مقالات

حكايتي في البحرين المدهشة.. صيادة القلوب !

التاج الإخباري – هند خليفات

أن تقضي أسبوعا في جزيرة في قلب الخليج العربي، هانئا وادعا، حاملا صنارة صيد في بيت يطلُ على البحر في مدينة الدُرة جنوب مملكة البحرين فهو من دواعي أن عام 2021 العنيد أنتهى بحظ وافر سعيد ..

مهذب، مثقف؛ واعي ومتزن ولديه ذوق رفيع بالفنون على إختلاف مصادرها هو ما يمكن أن تضع في سيرة شعب البحرين من الانطباعات التي تعيشها وسط تنقلك في شوارع المنامة وفي الأسواق، حيث تتجاور الحداثة والمجمعات الاقتصادية من أبراج وعلامات تجارية شهيرة كتف بكتف مع جدران التاريخ والأسواق القديمة،، وهذا هو سر البحرين !

في سوق المحرق حيث تختبر وتتزامن مع معيشة البيت البحريني التراثي والأسواق القديمة وموئل العائلات البحرينية القديمة التي أسست مكانة البحرين، وتستقبل عيونك بكل مكان العلامة التجارية المحلية التي تسيطر على سوق الحلوى التراثية حيث علامة عائلة “شويطر “،والذي أرسل لهم من الأردن قلقي من هاجس الوزن من جراء لذة الحلوى التراثية البحرينية و”الصوغات” المليئة بالزعفران والهيل والبزورات البحرينية ..

في المنامة حيث يستقبلك المرفئ الاقتصادي بكافة وجهاته ووزارة الصناعة والتجارة البحرينية التي تحقق نقلة ضخمة في استقطاب العلامات التجارية وتسهيلات مرنة للمستثمرين وتركز على بناء العلامات التجارية التي يبنيها الشباب البحريني الذي صدقا أذهلني في جاهزيته وتمكنه من سوق العمل والريادة وطلاقته باللغة الإنجليزية!.. زرت عدة علامات تجارية بحرينية في قطاع الغذاء والترفيه وكلها مصنوعة من القلب للقلب وطبعا كنت أتابع البحرين واتنقل في فعالياتها بين تغطيات غادة سبت ورائدة سبت ! وطبعا التقيت كيڤن كريج وزوجته الريادية خلود، والذي كان يتنقل بين مجموعات وشركات في البلاد وخارجها محفزا ومرشدا في عالم الأعمال والعلاقات المهنية !

القصة المُلهمة في البحرين هو هذه البحرينية الجميلة منيرة الجاسم، فتاة لا تهوى العدسات ولا نبض “اللايكات” ولا تسارع الترند في المنصات ..

منيرة الجاسم التي التحقت بنا في بيت الدكتورة ليلى الخليفات كي تزيد من جمال رحلتي في البحرين جمالا، تحمل صندوق عدة الصيد مع كل المسميات البحرينية الجميلة التي حفظت بعضا منها، حيث تصيد بهدوء لساعات طوال دون حتى صورة،إلى حين أن وسوست في رأسها واقنعتها أن تشارك مهارتها التي طورتها بحكم اهتمام عائلة زوجها السعودي بعالم الصيد أب عن جد.. هل هناك جمال وتناغم أكثر من تناغم الثقافة البحرينية مع السعودية العظمى؟!

منيرة مكثورة الخيرعلمتني الصيد التقليدي، سنارة و “بّكّرة” وطُعم مكون من جمبري ..منيرة صادت وعلى مدى يومين قرابة ٣٠ سمكة من أنواع مختلفة أذكر منها ” الفيسكر والشعم” وطبعا مجموعة “قرقفان” حجم جامبو وطبعا سمكات صغار أرجعتها منيرة فورا للبحر وحدثتني طربا عن حملة #رده_بحر !

وماذا صدت أنا؟! أنا التي في حياتها لم تصدْ تونا معلبة من رف التسوق بدقة ؟! صدت ٤ سمكات بعد تعليمها لي وتوجهيها بكل خطوة، وسأبقى خلف هذه المنيرة المستنيرة حتى تُعمم تجربتها البحرينية في نادي للسيدات لتعليمهن مهارة الصبر قبل الصيد! منيرة فعلا خطييييرة!

لا يمكن أن تعبر موسيقى البحرين دون أن يرد ذِكر الموسيقى والموزع البحريني المبدع “سيروس جمعة” ،محطة موسيقية مهمة من عمر البحرين التي جمعت كبار نجوم العرب في قلبها الموسيقي الذي في رصيده مئات الأغاني الخليجية التي نرددها وهي جزء من ذكرياتنا، غنينا أو تقريبا “نّشّزنا ” في استديو سيروس وحفظت تقريبا أغنية “بالعالي ولا أنطفئ نورك” وشكرناه على الاستضافة وتحمله التلوث السمعي .. باختصار لا بُد من البحرين لا بُد من سيروس ولا بُد من الموسيقى !

عن “دينمو ” رحلتي والطاقة البحرينية الأجمل عن “فاطمة بوشلبي”التي هي عبارة عن طاقة عمل متحركة لا تهدأ لا تتوقف لكنها قادرة على إنزال دموعي ضحكا وفرحا من خفة دمها وسرعة بداهتها المذهلة !

طبعا عبرت بالفروسية والتقيت الفارسة البحرينية نورة حمد شيبه وأستمتعت برؤية صورتها الأعز على قلبها حيث سلامها على جلالة الملك حمد بن عيسى سيد البلاد وقائدها نحو مزيد من الجمال ومزيد من الإنجازات التي نلمسها نحن المحبين من كافة أنحاء العالم !

بلاد فيها مليك مثل الملك حمد بن عيسى الذي يرى العالم بقلب الأب وحكمة القائد الفذ وعقل منصوب نحو المستقبل ، وإرث آل خليفة الثري بالتاريخ والأصالة والعراقة والإنسانية، وسنده وامتداده الوثيق ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ..بلاد تنهض وتتقدم نحو مكانتها المستحقة، البحرين التي لا تنافس أحدًا ولا تحاول إثبات شيئا، ومكانتها في السياسة العالمية كما مكانة الشجرة الوارفة التي لا يمكن لأي من يستظل بها إلا أن يتنعم بخير ثمارها أو طيب ثمارها …

في السياحة التي يبدو فيها أن البحرين تعدُ عدتها نحو حجز مكانة متقدمة في سياحة التجارب وسياحة المسارات الثرية بالإرث البحريني العريق التي هي من إنجازات هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.. البصمة واضحة وتشعر أن السيدة تسابق الريح في إنجاز هذا التحول نحو إبراز مكانة البحرين بين وجهات السياحة العالمية، وتذكروا أني أقول الآن أن البحرين أو “دلمون” سابقا ستكون من أهم وجهات السياحة في الشرق الأوسط خلال بضعة سنوات !

البحرين لؤلؤة حقيقية ودرعها العائلة الخليفية الملكية، ولكل محبي استكشاف جماليات وفرص بلاد جديدة أقول لهم ” خلي عينكم” دوما على البحرين .. في البحرين مكانك بين الرمش والعين.. بلاد طيبة تُشعرك أنك في بيت العائلة.. في البحرين حيث الطاقات الهائلة

وأرفع رأسك فوق الغيم.. أنت هنا في البحرين

هند خليفات
كاتبة عربية وفنانة من الأردن

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى