التاج الإخباري – أكدت منظمة الصحة العالمية، الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة مشتبهة بالملاريا في اليمن منذ بداية العام 2024، فيما يستمر وباء الكوليرا في التمدد في معظم محافظات البلاد الذي يشهد حربًا منذ عشر سنوات.
وأعلنت السلطات في العاصمة صنعاء، الثلاثاء، اتخاذ تدابير في سبيل السيطرة واحتواء انتشار وباء الكوليرا في مديرية بني الحارث شمالي العاصمة.
ويشهد البلد موجة ثانية من وباء الكوليرا سجلت أكثر من مئتي ألف إصابة مشتبهة خلال العام 2024.
وذكرت وكالة الأنباء سبأ بصنعاء، بنسختها التابعة للحوثيين، أن اجتماعاً برئاسة وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية المساعد في حكومة “أنصار الله”، الخليل القرشي، وضم لجنة متابعة التدخلات للسيطرة على الوباء، ناقش يوم الثلاثاء الإجراءات والتدابير الكفيلة لاحتواء الوباء في المديرية.
وأكد أعضاء اللجنة “الحرص على منع انتشار الوباء والسيطرة عليه، واتخاذ تدابير فاعلة لاحتوائه، ومنها مد أنبوب الصرف الصحي إلى خارج المديرية، والحرص على تعقيم الخضراوات والمحاصيل الزراعية والامتناع عن الري بمياه الصرف الصحي، وضرورة التوعية الصحية عبر مكاتب الإعلام والصحة والبيئة والقطاع التربوي، واعتماد كافة التدابير الكفيلة بمواجهة الوباء”.
وكان تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وكتلة المياه والصرف الصحي، قال في مستهل نوفمبر/تشرين الثاني إنه “تم الإبلاغ عن 219009 حالات اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء اليمن خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و20 أكتوبر/تشرين الأول 2024” في موجة ثانية تضرب البلاد.
واجتاح وباء الكوليرا اليمن بشكل اُعتبر هو الأسوأ في التاريخ خلال 2016 -2021، جراء تراجع خدمات ومستلزمات النظافة وتلوث مياه الشرب وتدهور خدمات الصرف الصحي والرعاية الطبية تحت تأثير الحرب التي أهدرت معظم إمكانات البنى التحتية للخدمات. وتم الإبلاغ جراء ذلك عن أكثر من 2.5 مليون حالة مشتبه بها و4000 حالة وفاة.
إلى ذلك، تشكل الملاريا وحمى الضنك تحديًا صحيًا آخر يواجهه اليمن مع الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة مشتبهة بالملاريا هناك منذ بداية 2024م.
وأوضح بيان لمنظمة الصحة العالمية أن “اليمن يعدُّ من بين ست دول في منطقة شرق المتوسط تحتوي على مناطق ذات معدلات انتقال عالية للملاريا، وتمثل غالبية حالات الملاريا في شبه الجزيرة العربية، حيث يقدر تقرير الملاريا العالمي أن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن معرضون لخطر الإصابة بالملاريا. كما تشكل حمى الضنك، التي تتداخل مع الملاريا في المناطق الموبوءة، مشكلة صحية عامة رئيسية”.
وذكر البيان أنه “منذ بداية العام 2024، أبلغ اليمن عن عدد 1051287 حالة مشتبهاً بها من الملاريا و13739 حالة مشتبهاً بها من حمى الضنك”.
وأوضح “أن العوامل المناخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية تجعل المناطق الساحلية الغربية أكثر عرضةً بشكلً خاص، وقد ساهمت التقلبات الجوية الأخيرة، بما في ذلك الأمطار، في انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، ما يعرض المجتمعات الضعيفة للخطر”.
ووفق البيان “فقد أسفرت عملية المسح الأولية عن تحديد 4664 قرية ووادياً للتدخلات المُحتملة وتأكيد وجود 1160 منطقة مؤكدة تحتوي على بيئات تكاثر. وكانت محافظة الحديدة هي الأعلى، حيث تحتوي على 48٪ من إجمالي المناطق المُستهدفة”.
وقالت منظمة الصحة العالمية: “لقد أثر الصراع الدائر في اليمن بشدة على المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، ما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والتحديات الصحية. إن نظام الرعاية الصحية في اليمن، الذي يعاني من أحد أعلى معدلات انتشار الأمراض على مستوى العالم، أصبح مثقلاً بالأعباء، كما أن الفقر وظروف المعيشة القاسية تزيد من تعريض صحة ورفاهية ملايين الأشخاص للخطر”.