إقتصاد

سوق العملات المشفرة أمام اختبار البقاء.. هل يصمد؟

التاج الاخباري -يواجه سوق العملات المشفرة أكبر اختبار له حتى الآن، وسط عمليات سحب المستثمرين السيولة منه على نحو قوي.

وحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، بالنسبة لجيل من التقنيين المنفردين، كانت روح «الكل مقابل واحد» للعملات المشفرة أكبر عامل جذب لها في الفترة الماضية، وحالياً الذعر ينتشر عبر العالم، وهذه الروح نفسها تشكّل أكبر تهديد لبقاء سوق العملات المشفرة حتى الآن.

‎⁨ وبدأ هذا العام في أسواق العملات المشفرة وسط نوبة بيع «تجنب المخاطرة» يغذيها مجلس الاحتياطي الفيدرالي المصمم فجأة على كبح جماح التجاوزات، وقد كشفت شبكة من الترابط تشبه إلى حدٍ ما، تشابك المشتقات التي أدت إلى انهيار النظام المالي العالمي في عام 2008.

وتقلص سعر بيتكوين ما يقارب 70% من ارتفاعها القياسي، كما تراجعت أيضاً مجموعة من العملات البديلة.

ومنذ بلوغ ذروتها التاريخية حينما قفزت القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى مستويات قرب الـ3.1 تريليون دولار في نوفمبر 2021، فقدت سوق التشفير ما يزيد على 2 تريليون دولار.

ونزلت القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى مستويات دون التريليون دولار خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الاثنين تزامناً مع انهيار القيمة السوقية لبيتكوين إلى ما دون الـ408.28 مليار دولار، بينما تبلغ قيمة سوق الكريبتو 960.79 مليار دولار.

وبحلول الساعة 09:10 صباحاً بتوقيت غرينتش، تراجع سعر عملة البتكوين تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.09%، ليصل إلى 21.44 ألف دولار، فيما نزل سعر عملة الإيثريوم بنسبة 1.15% بالغاً 1.23 ألف دولار.

وكانت وول ستريت قد تعرضت لعاصفة من التراجعات يوم الجمعة الموافق العاشر من الشهر الجاري، وذلك عقب بيانات تضخم كارثية دفعت المتداولين إلى هجرة الأصول عالية المخاطر والتوجه للملاذات كالذهب والدولار.

وانسحبت تراجعت وول ستريت على سوق العملات الرقمية حيث يرى بنك أوف أمريكا أن المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكي يواصلون الحذر بشأن احتمالات تسارع التضخم ومعدلات الفائدة في الفترة المقبلة، متوقعاً انتهاء صعود السوق.

والقت الزيادة الكبيرة في معدلات التضخم بظلالها السلبية على قرارات الفيدرالي، حيث توقع بنك باركليز اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماع واحد، بعد بيانات التضخم التي جاءت أعلى من التقديرات.

وكتب الاقتصاديون في البنك بقيادة جوناثان ميلار: «نعتقد أن لدى الاحتياطي الفيدرالي سبباً وجيهاً الآن لمفاجأة الأسواق من خلال رفع معدل الفائدة بأكثر من المتوقع خلال الشهر الجاري».

وأعلن مكتب إحصاءات العمل في مطلع الشهر الجاري أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 8.6% في مايو الماضي على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى في 41 عاماً.

وتراجعت معنويات المستثمرين في "وول ستريت" منذ بداية العام الجاري، مع رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة مرتين، ووسط القلق حيال ركود الاقتصاد الأمريكي.

ويعتقد محللو بنك أوف أمريكا أن الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود فني بالفعل، لكننا لا ندرك ذلك فقط مع وجود بعض البيانات التي تحمل أداءً مخيباً.

وكان الاقتصاد الأمريكي قد انكمش بنسبة 1.5% في الربع الأول من العام الجاري، ما يعني أن حدوث أي انكماش في الربع الثاني سيشير إلى دخول الاقتصاد في حالة ركود فني.

وأشارت وكالة بلومبيرغ أن عمليات البيع الواسعة للأصول الرقمية وانهيار عملتَيْ «تيرا دولار» و«لونا» أدّت إلى تداعيات قوية في صناعة العملات المشفرة.

وبحسب الوكالة، أثارت موجة التسييل المخاوف من مخاطر انتشار التبعات، حيث جمّد المقرضان الرئيسيان للعملات المشفرة «سلسيوس نتوورك» و«بابل فاينانس» عمليات السحب.

وذكرت الوكالة أن صندوق التحوط الرئيس للعملات المشفرة «ثري أروز كابيتال» يواجه مشاكل سيولة أزعجت المستثمرين.

وأوقفت بورصة تداول العقود الآجلة المادية للعملات المشفرة، «كوين فليكس»، كافة عمليات السحب، مستشهدة «بظروف السوق القاسية»، الأسبوع قبل الماضي، و«استمرار الشكوك المتعلقة بالطرف الثالث»، دون الإعلان عن اسمه. قالت الشركة إن الطرف الآخر ليس «ثري أروز كابيتال» أو أي شركة إقراض أُخرى.

وتأسست بورصة «كوين فليكس» الصُغرى لتداول المشتقات في عام 2019، وتشير بيانات «كوين غيكو» إلى أنها تدعم مشتقات 34 زوجاً من العملات المشفرة حالياً. تضمّ قائمة المستثمرين في البورصة روجر فير، أحد أكثر المدافعين صخباً عن «بتكوين كاش».

ووضعت شركة الوساطة في العملات المشفرة «فوياجير ديجيتال» حدوداً لعمليات السحب من قبل العملاء من نظامها الأساسي عند 10000 دولار، و20 معاملة، خلال فترة 24 ساعة.

وأعلنت الشركة، التي يقع مقرها في نيويورك وحصلت على قروض بقيمة 485 مليون دولار في الأسبوع الماضي من شركة «ألاميدا ريسيرش» لتعزيز حماية أصول العملاء، عن القيود على موقعها الإلكتروني، وحصلت الشركة على التمويل بعد إفصاحها عن تعرضها لصندوق التحوط المشفر «ثري أروز كابيتال».

وكشفت الشركة، هذا الأسبوع، عن انكشاف حوالي 660 مليون دولار من القروض لصندوق التحوط المتضرر، «ثري أروز كابيتال»، ما أدى إلى انخفاض الأسهم بعد إعلان المحللين عن احتمالية وقوع المزيد من الضرر.

وقالت مقرضة العملات المشفرة «نيكسو»، التي تعتبر نفسها مؤمّنة من هزات التمويل اللامركزي العاصفة، إنها عيّنت «سيتي غروب» لتقديم المشورة بخصوص عمليات استحواذ محتملة.

وقالت الشركة المُقرضة، في منشور بتاريخ 22 يونيو بمدونتها، إنها تسعى للحصول على أفضل النصائح من البنك، بما في ذلك المتعلقة بصفقات «إعادة هيكلة السيولة».

قدمت «نيكسو» عرضاً غير مطلوب للاستحواذ على أصول منافستها «سيلسيوس» التي جمّدت عمليات السحب. قال متحدث باسم «نيكسو» في رسالة بالبريد الإلكتروني إن العرض لم «يؤتِ ثماره».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى