مقالات

اتهامات باطلة ومرفوضة للصحفيين والكتّاب.. وعلى الإخوان الاعتذار

التاج الإخباري – نضال الخزاعلة

لطالما وددنا لو كانت السياسة والدين تتخذ مساراً صحيحاً دون إقحام الإخوان المسلمين أنفسهم في قضايا تشوه بها صورة الدين والوطن بحجة المقاومة وبتلفيق التهم وتراشق الألسنة حول قيمة الصحفيين والإعلاميين الأردنيين والنيل من وطنيتهم وقربهم من الشعب الفلسطيني.

حيث وجّه أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، مؤخراً اتهامات باطلة ومرفوضة لصحفيين وإعلاميين وكتّاب أردنيين بأنهم تورطوا في الإنعزالية و”العمالة”، والخيانة العظمى بسبب عدم ركوبهم موجة المقاومة، بالإضافة إلى تقسيم الأردنيين وفق رؤيته إلى صنفين ولهم هويتين، هوية إنعزالية وهوية مقاومة، والعمل على تجييش الشارع الأردني ضد منطق الدولة متناسياً أن أردننا وقف قيادة وحكومة ومنهجاً وإعلاما وشعباً مع الشعب الفلسطيني الشقيق على مر التاريخ، لكن بعقلنة وحكمة نهجها الإنضمام صفاً واحداً تحت راية القيادة الهاشمية والسياسة الحكيمة، ضاربين بعرض الحائط من ينادي للتفرقة والعبث بهذا الوطن الغالي وأمنه واستقراره.

نسي أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي أن الإعلاميين والصحفيين أول من يهب في الدفاع عن القضية وقول كلمة الحق عند تعرض الأردن لأي حملة تشويه وردع أي مغرض يحاول المساس بالوطن، فهم السلطة الرابعة التي تقف بكل جدارة أمام أي طارئ على البلد، في حين أن الأخوان لا نراهم إلا حين ركوب الموجة بأي “ترند” يعتلي الساحة، وعليه فإنه يجب على الإخوان المسلمين الاعتذار للإعلاميين والصحفيين عن تلك الاتهامات الباطلة والمرفوضة جملةً وتفصيلاً بحقهم.

المواطن الأردني يعي تماما كيف وكم وقف الإعلام الأردني إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ونقله الحقيقة بكل شفافية دون خوف، ولا يستطيع أحد المزاودة على قربه من القطاع ومساندته ودعمه لهم، ولن يحقق أي مغرض نواياه بالتشكيك بسياسة إعلام الدولة وهويته وتاريخه ورشقه باتهامات باطلة ليس لها أي أساس من الصحة، والغرض منها الإساءة للصحافة والكتّاب والنيل منهم والزعم بأن سفارة أجنبية تحركهم وتدعوهم إلى هوية أردنية إنعزالية.

كان على جماعة الإخوان المسلمين أن توظف خبراتها وتجاربها في التأسيس لمنهج صحيح لفهم الدين وتعليمه، دون أن يكون لذلك ضرر أو مصلحة في الشأن السياسي، وإطلاق الاتهامات المزيفة والتلميح والعمل على تجييش الشارع وإثارة الفتن كأداة داعية للتخلف والتفرقة وتحقيق التشكيك والقاء الكلمات المغرضة والباطلة، بل وجب أن يكون الدين مورداً عاماً لجميع الناس، يرقى بحياتهم وفكرهم وسلوكهم، ويمنحهم ثراء فكرياً وروحياً في تقدم الدولة وترابطها وتماسكها، ولا يكونوا أساساً للخلاف والتطاول السياسي والتراشق بالاتهامات الباطلة وقذف التشكيك والإشاعات لينخر عصب الصف الأردني الواحد للإعلام الواقف مع أشقائه الفلسطينيين.

علينا أن نجنّب أنفسنا في الأردن من الوقوع في توظيف الدين وتفريق الناس والاتجاهات السياسية على أساس باطل من الاتهامات المزيفة بحق أي شخص إن كان كاتبا أو صحفيا أو إعلاميا، ويجب أن يكون الدين دافعا للارتقاء والوحدة والوقوف صفاً واحداً متماسكاً أمام أي هجوم يثير النعرات ليتخلل إلى الشعب الأردني بجميع أطيافه وردع أي مغرضين حاسدين لأمن بلدنا واستقراره ووقوفه خلف قيادته وهويته الراسخة ووقوفه التاريخي إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى