ثقافة وفن

لأول مرة خارج السعودية.. إقبال مغربي على معرض ومتحف السيرة النبوية في الرباط

التاج الإخباري – عاشت المغربية فاطمة مومن لحظات روحانية وهي تزور المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالعاصمة المغربية الرباط.

افتتح المعرض والمتحف منتصف الأسبوع الماضي أمام الجمهور مجانا بمناسبة اختيار الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي.

تعد هذه المرة الأولى التي ينظم فيها هذا المعرض -مقره المدينة المنورة- خارج المملكة العربية السعودية، ويقدم السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بأسلوب علمي موثق ومبسط وبالاعتماد على أحدث وسائل التكنولوجيا.

تقول فاطمة للجزيرة نت إنها سمعت عن المعرض والمتحف من إحدى الصديقات وقررت زيارته.

وتضيف "انبهرت بما شاهدت وخاصة الحجرة النبوية، وأعجبت بالطريقة التي تم بها تقريب الزائر من سيرة الرسول الكريم وحياته، لقد عشنا حقا لحظات روحانية".

وتتابع "تستحق الرباط باعتبارها مدينة ثقافية أن تستضيف مثل هذا المعرض والمتحف".

لا يمثل المعرض سوى 30% من حجم المعرض الأصلي في المدينة المنورة، ويفسر المنظمون ذلك بالمساحة المخصصة له في مقر الإيسيسكو "لو كانت المساحة أكبر لضم المعرض معروضات أكثر"، يوضح المنظمون للجزيرة نت.

رسالة حضارية

ينظم هذا المعرض والمتحف بشراكة بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء.

يقول للجزيرة نت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، إن هذا المعرض هو رسالة حضارية وثقافية للجيل الجديد وخاصة الشباب والأطفال.

وأوضح أن هناك وراء هذا العمل مجهودا كبيرا، إذ تم فحص مضمونه من أزيد من 500 عالم مسلم.

ويجد الزائر نفسه بمجرد دخوله مقر الإيسيسكو أمام لوحات من الخط العربي، إذ عرضت أسماء عدد من الأنبياء وبعض الأحاديث النبوية بالخط العربي، لتبدأ الرحلة بعدها عبر عدد من الأقسام للتعرف على فترة البعثة النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ويشرف فريق مختص على تنظيم زيارات الجمهور إلى المعرض التي تمتد طيلة أيام الأسبوع، عبر تقديم شرح تفصيلي لما تتضمنه مختلف الأجنحة والأقسام.

أقسام متنوعة

تشرف رابطة العالم الإسلامي على "المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية".

ويتضمن هذا المعرض عدة أقسام منها "النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه"، ومن أهم موضوعاته طعام النبي وشرابه ولباسه وأثاثه، وقسم "النبي صلى الله عليه وسلم كأنك معه"، ويتضمن آداب النبي صلى الله عليه وسلم الكريمة وأخلاقه وقيم الحوار والتعايش والعفو والرحمة والتسامح، وقسم خاص بالتعريف بفضائل ومكانة آل البيت، وقسم روائع السنة النبوية وقسم الإصدارات، وتعرض هذه الأقسام عبر شاشات تفاعلية بلغات مختلفة.

ويعرض قسم "أعظم منبر"، نموذجا يحاكي منبر النبي صلى الله عليه وسلم، تم تصميمه طبق الأصل استنادا إلى مواد علمية مؤصلة وموسوعات محققة، وبنفس نوع الخشب الذي صنع منه المنبر الأصلي وهو من شجر الطرفاء الذي يوجد في المدينة المنورة، إلى جانب شاشة تفاعلية تعرض خطب الرسول في مناسبات مختلفة.

ويتيح المعرض لزواره معاينة مجسم للكعبة المشرفة كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومجسمات تقريبية لمكة المكرمة والمدينة المنورة تظهر الطبيعة العمرانية للمدينتين في تلك الفترة والمعالم الطبيعية، إضافة إلى نموذج للبيوت في مكة المكرمة وأثاثها لتقريب الزوار من طبيعة المعيشة في ذلك الزمن.

يصف المشرفون على المعرض جناح "بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول" بزبدة المعرض وأهم وأقوى ما فيه.

ويعرض لأول مرة، في التاريخ بتقنيات ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع الافتراضي، تفاصيل الغرفة التي كان النبي الكريم يقيم فيها في المدينة المنورة مع زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها.

يعيش الزائر في هذا الجناح لحظات مميزة، إذ يجد نفسه داخل نموذج يحاكي الحجرة الشريفة عبر طريقة عرض حديثة على شاشات ثلاثية الأبعاد، مع استخدام المؤثرات، ويعاين كيف تحوّلت الحجرة إلى قبر بعد أن دفن فيها النبي الكريم ودفن إلى جواره أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، قبل أن تغلق بعد وفاة السيدة عائشة والتطورات التي شهدها المكان إلى أن أصبح اليوم جزءا من المسجد النبوي في المدينة المنورة.

يتضمن المعرض جزءا آخر هو "معرض صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف، جمال المحبة والوفاء"، الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب.

ويضم هذا المعرض كنوزا تراثية مغربية، تتنوع ما بين مخطوطات تاريخية، ولوحات وعملات نادرة، ونماذج من العمارة والزخارف والنقوش المغربية، وأدوات تراثية.

رحلة روحانية

بالنسبة لمدير الإيسيسكو فإن هذا المعرض والمتحف هو رحلة روحانية تنقل الزائر من الحاضر إلى فترة البعثة النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يتعرف على تفاصيل السيرة النبوية بكل دقة وبأسلوب عرض تفاعلي تجعل الزائر شغوفا لزيارة المعرض وتكرار الزيارة عدة مرات.

وجذب اعتماد تقنيات الواقع الافتراضي وطرق العرض العصرية المعتمدة على التكنولوجيا جمهورا متنوعا وخاصة من الشباب والأطفال اليافعين إذ تفاعلوا مع مختلف أقسام هذا المعرض.

ومنذ إعلان افتتاح المعرض والمتحف للجمهور، تحول مقر الإيسيسكو إلى محج للزوار إذ تستمر الزيارات طيلة أيام الأسبوع.

يقول مدير المنظمة "لم نتوقع هذا الإقبال الكبير، لقد وصل عدد الزوار يوم الأحد 3 آلاف زائر، ونتوقع زيادة عدد المغاربة وغيرهم من الجنسيات الذين سيزورون المعرض مستقبلا".

وأضاف أن اهتمام المغاربة وحرصهم على زيارة المعرض مرده إلى ارتباطهم الوثيق بالجناب النبوي وتعلقهم الشديد به.

ولفت إلى أن أكثر من 25 دولة طلبت احتضان المعرض، ويتوقع أن يقام في دول أخرى من العالم الإسلامي مستقبلا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى