مقالات

الخلايلة يكتب: المطلوب تطبيع القطاعات مع الحياة العامة.. فما الذي ستقوم به الحكومة؟

التاج الإخباري – كتب : سلطان عبد الكريم الخلايلة

صحيح أن اللقاء الملكي الأخير مع شخصيات وطنية وضع النقاط على الحروف، وهو يشرح التفاصيل، والذي توّج بالصفح الملكي لمن غرر بهم- وهذا ليس غريباً- وذلك بالتزامن مع دخول ملف الفتنة دائرة المعالجة الهادئة، ضمن الإطار القانوني لها من جهة، وعبر العائلة الهاشمية من جهة أخرى، على أن هذا اللقاء كان ذا شعب.

الحديث الملكي تطرق إلى أكثر من ملف كان الشارع ينتظره، ومنه ساعات الحظر الجزئي والفتح التدريجي للقطاعات، والأهم هو التوجيه نحو تأمين لقاح للعاملين في قطاع التعليم ووضعهم كأولوية وذلك لعودة هذا القطاع وجاهياً حيث يُعتبر واحد من أهم القطاعات الوطنية التي تشتبك مع الملفات الاقتصادية، هنا كانت توجيهات الملك فحُسِم الأمر.

الآن ما يتبقى على السلطة التنفيذية فعله هو إدارة الملف بنجاح، وذلك عبر آليات تُعيد العربة إلى سِكَّتِها من جديد.

هنا الكثير من الملفات يمكن الإشارة اليها والتي عاثت فيها جائحة كورونا فساداً، ومن هذه الملفات الشأن الأكاديمية الذي ينتظر أن توضع له برتوكول جديد ودراسة سيناريوهات ووضع خطط التي توازن بين ما هو صحي وما هو أكاديمي.

الطريق لن يكون سالكاً بسهولة، فما نريده اليوم هو الموازنة بين الصحة والاقتصاد والتعليم، وهو أمر يثقل على الإدارة العامة، لكنها مطالبة هنا لإعادة برمجة الساحة المحلية بما يضمن تطبيع القطاعات مع الحياة العامة.

لست خبيراً حتى أدخل في التفاصيل، لكنني أيضاً معني مثل أي مواطن بأن تعود الأمور على ما كانت عليه مع الاعتبار الشديد للشأن الصحي.

اليوم المطلوب إعادة برمجة طلبتنا مع “المدرسة” وجاهياً وتطبيعهم معها ومع علومها كما كانت عليه الأمور قبل الجائحة، المسألة ليست سهلة، لكنها إجبارية من أجل عودة الاوكسجين الى جسد الحياة الأردنية من جديد.

لقد بات اليوم التوجيه الملكي بين يدي الحكومة للتنفيذ مع ما يشدد عليه دوماً جلالته من أن الأولوية ومنذ بداية الأزمة كانت دائماً حماية صحة المواطن.

إنّ العنوان الرئيسي الذي علينا جميعاً قراءته هو “المسؤولية مشتركة “، وسيبقى دائماً وأبداً الرهان الأبرز والأهم هو التزام المواطن.

إن الجراح التي حفرتها أدوات جائحة كورونا الحادة في الجسد التعليمي مؤلمة ولا ينتظر الشفاء منها بسرعة، لكن المطلوب في المقابل ان نبدأ، وإن كان بشكل تدريجي، سواء من حيث الطالب او المعلم او الإدارة التربوية، وأخيرا الاسرة.

وأُكرر ذلك حرفيّاً، فإنه كما يُطالب البعض بعودة التعليم الوجاهي وإطلاق وسوم وتغريدات بهذا الخصوص؛ فإنَّ هُناك من يريد التعليم عن بُعد لغايات شخصية في أنفسهم وليست غايات للمصلحة العامّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى