ثقافة وفن

يمنيون ينفضون غبار الحرب بأفلام وقصص مستلهمة من التراث

أطلقت مجموعة من الشباب اليمني منصة إعلامية عبر شبكة الإنترنت تحت عنوان ” هكذا كان اليمن “، في إطار مبادرة تهدف إلى إعادة صورته الأولى، وتعريف أهله قبل غيرهم بماضيه العريق، وحضارته الضاربة في عمق التاريخ.

وقال أحمد الهجري، مؤسس المنصة التي تضم 15 شخصا يقيمون في عدة أماكن، إن الفرق العاملة فيها موزعة بين اليمن وماليزيا وهولندا والإمارات وقطر ومصر، ومقسمة إلى عدة أقسام، أبرزها فرق المصادر، والكتابة، والترجمة، والمونتاج، والتصميم، إضافة إلى الرسم.

وأشار إلى أن الهدف الأساسي من المنصة يتمثل في إيصال رسالة إيجابية ولو بسيطة، إلى مجتمع أكبر من الناس باختلاف أفكارهم وتوجهاتهم.

ويشهد اليمن منذ نحو ست سنوات، حربا عنيفة أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 في المئة من السكان بحاجة إلى مساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وأضاف الهجري ” الناس في فترة الحرب تحتاج إلى أي رسالة أو بصيص أمل للتمسك به، وماضي اليمن كان في طياته الكثير من القصص الملهمة، فتاريخنا وموروثنا غني جدا، والناس بحاجة إلى شيء يخاطبها ويلامسها “.

وتابع ” تسود صورة نمطية خاطئة عن اليمن بسبب ظروف الحرب، إذ أن معظم محركات البحث عبر شبكة الإنترنت تتضافر لتشكل صورة سلبية عن البلاد، كذلك الحال في المجالس الاجتماعية “. وأوضح أن ” الهدف من المنصة ليس المكوث في الماضي، بل الاستبصار به ليعيننا على بناء الحاضر للارتقاء من أجل المستقبل “.

وتهدف المنصة للوصول إلى أوسع نطاق ممكن من الجمهور، باعتماد اللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى نشر ثقافة الفن والاطلاع على الموروث الشعبي القديم، بحسب الهجري.

وعن الأنشطة التي تقوم بها المنصة، يقول الهجري ” نعمل على جانبين، أحدهما النشر في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر إنتاج قصص بأسلوب بسيط، إضافة إلى صنع الأفلام، والمقالات المتخصصة “.

أما الجانب الآخر، فـ ” يتمثل بالعمل الميداني كالمعارض الفنية والثقافية التي تحكي عن جمال وموروث اليمن، وغيرها من الجماليات التي لا يعرفها الكثيرون “.

وقدم القائمون على المنصة في الفترة الماضية عددا من الأنشطة من بينها التوعية بمخاطر فايروس كورونا بأسلوب مميز، إضافة إلى إنتاج قصص تحكي عن اليمن وفنه وتراثه وجماله.

وتخطط المجموعة الشبابية لإقامة أرشيف يكون بمثابة مرجع لكل القصص التاريخية، وجمعها في مكان واحد، إضافة إلى إنتاج مجموعة من الكتب المهتمة بالتاريخ والفن اليمني القديم.

وقال الهجري “موروثنا وتراثنا وحضارتنا تحتاج إلى توثيق بصري وكتابي كبير، ونحتاج إلى أن نخلق طرقا جديدة لتقديمه واستخدامه وعرضه للعالم بالشكل المطلوب “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى