مقالات

اسماعيل خوالده يرثي الرائد أيمن خوالده

ليس هناك أشد إيلاماً على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة انسان عزيز عليك ، خاصة إذا كنت قد عاشرت هذا الانسان الصديق ، وبقي وفياً صادقاً لهذه الصداقة والاخوة إلى آخر لحظة من حياته ، كان الأمر صدمة غير متوقعة، خاصة أنها جاءت بعد اول ما رأيت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بصوره وتترحم عليه ، ايمن بيك ( رحمك الله ) عرفتك منذ طفولتي انسان مكافح صادقا وقورا ، كنت ارافقك الى مدينة اربد انا اطلب العلم في جامعة اليرموك وانت تذهب لخدمة الواجب في جهاز الامن العام والجميع يشهد لك بإخلاصك لوطنك وترابه .
خبر وفاتك في مسمعي وصورة وداعك الاخير تحرق قلبي يا ايمن ، اتذكرك ايها الفارس وانت تمتطي الخيل وتحرث ارض ابي هي ذكريات تلتصق بذاكرتي ولن تغيب عن ذاكرتي ابدا ، غفر الله لك عدد ماهزّني الحنينُ إلى هذه الذكريات .
على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ،
الدموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة، نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقوى على تحملها، والآن نحن لا نملك يا صديقي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمدك برحمته، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسىى بكل هذه المشاعر الفياضة.
رحل ايمن، ليرحل معه رمز الاخلاص والوفاء، وعزاؤنا انه ترك ارثا ضخما من الاعمال الانسانية الراقية مع ابناء قريته ( مرصع ) ومع زملائه في الخدمة طوال مسيرته الطويلة، كنت خيرة الشباب الاردني تمهد لهم دربا يسيرون عليه وينهجون مدرسته المتميزة بالصدق والابداع والموضوعية، رحمك الله رحمة واسِعة.
رحلت يا ايمن من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات ايمن بيك
“رحمك الله “، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى.
وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا اليه راجعون».
الكاتب اسماعيل خوالده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى