مقالات

أول 100 يوم للرئيس بايدن

التاج الاخباري- خالد قشوع– بعد مرور أكثر من 100 يوم على إستلام الرئيس بايدن مقاليد السلطة في البيت الأبيض، لم يتوقف عن إتخاذ القرارات المفصلية بشكل مستمر، فمنذ تشكيل إدارة الرئيس بايدن التي كانت تحتوي على جميع أطياف المجتمع الأمريكي و من كافية الخلفيات العرقية، و الدينية، و السياسية. إستطاع بها أن يحاكي العالم و يحلل القضايا و يرتب الأولويات في التعامل معها.

لقد دخل الرئيس بايدن التاريخ كأكثر رئيس قام بتوقيع قرارات تنفيذية في اليوم الأول و قد كانت 11 قراراً. بينما لم يوقع أي رئيس أمريكي أكثر من قرار في أول يوم من توليه الرئاسة. إن سُرعة إتخاذ القرارات و المسارعة في تنفيذها بينما يمتلك الرئيس الأغلبية في مجلسي الشيوخ و النواب كان أداء شخص يعرف تماماً ما يجب فعله.

من أول القرارات التي إتخذها الرئيس بايدن، تمرير مشروع قانون المساعدة الفيدرالية بحيث يحصل كل مواطن أمريكي على شيك بمبلغ 1400 دولار أمريكي، و قد إستلم هذه الشيكات في أمريكا إلى هذه اللحظة أكثر من 150 مليون مواطن أمريكي. و تحصل هذه الشيكات على دعم 70% من الشعب الأمريكي حسب إستطلاعت الرأي. وقد كانت هذه الخطة أكبر قانون دعم حكومي فيدرالي بمبلغ 1.9 ترليون دولار.

من أبرز الأولويات التي حددها الرئيس بايدن، التعامل مع أزمة كوفيد، حيث وعد الشعب الأمريكي بتلقيح 100 مليون مواطن في أول 100 يوم، و لكن إدارة الرئيس نجحت في تلقيح 204 مليون مواطن في هذه الفترة مما يشكل إختراق في التعامل مع الأزمة التي كانت تتفاقم في عهد سلفه الذي كان يتخبط في التعامل مع الأزمة بين إستقالات، و تهديدات. يُذكر أيضاً أن الرئيس قام يتعين الدكتور “فاوتشي” الذي يحظى بشعبية و إحترام كبير في الوسط العلمي لإدارة الأزمات الوبائيه.

من القرارات التي تم تمريرها أيضاً، قانون فيدرالي يجبر المواطنين على إرتداء الكمامة في المباني الفدرالية و الأماكن العامة، كالمطارات، و القطارات. وقد قام الرئيس بايدن بتوجيه شركات القروض الطلابية و التي تشكل صناعة ضخمة بترليونات الدولارات في الولايات المتحدة، إلى تأجيل دفعات قروض الطلبه و تمديد فترات السداد.

من القرارات الهامة التي تم إتخذها، إعادة صياغة قوانين على مستوى أمريكا تتعلق بالأخلاء السكان، ز مشاكل الرهن العقاري. ساهمت هذه القرارات في تخفيف حدة الأزمة المالية التي خلقتها الجائحه. كما ساهمت في رفع نسبة التأيد للرئيس بايدن في إستطلاعت الرأي لتصل في المتوسط إلى 53.7% بين المواطنين الأمريكيين، و قد حصل الرئيس على نسبة تأييد تصل إلى 61% في إستطلاعات رأي أخرى. يُذكر أن نسبة التأيد كانت في منتصف الخمسينات و هي نسبة تأييد ممتازة في هكذا مرحلة.

وقد طرح الرئيس الأمريكي مؤخراً مشروع قانون بأعادة هيكلة البنية التحتية في الولايات المتحدة، بقيمة مشروع قانون الأكبر في التاريخ تصل إلى 2 ترليون دولار. و تشمل بناء جسور، و طرقات، و توصيل إنترنت سريع في كافة أرجاء الولايات المتحدة، و تأهيل مناطق، و رفع نوعية المياه و الطاقة.

و بالنسبة للحريات العامة فقد وافق على إعادة صياغة برتكولات التعامل بين الشرطة و الشعب خصوصا الأقليات على إثر حادثة “جورج فلويد”. و تشديد قوانين بيع السلاح بالتأكيد من خلفية هوية مالكين الأسلحة.

بالرغم من إنشغال الرئيس بايدن في أول 100 يوم بترتيب الفوضى الداخلية التي خلفها سلفه ترامب. إلا أنه لم يهمل الشأن الخارجي فقد سعى إلى إعادة الولايات المتحدة إلى موقعها على الخريطة العالمية. لقد أعاد إدخال بلاده إلى إتفاقية باريس للمناخ التي إنسحب منها سلفه، بل و حضر قمة إفتراضية في هذا المجال. و إعاد إنضمام الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية التي إنسحب منها سلفه أيضاً، و أعاد تمويل الولايات المتحدة للمنظمة مرة أخرى.
كما قام ببدأ التفاوض مع إيران للعودة إلى الإتفاق النووي الذي قام بتوقيعه الرئيس أوباما و إنسحب منه ترامب. و تشير التسريبات الأخيرة إلى تحقيق تقارب ملموس بين البلدين للعودة للإتفاق أو خلق إتفاق مشابه بصيغه مختلفه.

من القرارات الخارجية الكبيرة التي إتخذها الرئيس بايدن، إعلان إنسحاب بلاده نهائياً من أفغانستان في ذكرى 11 سبتمبر المقبل. وقد فشل سلفه من إنجاز هذه المهمة بالرغم من وعوده بالانسحاب من العراق و أفغانستان، ولكن على ما يبدو إلى الأن أن الرئيس بايدن مصمم على تنفيذ كل وعوده بحزم. و تنظيف كل الفوضى الداخلية و الخارجية التي حدثت في أخر أربع سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى