حديث البلد

طالبة في مؤسسة قطر تدعم ذوي الإعاقة البصرية من خلال مشاركتها في تقديم خدمات التعليق الوصفي السمعي

التاج الاخباري -لم يكن الأثر الذي تركته مساهمة ريم أبو زيد في فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ أقل وقعًا من الأهداف التي سُجّلت في الملاعب خلال أكبر حدث رياضي في العالم، فقد نالت جهودها استحسانًا وعرفانًا جاء على شكل تعليقات مثل: "صوتك جعلني أشعر وكأنني أشاهد العرض"؛ و"يمكننا الآن تخيل المكان بأكمله"؛ و"لقد استمتعنا بالعرض بفضلك".

كانت هذه بعضًا من التعليقات التي سمعتها ريم، وهي طالبة تستعد لحفل تخرجها في برنامج ماجستير الآداب في الترجمة السمعية البصرية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، التابعة لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، من ذوي الإعاقة البصرية الذين حضروا مختلف فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️ التي غطتها بصفتها معلّقة ومؤدية صوتية. 
تقول ريم أبو زيد: "إن العمل في سبيل تيسير وصول الأفراد إلى ما لم يكن في متناولهم في السابق يجعلني أشعر أن لي دورًا مفيدًا في هذه الحياة. وكم أثّرت كلماتهم في وجداني! لقد أدركت بفضل هذه التجربة كيف يمكن لعملي كمعلّقة وصف سمعي أن يساعد الناس، وربما يؤثر إيجابًا في حياتهم". 
كانت ريم جزءًا من فرق تيسير الوصول االمشارك في المعرض الفني لأعمال الأطفال "ريشة" الذي أقيم تحت شعار "نرحب بالعالم في قطر 2022™️". وقدمت خلالها خدمات التعليق الوصفي 

السمعي للّوحات المعروضة في الفعالية التي أقيمت في مكتبة قطر الوطنية قبيل انطلاقة بطولة كأس العالم.
كما شاركت ريم أيضًا بصفة معلّقة ومؤدية صوتية في تجربة "سيروا في الأرض" متعددة الحواس الكائنة في المدينة التعليمية والتي تقدم لمجتمع ذوي الإعاقة البصرية فرصة للاستمتاع بآخر ما أبدعه الفنان العالمي الراحل مقبول فدا حسين. بالإضافة إلى ذلك، كانت ريم من بين مقدمي خدمات التعليق الوصفي السمعي في العرض الذي سبق حفل افتتاح كأس العالم 2022.
وفي حديثها عن الحماس والصعوبات والفرحة التي مرت بها أثناء عملها في كل حدث شاركت فيه، تعلّق ريم: "في العرض الذي سبق حفل افتتاح كأس العالم، وصفنا جميع التفاصيل صوتيًا باللغتين العربية والإنجليزية، بما في ذلك القمصان، والأعلام، والتمائم، والملابس القطرية التقليدية للرجال والنساء، وغيرها".
وتضيف: "منحتني مشاركتي في هكذا حدث ضخم شعورًا غامرًا؛ فقد كان الناس من جميع أنحاء العالم يستمعون إلى أصواتنا بينما كنا نحاول مساعدة الجميع، بغض النظر عن قدراتهم، على أن يعايشوا تفاصيل ذلك اليوم الرائع".
مع ذلك، تشعر ريم أن عملها في تجربة "سيروا في الأرض" متعددة الحواس هو الأقرب إلى قلبها، وتقول إن التجربة كانت مفعمة بالجوانب الفنية، بما فيها من موسيقى وألوان، وأنها أتاحت لها الفرصة لرؤية الجمهور من ذوي الإعاقة البصرية وهم يتفاعلون مع وصفها السمعي بشكل مباشر. 
تقول: "خلال تجربة ’سيروا في الأرض‘ متعددة الحواس، أعطيتُ مجموعة من المكفوفين لمحة عن الفنان الراحل، ووصفًا للمكان الذي نحن فيه والجدار الفسيفسائي. كنت أدلهم على القطع الصغيرة في اللوحة الجدارية وأصف لهم صوتيًا ما يلمسونه في الوقت نفسه. عندما انتهيت، قال لي أحدهم: ’يمكنني تصورّها الآن، يا للروعة‘. كانت تلك من أسعد اللحظات بالنسبة لي، إذ شعرت وكأنه يبصر كل ما حوله من خلال صوتي".
تضيف: "لم يقتصر الأمر على الأفراد من ذوي الإعاقة البصرية، فقد كان من بين الحضور أشخاص مبصرون، لكنهم اختاروا استخدام سماعات الرأس للاستماع إلى أصواتنا، وقالوا إن العرض مع الوصف السمعي أضاف المزيد من السحر إلى تجربتهم".
وهذا هو المغزى بحسب ريم، إذ إن "الوصف الصوتي ليس مخصّصًا لأشخاص بعينهم فقط، بل يمكن للجميع الاستمتاع به".
في وقت سعت فيه لنيل درجة الماجستير، أدركت ريم أن العمل في مجال تيسير الوصول يبني الجسور بين أفراد المجتمع، وأن تيسير الوصول إلى شيء ما يعني إتاحته لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بغض النظر عن قدراتهم.
وترى ريم ضرورة تثقيف جميع الناس، كلّ حسب موقعه وإمكانياته، حول مفهوم الوصول الميسّر، فتقول: "يجب أن نتعلم كيف نضع أنفسنا في مكان الآخرين. على سبيل المثال، عندما ندخل مركزًا تجاريًا، يجب أن نسأل عما إذا كان هذا المركز التجاري متاحًا للأشخاص من ذوي القدرات المختلفة في المجتمع". 

يُعقد ملتقى خريجي مؤسسة قطر السنوي يوم السبت 13 مايو، حيث يلتقي خريجو المؤسسة مُجددًا ضمن المنظومة التعليمية الفريدة من نوعها التي جمعتهم، بما يُساعدهم على تعزيز التواصل، وبناء الروابط، ومناقشة الفرص الوظيفية فيما بينهم ومع مختلف الجهات الوطنية. يعكس ملتقى خريجي مؤسسة قطر جهود المؤسسة وسعيها نحو بناء مجتمع الخريجين على المستويين الوطني والدولي، وتوفير منصة لهم ليتمكّنوا من خلالها التعبير عن أفكارهم والتحديات التي تواجههم واهتماماتهم خلال حياتهم المهنيّة.


انتهى

مؤسسة قطر – إطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي منظمة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرتها نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام. وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الشعب القطري والعالم، من خلال توفير برامج متخصصة، ترتكز على بيئة ابتكارية تجمع ما بين التعليم، والبحوث والعلوم، والتنمية المجتمعية. 

تأسست مؤسسة قطر في عام 1995 بناء على رؤية حكيمة تشاركها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تقوم على توفير تعليم نوعي لأبناء قطر. واليوم، يوفر نظام مؤسسة قطر التعليمي الراقي فرص التعلّم مدى الحياة لأفراد المجتمع، بدءًا من سن الستة أشهر وحتى الدكتوراه، لتمكينهم من المنافسة في بيئة عالمية، والمساهمة في تنمية وطنهم.

كما أنشأت مؤسسة قطر صرحًا متعدد التخصصات للابتكار في قطر، يعمل فيه الباحثون المحليون على مجابهة التحديات الوطنية والعالمية الملحة. وعبر نشر ثقافة التعلّم مدى الحياة، وتحفيز المشاركة المجتمعية في برامج تدعم الثقافة القطرية، تُمكّن مؤسسة قطر المجتمع المحلي، وتساهم في بناء عالم أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى