الأخرى.
عروض الابتكار
وأعقبت الملاحظات التمهيدية جلستان لعروض الابتكار، سلّط خلالها الضوء على أفكار وفئات مختلفة من الابتكارات: بدءاً من تطبيقات التكنولوجيا الفائقة (مثل مشروع Gaiasense، والملصقات الجزيئية، وما إلى ذلك)، مروراً بالابتكارات الاجتماعية متعددة الوظائف (مثل الرابطة النسائية لإنتاج زيت الزيتون، والسياحة البيئية المتمحورة حول أنظمة الزيتون المتعددة الوظائف)، ووصولاً حتى أهمية استعادة الممارسات الجيدة التقليدية لإدارة بساتين الزيتون بطريقة مبتكرة وفي الوقت عينه طريقة متعددة الوظائف ومستدامة (خلائط الغطاء الخضري مع البذور المبتكرة، واختيار الأنواع التي تتحمل الظل ، إلخ).
أما الدكتور جورجيوس كوبوريس من ELGO-DIMITRA – اليونان، فقد إستعرض في مداخلته عبر الإنترنت ، كيفية تكيف بساتين الزيتون مع تغير المناخ من خلال الإدارة المستدامة، مشدداً على أهمية التنوع البيولوجي الذي يلعب دوراً رئيسياً في تحقيق مرونة النظام البيئي الزراعي. وقدم الدكتور كوبوريس أيضاً لمحة عامة عن مختلف مشاريع الزراعة البيئية في اليونان التي تديرها ELGO-DIMITRA ، والتي تهدف إلى تحسين استدامة قطاع زيت الزيتون وتطوير أنظمة زراعية ذكية ومستدامة في بلدان البحر الأبيض المتوسط.
وأشار الدكتور كلاوديو بوركيدو، باحث في المجلس الوطني الإيطالي للبحوث (CNR)، إلى الإيرادات و/أو الوفورات المحتملة لاستخدام الخلائط المبتكرة القائمة على البقوليات كغطاء أخضر في أنظمة الزيتون متعددة الوظائف، بالإضافة إلى فوائدها الاجتماعية والبيئية المحتملة. وأوضح الدكتور بوركيدو في مداخلته أن تنفيذ الخلائط القائمة على البقوليات كغطاء أخضر يحسن استدامة أنظمة بساتين الزيتون متعددة الوظائف، طالما أنها تتكيف بشكل جيد مع التربة المحلية والظروف المناخية.
الدكتور أدولفو روساتي من CREA – إيطاليا ، عرض لإبتكار حول "دمج الزيتون والدواجن والهليون في أنظمة الزيتون متعددة الوظائف"، موضحاً أن استخدام الأوز والدجاج للتخلّص من العشب يُساهم في القضاء على استخدام المبيدات أو الحد منها. بالإضافة إلى ذلك ، أظهر الدكتور روساتي أن زراعة الهليون البري تحت أشجار الزيتون، لاسيما وانها تنمو في البيئة المناخية ذاتها، من شأنها أن توفر دخلاً إضافياً في سوق متنامية دون التأثير على محصول الزيتون.
من جهتها، اقترحت الدكتورة لوسيانا بالدوني مديرة الأبحاث في المجلس الوطني للبحوث، معهد العلوم البيولوجية والموارد الحيوية (CNR-IBBR) – إيطاليا، ابتكاراً فريداً في محاضرتها حول "التمييز بين زيوت الزيتون البكر الممتاز وزيتون المائدة الناتجة عن أنماط سلالات أصناف الزيتون في المناطق ذات القيمة العالية". وأوضحت الدكتورة بالدوني أن تحليل الحمض النووي فقط هو الذي يمكنه تحديد الأصناف و / أو السلالات التي ساهمت في إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز أو زيتون المائدة، مُضيفة أن هذا الابتكار يهدف إلى إحباط الممارسات الاحتيالية ويساهم في حماية المنتجات عالية القيمة المستخرجة من المناطق / البيئات الزراعية الهشة والصعبة.
البروفيسور محمد بريك من قسم الأحياء في جامعة جرش قدّم عرضا لدراسة حول تسلسل جينوم الميتوكوندريا الكامل لصنف الزيتون التاريخي مهراس في الأردن، وإنعكاسه على زيادة دخل المزارعين.
ولم يغب دور المرأة في قطاع الزيتون عن ورشة العمل هذه، حيث نوّهت الدكتورة سناء حناوي مديرة مشروع في الشبكة النسائية الأردنية لزيت الزيتون JOOWN، بأهمية" إدماج المرأة في قطاع الزيتون في المناطق الريفية". ونيابة عن الشبكة، لفتت الدكتورة حناوي أيضاً إلى مبادرات، مثل مبادرة "المهراس" التراثية، "أشجار زيتون الأجداد هي كنز الأحفاد"، والتي تهدف إلى تشجيع عمل الأسرة في زراعة الزيتون في المناطق الريفية.
وأظهر السيد يوسف بدر، مدير وحدة في جمعية ملتقى الوديان التعاونية للسياحة والزراعة البيئية – الأردن، من خلال مشروع "سحم " في شمال الأردن، كيف يمكن استخدام الزراعة الحرجية كأداة لتطوير السياحة والزراعة البيئية. وتتميز المنطقة بمجموعة غنية متنوعة من الأشجار، بما في ذلك أشجار الزيتون ، بحيث يهدف مشروع "سحم" إلى إنشاء مركز سياحي يستقطب الزوّار المحليين والأجانب من مختلف البلدان، علاوة على إنشاء مركز زراعي بيئي للمهتمين بدراسة النباتات على أنواعها.
شرح الدكتور فرانشيسكو ماريني، المساعد التقني في PEFC (برنامج المصادقة على شهادات الغابات)- إيطاليا، كيفية تسويق نظم الزراعة الحرجية من خلال نظام إصدار شهادات PEFC. في مداخلته، عرض الدكتور ماريني لمعايير الشهادة المحددة التي تقدمها PEFC للزراعة الحرجية ومنتجاتها، لاسيما تلك المتعلقة بإدارة وصيانة وتعزيز موارد الزراعة الحرجية والتنوع البيولوجي، مشيراً إلى أن "مجال تطبيق معيار Agroforestry PEFC هو المكون الشجري لنظام الزراعة الحرجية والعناصر المرتبطة به".
اما الدكتور فاسيليس بيرجيوتيس من NEUROPUBLIC – اليونان، فقد تحدّث عن نظام Gaiasense من NEUROPUBLIC للزراعة الذكية في قطاع الزيتون، شارحاً خصائصه الرئيسية وكيف تم تبنيه في إطار مشاريع مختلفة مثل LIFE GAIA Sense التي تثبت فوائد تقنيات الزراعة الذكية لكل من المزارع وتأثيراتها على جودة المنتج والبيئة.
نقاشات مفتوحة وأسئلة واجوبة
بعد استطلاع للرأي بإستخدام أداة Mentimeter يهدف للتشجيع على المشاركة في جلسة النقاش، شارك الحضور في مناقشات مفتوحة من خلال الأسئلة والأجوبة مع خبراء وممثلين عن مشروع LIVINGAGRO، والتي ركّزت على كيفية تنفيذ أو تطوير الابتكارات في مزارعهم أو مختبرات الأبحاث، وكيفية الحفاظ على إنتاجية النظام باستخدام أحدث الأساليب والابتكارات العلمية. وقد أبدى جميع المشاركين اهتماماً كبيراً بالابتكارات المقترحة، طارحين أسئلة تتعلق بمجال تطبيقها في الأردن والنقاط الاساسية التي قد تعيق اعتمادها الفوري.
الملاحظات الختامية
وفي ختام ورشة العمل الثانية في الأردن حول أنظمة الزيتون المتعددة الوظائف، نظّمت لقاءات فردية أتاحت الفرصة أمام أصحاب المصلحة المهتمين لإجراء محادثة متعمقة ومصممة خصيصاً مع الخبراء المعنيين.
تجدر الإشارة إلى أن الإتحاد الاوروبي يُساهم في تمويل مشروع المختبرات الحية عبر الحدود للزراعة الحرجية (LIVINGAGRO) عبر برنامج ENI CBC Med 2014-2020 ، ويتم تنفيذه في إيطاليا واليونان ولبنان والأردن. يهدف المشروع إلى دعم التعليم والبحث والتطوير والابتكار ونقل التكنولوجيا، بما في ذلك تبادل نتائج البحوث، من خلال إنشاء مختبرين حيين، أحدهما لأنظمة الزيتون متعددة الوظائف (المختبر الحي 1) والآخر للغابات الحرجية (المختبر الحي 2).